( 1859- 1927 )
إعداد / ماجد كامل
لعل من أهم و أبرز العلماء الذين كتبوا في التراث العربي المسيحي  ؛ يأتي ذكر الأب لويس شيخو ( 1859- 1927 )   في المقدمة . أما عن لويس شيخو نفسه ؛ فلقد ولد في ماردين ( احدي المدن التركية  ) في يوم 5 فبراير 1859 ؛ وسمي بأسم " رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو " ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ فتلقي تعليمه الاولي في مدرسة الآباء اليسوعين ؛ ثم انتظم في سلك الرهبنة اليسوعية خلال عام 1874؛ ثم سافر إلي فرنسا لدراسة الفلسفة واللاهوت ؛ وهناك أتقن اللغات اليونانية واللاتينية ؛ ولقد سافر إلي انجلترا أيضا مما أتيحت له فرصة إتقان اللغة الإنجليزية أيضا  ؛ ولقد أتيح له خلال السفر  إلي  معظم بلاد أوربا والعالم لدراسة المخطوطات العربية المختلفة . ثم حمل الكثير منها  الي المكتبة اليسوعية في بيروت التي أسسها الآباء اليسوعيون في بيروت في عهد الأب " مونو " عام 1875  ؛ وسميت بأسم " كلية القديس يوسف " . وعمل فيها مدرسا للأدب العربي

ثم أنشأ  مجلة " المشرق " في بيروت عام 1898 ( لنا عودة تفصيلية لهذه المجلة ودورها التنويري في خدمة الثقافة العربية بعد الانتهاء من عرض سيرة حياته ) . ولقد أستمر في الكتابة والتأليف حتي توفي في بيروت في يوم 7 ديسمبر 1927 عن عمر يناهز 68 عاما تقريبا قضاها كلها في خدمة العلم والتراث الثقافي .

ولقد جاء خبر وفاته في مجلة المشرق بعدد شهر يناير 1928 تحت عنوان " المرحوم  الأب لويس شيخو " جاء فيه " مات  الأب شيخو مات مؤسس مجلة المشرق وصاحب امتيازها ؛ سطرت يده الكلمة الأخيرة من المجلد السنوي الذي أتم به عرس المجلة الفضي وما وضع القلم الا وافه الملاك مطالبا بالوديعة فاعادها لربه طاهرة غنية باعمال صالحة لا تحصي " ( راجع نص الكلمة بالكامل في مجلة المشرق ؛ عدد شهر يناير 1928 ؛ الصفحات من 1-4 ) .

وفي نفس  العدد نجد آخر مقالة كتبها قبل وفاته بعنوان " رؤيا سمعان الشيخ – رواية الأعياد الميلاد" .
وفي عدد شهر فبراير من نفس السنة ؛ جاءت مقالة لبشير قصار بعنوان " الأب لويس شيخو " جاء  فيه أنه في مساء يوم الجمعة 23 كانون الأول  ؛ عقدت جمعية التعاون الفكري  جلسة افتتحها الرئيس كميل بك اده بنعي المرحوم  الأب لويس شيخو ؛  ذكر فيها أن حياته كانت  كلها جهاد في سبيل العلم  والنشر والتاليف والتدريس والبحث والتنقيب ؛ هذا   إلي جانب ما كان يتميز به من عقل راجح وحكة بالغة وسعة صدر وتواضع وورع وتقوي ( راجع نص ا كلمة التأبين في المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من  80 – 83 ) .


وجاء المقال الثاني من نفس العدد للاستاذ فؤاد افرام البستاني بعنوان " تأثير الأب شيخو في تاريخ الآداب العربية " حبث ذكر أن جهوده قد تركزت في الأقسام التالية :-

1-نشر النصوص القديمة ؛ والتراجم المختصرة لمؤلفيها مع جداول .
2-التوسع في الدروس الأدبية ؛ وتناول حياة المؤلفين وآثارهم بالتحليل والنقد  ؛ مع العمل علي زيادة  التوسع بتناول عصور الآداب بحثا وتنقيبا .  
3-الانفراد بدرس نقاط خاصة من تاريخ  الأدب ؛ وتمحيصها علميا ؛ وجعلها تمهيدا لازما لكتابة التاريخ الأدبي الصحيح  ( صفحة 85 و86 من نفس المجلة ) .

وفي عدد شهر مارس من نفس السنة ؛ نجد مقالة للأب هنري لامنس اليسوعي بعنوان " الأب شيخو والتاريخ " ويؤكد فيها أن المرحوم الاب لويس شيخو يذهب الي كل مكتبات البلدة ؛ مثقل بالكتب الجديدة ؛ وعندما يسافر خارج البلاد ؛ كانت هوايته الوحيدة هي الجري وراء المخطوطات ؛  ولم يكن الفقيد يستأثر بهذه الكنوز ؛ بل يتيحه لجمهور الباحثين ؛ وقام بتريبها ترتيب  منظم ؛ وكان يجيب علي كل الأسئلة التي كانت توجه إليه ( راجع نص المقال بالكامل في المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 209- 210 ) .    

وجاء عدد شهر يناير من عام 1929 ؛ يتضمن مقالة بعنوان "علي قبر لويس شيخو " حيث يذكر مناقب العالم الراحل ؛ وجاء فيها " بقي محو خمسين سنة يخدم اللغة العربية ينشر كنوزها المدفونة ؛ وتاليف الكتب العديدة فيها . وخدم لبنان خاصة وبلاد الشرق عامة ؛ بما نشره من التآليف عن تاريخها وآثارها وعلومها ؛ حتي بلغت مطبوعاته مائة وعشرين مجلدا " ( راجع نص الكلمة بالكامل في العدد المذكور ؛  الصفحات من 1 – 6 ) .

ولقد أثري لويس شيخو خلال حياته المكتبة التاريخية  والأدبية  العديد والعديد من  الكتب والمؤلفات القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل اليه :-


1-المخطوطات العربية لكتبة النصرانية .
2-النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية .
3-تاريخ الآداب العربية .
4-بيروت : تاريخها وآثارها .
5-تاريخ فن الطباعة في المشرق .
6-شعراء النصرانية قبل الإسلام .
7-شعراء النصرانية بعد الإسلام .
8-السر المصون في شيعة الفرمسون ( الماسونية )  .
9-مجاني الأدب في حدائق العرب ( من ستة أجزاء ) .
10-شرح وتبويب مجاني اأدب ( من أربعة أجزاء ) .
11-تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع  الأول من القرن العشرين .
12- علم الأدب .
13-اطرب الشعر وأطيب النثر .
14-شرح ديوان الخنساء .
15- معرض الخطوط العربية .
16- الطائفة المارونية والرهبانية اليسوعية .
هذا عدا المئات والمئات من المقالات الدينية والأدبية المتناثرة في الدوريات العربية والأجنبية المختلفة  .

( راجع القائمة بالكامل في :- المطران ميشال قصارجي :- الأب لويس شيخو اليسوعي الكلداني رجل الدين والنعرفة ؛ موقع بطريكية بابل للكلدان ) .

وحول القيمة الفكرية والثقافية للأب لويس شيخو ؛ذكر رئيس جامعة القديس  يوسف الأب سليم دكاش فقال " نستطيع القول ان لويس شيخو شارك في تطهير النهضة العربية وإرسائها في  أواخر القرن التاسع عشر عبر محطات هامة في حياته الادبية والعلمية ؛ فنحن عندما ننظر  إلي مسيرة الأب  لويس شيخو اليسوعي الأدبية والعلمية فإننا نجده ضمن لائحة الذين صنعوا النهضة  أيما صناعة وأسهموا في صياغتها وتمتين عودها . نتوقف إذ ذاك عند بعض المحطات الأساسية التي شيدها لويس شيخو ؛ وقد أضفت عليه ملامح شخصية رجل النهضة . نتوقف عند عنايته بالتعليم وعند دوره في تأسيس المكتبة الشرقية وكذلك إطلاقه مجلة المشرق ؛ وعمله لا في جمع المخطوطات النفيسة فحسب بل في اسثثماره تلك المخطوطات حيق حقق ونشر البعض منها ؛ وكذلك ما كرس نفسه إليه في  إظهار دور المسيحين في الذود عن اللغة العربية والمشاركة في الكتابة بها والتفكير فيها " ( لمزيد من التفصيل راجع :-لويس شيخو ذاكر ة التراث العربي موضوع ندوة في المكتبة الشرقية ؛ 19 نوفمبر 2018 ) .

كما عرض الأخ أنطوان صليبا الذي أعد رسالته للماجستير عن الأب  لويس شيخو حيث قال عنه" كانت مكتبتنا الشرقية حريصة علي جمع هذه الخطيات كلما تسنح الفرصة للوقوف علي شيء منها بل أخذنا منذ السنة 1880 نطوف في أنحاء الجبل لعلنا نعثر علي بعض هذه الآثار الخطية .... فما كان ليخيب املنا فنعود بعد كل رحلة بعدد وافر من تلك الجواهر الفريدة .... وذكر أن مخطوطات شيخو بلغ عددها 3500 مخطوط ؛ ومكتوبة باللغات  :- العربية –السريانية – اليونانية – الأرمنية – القبطية -  العبرية – الفارسية – التركية . أما مواضيعها فلقد تنوعت بين التاريخ العام والتاريخ الكنسي والأسفار والقواعد والجغرافيا وعلم الفلك والفيزياء والرياضيات  والطب والترجمات الفلسفية . ولقد حدد صليبا مصادر هذه المخطوطت الثلاثة بثلثة طرق :- الشراء – النسخ -  التقادم  ( نفس المرجع السابق ) .

وتبقي في النهاية  تعريف سريع بمجلة المشرق ؛ فهي مجلة دينية أدبية تاريخية ثقافية ؛ ولقد صدر العدد الأول منها في بيروت خلال عام 1898 ؛ وبنظرة سريعة جدا علي محتويات العدد الصادر في  1 يناير 1898 ( العدد الأول منها ) نجد فيه المحتويات التالية :-

أسم الكاتب  المقالة  الصفحة
الأب لويس شيخو  مقدمة  1
موريس كولنجت مباحث علمية في أهم اكتشافات 1879  5
هنري لامنس اليسوعي  الأخ فر غريفون وجبل لبنان في القرن الخامس عشر  11
جول روفيه  وزن قديم لمدينة بيروت  17
لويس شيخو  الوطنية  20
أوغست هفنر  كتاب الدرات للأصمعي  24
لويس شيخو  كتاب تاريخ بيروت وأخبار الأمراء البحتريين من بني الغرب لصالح بن يحيي  33
هنري لامنس اليسوعي  خريدة لبنان  39
لويس شيخو  كنز الحفاظ في كتاب نهذيب الألفاظ لأبي سوسف يعقوب بن إسحاق السكيت  44
 أسئلة  44
 أجوبة  47

والمجلة حاليا تصدر مرتين في السنة ؛ ونهدف   إلي معالجة قضايا الدين والدنيا ؛ ونجد فيها المقالات الجدلية والفلسفية والإجتماعية والأدبية والعلمية   ؛ بجانب طبعا المقالات والقضايا اللغوية والفنية وكل ما يتصل بالشئون الثقافية ؛ وتتكون أسرة التحرير من :-
1-الأب صلاح ابو جودة :-  المدير المسئول .
2-الأب سليم  دكاش :- رئيس التحرير .
3-ريمون حرفوش :- سكرتير التحرير .
أما هيئة التحرير فتتكون من :-
1-الاب فاضل سيداروس اليسوعي .
2-الأب سامي حلاق اليسوعي .
3-داني يونس اليسوعي .
4-د . باميلا شرابية .
5-د . بلال الأرفه .
6-د . جورج لبكي .
7-د . ييار مكرزل .  

الهيئة الاستشارية للمجلة :-
1-المطران أنطوان أودو .
2-صلاح أبو جودة اليسوعي .
3-الأب سمير خليل اليسوعي .
4-الأب سامي حلاق اليسوعي .
5-أ . روماني أمين اليسوعي .
6-أ ز داني يونس اليسوعي .
7 . جورج جبور .
8-د . جاد  حاتم .
9-د . بطرس لبكي .
10-د . جورج لبكي .
11- د . بامبلا شرابية .
12- د . بارعة ضاهر .
13-د . نادين عباس .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
ا1-المطران ميشال قصارجي  مطران بيروت  للكلدان :- الأب لويس شيخو الكلداني رجل الدين والمعرفة   ؛ بطريركية بابل للكلدان الموقع الرسمي .
2-الأب  لويس شيخو – مشروع الكنوز القبطية .
3-كتب وؤلفات لويس شيخو ؛ موقع هنداوي .
4-لويس شيخو اليسوعي – المعرفة .
5-الأب لويس شيخو – موقع القس انطونيوس فهمي .

6-لويس شيخو ذاكرة التراث العربي موضوع ندوة في المكتبة الشرقية ؛ مركز لويس بوزيه لدراسة الحضارات القديمة في جامعة القديس يوسف ؛ 19 نوفمبر 2018 .
7-الزركلي :- كتاب الأعلام  ؛ الجزء الخامس ؛ صفحة 246 .