فؤاد ابراهيم
والقى اللوم على اهالى الفتيات القبطيات المختفيات، وطالب بوقف "الاكاذيب"، التى يتورط فيها حتى الآباء الكهنة. وهكذا أعطى أستاذنا الكبير للسلفيين "كارت بلانش" وسيفا حادا على رقاب الاقباط الضعفاء بعد أن حوّل الضحايا الى مذنبين، واتهمهم أيضا باعلاء العار الطائفي! وهنا أود أن أسرد  بعض القصص الحقيقية لإختفاء فتيات قبطيات فى الصعيد (دون ذكرأسماء) لإبيّن للقارئ العزيز من هو الجانى فعلاً، دون أن أدّعى أنه ليس هناك أخطاء حدثت من جانب الفتيات القاصرات وأهاليهن أيضاّ. ولكن هذه ألأخطاء لا تقارن فى فداحتها بإجرام الطرف ألآخر. وانا على إستعداد أن أمد الاستاذ سليمان بمصدر هذه القصص حتى يتحرّى الحقائق بنفسه:
 
1-أُختان فى عمر 15 ، 12 سنه، وبإغراء صديقتهم الغير مسيحية هربا من البيت ومكثا معها عشرة أيام حيث كانت ترتب أن تاخذهما الى مكان آخر. عرفت خادمة قبطية قصة اختفائهم من المنزل عن طريق خادم آخر، وسألت الاهل عن الاصحاب والاقارب، حتى اكتشفوا ان صديقتهما الغير مسيحية هى الاقرب اليهما. وذهب الاهل الى هذه الصديقة التى أنكرت وجود البنات عندها. ولكن رجع الاهل وأخذوا معهم عسكرى صديق وذهبوا مرة ثانية وهددوا الصديقة التى خافت وأظهرت البنات. وعادتا البنتان مع عمتهم، وحكيا انهما كانا فى انتظار السفر للقاهرة الى مكان ما، تتجمع فيه الفتيات مثلهما. وكانت الصديقة على وعد أن تأخذ مائة ألف جنيه نظير الفتاتين، وعادت الفتاتان بسلام الى المنزل.   
 
2- تعرّفت فتاة قبطية عمرها 14 سنة عن طريق الفيسبوك على رجل غير مسيحى أغواها أن تهرب من والديها وتسافر معه الى الأسكندرية. وهناك أخذ يؤجرها للبغاء مع إصدقائه و تاجر للمخدرات. وتاجر المخدرات هذا إتصل باخيها وارغمه على دفع مبلغ مالى كبير لإطلاق سراح إخته. فاستدان الاخ هذا المبلغ واستعاد أخته. وقامت الكنيسة باحتضان الفتاة بضعة شهور خارج القرية حتى تهدأ ألأمور وتستطيع الاسرة رعاية ابتهم التى يعتبرها المجتمع الريفى الصعيدى فتاة ّساقطةّ.
 
3- تلميذة عمرها 16 سنة من عائلة قروية فقيرة فى الصعيد. أغراها شاب سلفى على الهروب معه واجبرها على إعتناق دينه. ولكن نجح الخدام تحريرها. ولكن السلفيون طالبوا بها، وألاّ أعتبرت مرتدّة. فاخفاها الخدام فى مكان آمن حتى تهدأ النفوس. 
هذه القصص الثلاث انتهت بنهاية سعيدة، ذلك لانى طلبت من الخادم المنوط بالاهتمام بالفتيات المختفيات أن يرسل "قصص نجاح". أما قصص الفشل فاكثر عددا واعظم بشاعة.

لا شك أن واجبنا كاقباط ان نحاقظ على بناتنا. ولكننا لا نعيش فى غابة كلها ذئاب بشرية! بل فى مجتمع متحفظ. وحان الأوان فى القرن الواحد والعشرين أن نتنفس الصعداء ونتمتع بقسط متواضع من الحرية الدينية. ولكن للأسف ما زال يعيش اقباط القرى والنجوع فى خوف، ومازا يتعامل " الشاويش عوضين" بقسوة مع من يسقط تحت يديه من القبط.
 
مشكلة إختفاء الفتيات القبطيات القاصرات لها أربعة محاور: البنت وعائلتها، الكنيسة، السلفيون، وأمين الشرطة الذى يمثل الدولة. وقد إختار الاستاذ سليمان أن يلقى اللوم الأكبر على المحورين الأولين! فإذا كانت النخبة القبطية ذاتها لا تدرك مقدار معاناة الأقباط الضعفاء، فمن بقى ليدافع عن حقوقهم المهضومة؟! الله يرحمك يا مهندس عدلى إبادير!