«كتّفها بحبل وربطها بالسرير، وضربها بعصا على جسدها».. لم ينته من وصلة التعذيب إلا برؤيته زوجته الشابة العشرينية جثة هامدة، لم تأخذه بها شفقة. جهز لجريمته، فترك طفلتيهما- أكبرهما عامان- لدى والدته، وعاد بزوجته لحجرتهما المؤجرة بالمنيرة الغربية، شمال الجيزة، ليقتلها ويتفنن في تعذيبها، ثم انتظر حضور الشرطة وجلس يتأمل جثة زوجته، وقال وسط ذهول الناس: «مكنش قصدى».
 
زيجة دون موافقة الأهل وعُرس من غير زفاف
قبل 3 سنوات، تقدم «سيد.م»- سائق ميكروباص، لم ينل حظًا من التعليم- لخطبة «آية جمال»، غير متعلمة، ليرفضه والد «الأخيرة»، وإزاء إصرارها عليه قَبِل بالزيجة على مضض، وانتقل الزوجان لحجرة بالإيجار دون حفل زفاف يحضره الأهل والمعارف، ورضيت الزوجة بـ«أقل القليل».
 
يبكى والدها وهو يذكر التفاصيل، ويردد: «بنتى تزوجت من غير حتى التقاط صورتين لها بفستان أبيض، بنتى اللى ماتت كانت آخر العنقود.. وحنان الدنيا كله فيها».
 
بنتي كانت غلبانة
منذ زواج ابنته وقطع والدها عهدًا على نفسه وأولاده بألا يدخلوا منزلًا لـ«آية»، ولكن في الوقت نفسه مرحب بها في بيت أبيها.
 
سنوات الزواج كانت مليئة بالمشاكل، دائمًا تأتى «آية» غضبانة لمنزل أبيها، وعلى وجهها آثار الكدمات والجروح، تحملتها أسرتها ولاسيما بعد إنجابها طفلتين «مكة»، سنتين، و«فاطمة»، 4 أشهر.
 
والد «آية» يجفف دموعه بطرف جلبابه ويواصل الحكى: «بنتى كانت غلبانة، كانت بتعيش عندى شوية، وعند حماها وحماتها شوية، وكانوا بيعاملوها كويس لأنهم عارفين سوء سلوك ابنهم، وتحمل بنتى له علشان تربى العيال».
 
عاوزة اتطلق
قبل أسبوع، حضرت «آية» إلى منزل أبيها كعادتها، لكنّها فاجأت الجميع قائلة: «عاوزة اتطلق»، أيدها والدها الذي تحدث مع زوج ابنته: «يا ابنى خلاص كل واحد يروح لحاله»، قال له الزوج: «أنا هاخد العيال»، وافقه حماه: «مفيش مشكلة، دول برضة عيالك، وبنتى تقدر تشوفهم في أي وقت».
 
الأمور لم تسر نحو الطلاق كما قالت «آية» لأسرتها، التي فوجئت بمغادرتها المنزل وعودتها لزوجها، ويفسر والدها ذلك بأن: «بنتى على طول كانت بترجع لبيتها بمجرد ما زوجها يتصل عليها».
 
ربط الزوجة بالسرير وبعصا خشبية ضربها
لم تعد «آية» لمسكن الزوجية، فأخذها زوجها إلى منزل أسرته وقضيا 24 ساعة، ثم عادا لمسكنهما وترك الزوج طفلتيهما لدى أسرته وزعم أمام زوجته: «عاوزين نقعد مع بعض شوية».
 
الزوج «سيد»، ربط يدى وقدمى زوجته «آية» بحبل في السرير، وبعصا خشبية أخذ يضربها على جسمها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، الجيران الذين فزعوا لأصوات صراخ الزوجة، اتصلوا على والد الزوج الذي حضر ليفاجأ بزوجة ابنه جثة هامدة. من فوره، اتصل بالشرطة التي حضرت وضبطت المتهم الذي كان في انتظار حضورها.
 
مكنتش أقصد أقتلها
وسط ذهول النّاس، مثّل «سيد» جريمته، ومن بين كل بضع كلمات وهو يشرح كيفية اعتدائه الوحشى على زوجته، يقول: «مكنتش أقصد أقتلها».
 
والد المجنى عليها متألمًا يردد وهو يطالع صورة ابنته ذات الملامح البريئة، التي قتلت وهى بعمر الـ24: «بنتى شهيدة الغدر.. عمرها ما كانت بتقل على زوجها بطلبات.. راضية بأقل القليل.. اتصلوا علىّ وبلغونى بمقتلها، وده حصل بعد 48 ساعة من طلبها الطلاق وعودتها لزوجها»، ويطالب: «عاوز حقها.. توقيع أقصى عقوبة.. اللى حصل قتل عمد.ز زوجها كان بيعاقبها على رغبتها في الطلاق».
 
منعرفش ليه عمل كده
أسرة المتهم ينتابها حالة من الصدمة ولا يعرفون ماذا يقولون!.. وفقًا لأحدهم: «منعرفش ليه عمل كده».
 
النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وتحفظت على أداة الجريمة «العصا»، وجدّد قاضى المعارضات فترة الحبس الاحتياطى لـ15 يومًا.