نظمت وحدة القانون الدولي الإنساني بمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، دورة تدريبية جديدة في مجال القانون الدولي الإنسان، بعنوان "مقدمة في القانون الدولي الإنساني" خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر، وذلك بالتعاون مع مرصد القانون الدولي الإنساني بجامعة بوينس آيرس بالأرجنتين، وهي الجامعة المركزية في الأرجنتين وذلك في إطار اهتمام المؤسسة بتعزيز ثقافة حقوق الإنسان ونشر ثقافة القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
 
فعلى مدى 8 أيام شارك أكثر من 40 شاب وشابة من 28 دولة من قارة أوروبا وأفريقيا وآسيا وكذلك من قارة أمريكا الجنوبية ومنطقة الشرق الأوسط، في هذا التدريب الذي صُمم ليستوعب تنوع النطاق الجغرافي لعمل المشاركين وتنوع خلفياتهم الثقافية ومجالات عملهم، ويهدف هذا التدريب إلى تزويد المشاركين بمعرفة قوية بشأن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والجرائم الدولية والمسؤولية الجنائية الدولية. وكذلك أساليب وتحديات التنفيذ الوطني لقوانين القانون الدولي الإنساني. وهذا من خلال تدريب 40 طالب وباحث خاصة المتواجدين بالمناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة. حيث كان من ضمن المشاركين طلاب من "سوريا – ليبيا – أرمينيا – أفغانستان – اليمن- اثيوبيا".
 
استفاد المشاركون من خبرات 14 مدرب وخبير متخصص في مجال القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان من المانيا وامريكا والعراق ولبنان والأرجنتين ومصر، وعلى هامش التدريب وبالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية قام المشاركون في التدريب بزيارة افتراضية للمحكمة الجنائية الدولية بحضور مكتب المدعي العام بالمحكمة. 
 
وفي هذا الإطار رحب أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت بهذا التعاون، خاصة في ظل نُدرة المنظمات العربية التي تتخصص في موضوع القانون الدولي الإنساني، وأكد عقيل على أن الشباب العربي في حاجة لتبادل المعرفة مع الثقافات الأخرى، وكذلك تمكينه ومعرفته بالقانون الدولي الإنساني، ونشر ثقافة السلام، خاصة في ظل الصراعات والنزاعات المسلحة التي تشهدها عدد من الدول العربية كما أكد الخبير الحقوقي الدولي أن ماعت حاليا تعمل على خلق قيادات وبناه السلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة. 
 
من جانبها قالت نورهان مصطفى مديرة وحدة القانون الدولي الإنساني بمؤسسة ماعت أن هذا التعاون يمهد الطريق لنشر قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني في مناطق الصراع حيث تم تدريب عدد من الشباب الذين يعيشون واقع وآلام الصراع على مبادئ القانون الدولي الإنساني وكيفية تطبيقه، كما عمل التدريب على كيفية فض المنازعات بين الدول والعمل على نشر ثقافة السلام والحوار بين الدول، وكذلك التدريب على التدابير الدولية لحفظ السلم والأمن الدوليين. 
 
من جانبه رحب البروفيسور إميليانو بويز، مدير مرصد القانون الدولي الإنساني بجامعة بوينس آيرس بالأرجنتين، بهذا التدريب المشترك والتعاون بين المؤسستين، وأشاد به قائلًا "هذا إنجاز عظيم، لأنه سيمهد الطريق للتعاون المستقبلي بين شعوب الجنوب العالمي في العديد من مجالات الخبرة القانونية". وأضاف بويز أن هذه الخطوة هي مؤشر على وجود إمكانيات ممتازة للتفاعل بين أمريكا اللاتينية وأفريقيا والمنطقة العربية، لتعزيز القيم المشتركة المتعلقة بحقوق الإنسان ونشر ثقافة السلام.