فصل السياسة عن الرياضة يحتاج لحسم ..ولا يحق رفع سوى علم مصر
انتقد الجميع رفع اللاعب الغاني للعلم الإسرائيلي فلماذا نشيد بالشحات وكهرباء برفع علم فلسطين؟

نادر شكرى
أثار رفع بعض لاعبين النادى الاهلى لعلم فلسطين ، بعد الفوز بنهائي سوبر أفريقيا أمس على الرجاء المغربى جدل كبير داخل الأوساط الفكرية ، حول استمرار المزايدات وإقحام السياسة فى الرياضة ، وانتقد البعض للاعبي الاهلى لهذا السلوك الذي اعتبرها البعض متاجرة والسعي للشهرة " واخذ اللقطة " الإعلامية ، فى الوقت الذي كان يجب ان يحتفل بعلم بلاده مصر التى يمثلها وليس دولة أخرى .

فى الوقت الذي غاب فيها محمود كهرباء عن المشاركة فى مباريات الاهلى الأخيرة بينما ظهر حسين الشحات بمستوى ضعيف فى نهائي السوبر وتم استبداله ، لم يجد اللاعبين سوى محاولة " اخذ اللقطة " للفت الانتباه بوضع علم فلسطين على كتفهم للاحتفال بالفوز ، وذهب بعض اللاعبين للمشاركة فى الأمر فى خطأ وتوريط للزملاء الآخرين ، فى الوقت الذي كان علم مصر هو العلم الوحيد الذي كان يجب ان يرفرف فى ملاعب قطر لان فريق الاهلى يمثل مصر ، ولكن وصف بعض محاولة بعض اللاعبين " لأخذ اللقطة "والمزايدة الرخيصة والمتاجرة بقضية سياسية فى الملاعب الرياضية وهو سلوك مرفوض رياضيا .

وفى الوقت الذي احتفى البعض برفع علم فلسطين وبعض المواقع الإعلامية صدرت صورتهم وهى نفس المواقع التى سبق وأطلقت حملة هجوم ومقاطعة على المنتخب الغاني ، عندما شاركت غانا فى النسخة الثامنة عشر من بطولة كأس العالم فى ألمانيا عام 2006، واحتفل اللاعب سولى مونتارى بهدفه فى التشيك ، برفع علم إسرائيل ، وكتبت آنذاك الصحف المصرية ان غانا خسرت تأييد العرب والمسلمين بعد هذا الفعل المشين الذى اثار استفزاز العالم العربى والإسلامى والدولى أيضا، إذ أنه رفع علم دولة لا يلعب باسمها حسب وصفها.

ولم تلفت نفس الصحف للخطأ الذى وقع فيه لاعبي الاهلى برفع علم دولة أخرى فى مباراة باسم مصر ، وهو نفس ما فعله اللاعب الغاني الذي تم شن حملة هجوم عليه ، ولاشك ان هذا السلوك هي محاولة من لاعبى الاهلى لتمثيل بعض مع فعلة لاعبى الجزائر فى نهائى بطولة كاس العرب التى اختتمت الاسبوع الماضى ، وهو ما يعنى خروج الرياضة  عن هدفها الاساسى للتقارب بين الشعوب ، الى اطار قد يثير ازمات فى ظل دمج السياسة بالرياضة ، وهو ما يعنى فى حالة عدم اتخاذ اجراء ضد هؤلاء اللاعبين سيتكرر نفس الامر ، ويفتح الابواب لاقحام السياسة فى الرياضة .

 وربما يؤدى هذا الى ازمات قد تتعارض مع سياسات الدول التى لديها رؤية فى التعامل مع الأمور السياسية ، ولذا من الخطأ الاستمرار فى هذا السلوك سواء إقحام السياسة أو الدين فى مجال الرياضة فالسياسة مجالها للسياسيين والدبلوماسيين والأحزاب وليس الملاعب الرياضية ، والدين موقع بدار العبادة وليس الملاعب التى حولت الأمر لتصارع وجدل مثل إطلاق لقب منتخب الساجدين على منتخب مصر ، وكأن فوزه نتيجة السجود وهو أمر لا يدخل فى إطار الرياضة التى أساسها الجهد والعمل والتدريب والالتزام .

وهنا السؤال للكابتن محمود الخطيب هل سيترك هذا الأمر دون وقفه أم سنجد بعد ذلك تحول الملاعب إلى منابر سياسية ، تزيد من الكراهية والتباعد بين الشعوب ، وهل رفع علم غير علم مصر إلا يعد سلوك يستحق إجراء واضح حتى لا تنتقل العدوى للملاعب المصرية والمزايدات ويصبح تقيم اللاعبين على أساس المزايدات وليس المهارة ، واذكر موقف الاهلى عندما رفع اللاعب احمد عبد الظاهر علامة رابعة فى نهائي أفريقيا وتم وقفه وبيعه لرفض هذا الأمر لإقحام السياسة فى الرياضة وهو أمر  أشاد به الجميع ، أليس هذا الأمر يستحق نفس الموقف لأنه لا يجب ان يعلو علم فوق علم بلادنا مصر فى الساحة الرياضية ، ومن يريد يرفع إعلام أخرى فهناك منابر سياسية يمكن ان يشارك فيها ويعبر كما يشاء عن اتجاهاته السياسية .

والملفت للانتباه ان نفس اللاعبين ولاسيما كهرباء والشحات وآخرين يحاولون تقديم سلوك جديد يلتف الإعلام ، بديلا لمستواهم المتراجع خلال الفترة الاخيرة ، فنحن نريد ان نرى مواهب كروية فى الملاعب الرياضية وليس مواهب سياسية ،لاسيما ان ما حدث بالامس ادى لجدل بين الجمهور وصل للاشتباكات اللفظية على مواقع التواصل الاجتماعى بدل من الاحتفال التاريخى للاهلى بالفوز بالكأس الثامنة ، لكن كهرباء والشحات وايمن اشرف افسدوا ليلة الامس بسلوك غير محسوب وتحولت مواقع التواصل الاجتماعى لجدل ومشاحنات بين الرفض والقبول ، فتحولت فرحة الفوز " لخناقة" بسبب رفع علم لا يمثل مصر " ، فى استمرار لسياسة المزايدات التى سبق وبدأت مع محمد ابوتريكة لاعب الاهلى السابق وسبق انذاره فى احدى المباريات عندما وضع شعار غزة على تيشرته ، فيجب على اتحاد الكورة المصرى وقف اى ممارسات تخرج عن اطار الرياضة فقط .

وتوج النادي الأهلي بلقب السوبر الإفريقي الثامن في تاريخه عقب الفوز على الرجاء المغربي بركلات الترجيح بنتيجة 6-5  خلال المباراة التي أقيمت أحمد بن علي في الدوحة بقطر.

وحقق الأهلي لقبه الثامن في المشاركة ال10 له في السوبر الأفريقي 2021 عقب تتويجه ببطولة دوري أبطال أفريقيا على حساب كايزر تشيفز الجنوب إفريقي في النهائي .

 وكان الاهلى عزز رقمه القياسي بالفوز بالكأس الثامنة للسوبر الافريقى كأكثر الفرق تتويجاً بالبطولة ليبتعد عن أقرب منافسيه الزمالك الذي يمتلك 4 ألقاب ويليه مازيمبي الكونغولي ب3 ألقاب.

وحقق الأهلي  البطولة 8 مرات في تاريخه خلال سنوات2002و2006و2007 و2009 و2013 و2014 و2020 و2021.