نادر شكرى
كشف مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل ديار بكرلي، عن وجود نحو 400 ألف مسيحي في سورية في الوقت الحالي، من أصل 1.2 مليون قبل عام 2011، في حين اعتبر الباحث نضال معلوف أن الهجرة شملت كل أطياف السكان بسبب الظروف البائسة التي تعيشها البلاد. وقال ديار بكرلي لوسائل إعلام محلية، أمس الجمعة، إن "أعياد الميلاد تحل هذا العام، كما الأعوام الماضية، في ظل اضطرابات وحروب يضاف إليها جائحة كورونا، ما يؤثر بشكل سلبي على كل الناس، وبشأن وضع المسيحيين، فقد سجلت هذا العام حوادث وانتهاكات أقل بحقهم، لكن أعدادهم في سورية، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، في تناقص مستمر".
 
وأضاف أنه "في سورية، ومن أصل مليون و200 ألف مسيحي قبل أكثر من 10 أعوام، لا يوجد اليوم أكثر من 350 إلى 400 ألف مسيحي، وكذلك الحال في العراق، فمن أصل مليوني مسيحي قبل عقدين، لا يوجد اليوم أكثر من 150 إلى 250 ألفا فقط، وهذا الحال ينطبق أيضا على لبنان وفلسطين". وأشار ديار بكرلي إلى أنه "من أصل 250 ألف مسيحي كانوا يعيشون في محافظة الحسكة، لا يوجد في الوقت الحالي سوى 25 ألف شخص موزعين على المدن الكبرى، وأكثر من 40 قرية وبلدة كان فيها حضور مسيحي خلت من سكانها لأسباب أهمها الحرب الدائرة في البلاد، واجتياح تنظيم داعش"، معتبرا أن التحدي الأكبر الذي يواجه من تبقى من المسيحيين هو "سوء الأوضاع المعيشية، وسوء الخدمات، إضافة إلى جائحة كورونا".
 
وقال إن "القصف التركي في الشمال السوري، وعلى الرغم من قسوته على كل المدنيين، إلا أنه لم يطاول المكون المسيحي بشكل مباشر، ولم تكن لدينا إصابات بشرية، وإنما مادية، لكنها أسهمت في تهجير الناس من قراهم، أما الرقة ودير الزور، فلا يوجد فيهما مسيحيون تقريبا في الوقت الحالي، وسيطرة قوات (سورية الديمقراطية) على هذه المناطق لم يقدم تطمينات للأهالي للعودة إلى مناطقهم بسبب ضبابية المستقبل". وأوضح أن "أغلب من هاجروا، خصوصاً سكان محافظة الحسكة، لم يبيعوا أملاكهم على أمل العودة إلى مناطقهم. وخلال السنوات الماضية، حصلت انتهاكات كثيرة بحق الأراضي والمنازل والعقارات التابعة للمسيحيين من قبل الإدارة الذاتية، وأشخاص محسوبين عليها بحكم سيطرة الأمر الواقع". من جهته، قال الصحافي والباحث السوري، نضال معلوف، لـ"العربي الجديد"، إن "قضية الأقليات في المنطقة قديمة، وقائمة منذ عهد الدولة العثمانية التي فشلت، أو كانت عاجزة نتيجة ضعفها في القرن التاسع عشر، عن تطوير مفهوم المواطنة على أراضيها الشاسعة، وهو ما سمح لأعدائها باستغلال الأمر بدعوى حماية الأقليات، لندخل مرحلة قوانين التنظيمات الأجنبية، والحقيقة أن هدف القوى العظمى في ذلك الوقت كان القضاء على الدولة العثمانية في المنطقة، والتي تسببت للغرب في أرق على مدى قرون".
 
وأضاف معلوف أنه "يتم حاليا تغذية هذه المفاهيم عبر مصطلحات أقلية وأكثرية، وأزمات عرقية، ودينية، ومذهبية، وهذا يجعل الحياة في المنطقة صعبة، وأحيانا مستحيلة، وإذا نظرنا إلى النتيجة، فسنجد أنه ليس فقط أعداد المسيحيين التي انخفضت، بل عدد السكان كله، حيث تجد على قوارب الهجرة العربي والكردي، والمسلم والمسيحي". وأوضح أن "الرغبة في الهجرة من سورية موجودة لدى الجميع في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية القائمة، لكن ربما أعداد المهاجرين المسيحيين أكبر لأن الغرب