نادر شكرى 
حالة من النقاش داخل الكنيسة الكلدانية حول " التأوين" والتجديد بما يتناسب مع العصر الحالى وفى هذا السياق قال كمال زاخر المفكر القبطى " ظنى ان اللاهوت كعلم معنى بالتعرف على الله برؤية مسيحية، وكل ما يتعلق بعلاقته بالانسان عبر الزمن - التاريخ والحاضر والأبدية - وفى القلب من هذه العلاقة حادثة التجسد، وموقعها من سعى الله لمصالحة الإنسان و"رده الى رتبته الأولى" قبل السقوط بحسب تعبير صلوات القداس.
 
واضاف " أن الخطاب أو التعليم الدينى يحمل هذه المسئولية ومن هنا فالخطاب يحتاج الى امتلاك ادوات معاصرة تتطور مع تطور الحياة وطبيعة الفكر المعاصر.وهو ما يعبر عنه فى ادبيات اللاهوت الحديثة بالتأوين ووالتأوين مصطلح منحوت من (أوان) الذى يعنى المعاصرة، والمقصود فى سياق اللاهوت بحسب تعبير Theological Recontextualisation هو اعادة صياغة اللاهوت بشكل معاصر، اى تحديث لغة الخطاب اللاهوتى بما يتفق واستيعاب الأجيال الجديدة، بعيدا عن المصطلحات القديمة الغامضة او الغير مفهومة لهم.
 
وعلق عامر نجمان متخصص في اللاهوت الاخلاقي من جامعة الفونسيانا بروما ومحاضر في عدة  مؤسسات كنسية في استراليا على فقرة التأوين والتجديد الطقسي ,واثني على هذه النقطة التي لم تعد مجرد خطوة كمالية، بل ضرورية  لانه  من واجب الكنيسة ان تنفتح على الثقافة الحالية وظروف الناس التي تغيرت عما كانت عليه في السابق. كما يتعين على الكنيسة ان تعبّر عن هذا الارث الغني بأساليب جديدة ولغة معاصرة مفهومة، وحس راعوي مرهف تجاوباً مع الواقع الحالي للناس.” هذا الواجب لا يقف فقط عند المستوى الداخلي، بل يذهب الى مستوى الضرورة الملحة! ان لم يحدث هكذا تجديد فالنتيجة هي اما التزمت الاعمى والانعزال او الذوبان في مد العلمنة (secularisation) التي تشبه السيل الجارف الذي يأخذ ابناء الكنيسة ويحملهم بعيدا عن جوهر الايمان الذي استلمناه من الرب يسوع ورسله.
 
وتابع قائلا " قد لا يكون الامر بهذه الخطورة في الشرق، لكن في المهجر، عدد الناس الذين يبتعدون عن الكنيسة اصبح مخيف! و اتكلم عن شبابنا وابناء كنيستنا الكلدانية. الاعتماد على ايمان الاهل وحده لم يعد كافيا، لا بل في بعض الحالات هو مصدر القلق ذاته.
 
وتابع فى اشارة الى بطريرك الكنيسة الكلدانية " اتمنى ان تأخذوا هذا الموضوع السينودس الكلداني وان يكون لكم خطة عمل تشمل كل الايبرشيات وعلى الخصوص المهجر لان الخطر محدق وقريب وليس مجرد تخمين فاكنائسنا في المهجر لا تشعر بهذا الخطر كون جمهورها هو دائما من المهاجرين الجدد الذين ينخرطون في الكنيسة بقوة كونهم يحملون الثقافة الشرقية التي تعتبر الكنيسة هوية قومية قبل كونها ايمان. هنالك سؤال يغيب عن كنائس المهجر وهو، اين هم من كانو في الكنيسة قبل ٣ سنوات؟ وبما ان الهجرة مستمرة فالاعداد جيدة، لا بل مذهلة مقارنة بالكنائس اللاتينية.
 
هذا المد ان يستمر للابد لأسباب عديدة منها ان مد الهجرة ببساطة ينفذ. بعدها ستصحو كنائس المهجر من نومها العميق وتجد الكنائس تفرغ والاعداد تتناقص. وحينها سيكون الوقت قد نفذ والصدمة ستوجع جدا الى مستوى يشل الفكر.