أشاد المطران نيقولاس هنرى، سفير دولة الفاتيكان فى مصر، بعقد منتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ، فى ظل الظروف التى يمر بها العالم، مشيرًا إلى أن المنتدى يحمل دلالة مهمة حول ضرورة استمرار الحياة، مع التأمل والمناقشة فى قضايا الحاضر والمستقبل، ودور كل فرد، خاصة الشباب، فى المسئولية عن المستقبل. وأشاد سفير الفاتيكان، خلال حواره مع «الدستور» على هامش انعقاد منتدى شباب العالم، بالإجراءات التى اتخذتها مصر فى ظل جائحة كورونا، وسياستها الصحية والاجتماعية الصحيحة، التى ركزت على الحياة لا النجاة، داعيًا الجميع، خاصة الشباب، لتحمل المسئولية من أجل الحفاظ على البيئة والتعامل الأمثل مع الموارد من أجل صنع مستقبل أفضل. 

 
 بداية.. كيف ترى عقد منتدى شباب العالم فى الوقت الحالى؟
- عقد منتدى شباب العالم هو أمر مهم للغاية، خاصة فى هذا الوقت وهذه الظروف التى يمر بها العالم، لأن مثل هذا التجمع له دلالة مهمة، بأن الحياة يجب أن تستمر.
 
وهناك موضوعات مهمة للغاية تتم مناقشتها فى جلسات المنتدى، مع التأمل فى الحاضر والمستقبل، وما يتعلق بدور كل فرد وفئة الشباب، كما أن الموضوعات التى تتم مناقشتها تؤكد الحاجة الشديدة لإدراك أهمية العيش معًا، وتأثير الشعور بالمسئولية على المستقبل.
 
 فى رأيك.. ما الرسالة التى يحملها المنتدى فى ظل استمرار الجائحة؟
- عقد المنتدى يؤكد أن مصر ضربت مثالًا جيدًا على كيفية التعامل مع الجائحة، لأن الاقتصاد لم يتوقف، بل تم اتخاذ التدابير اللازمة لاستمرار الحياة، وكانت ردود أفعالها متوازنة للغاية فى التعامل مع الأزمة، مع اتخاذ كل الضمانات والإجراءات الصحية الصحيحة، لمدة تزيد على عام ونصف العام.
 
وأرى أن تلك السياسة كانت حكيمة للغاية، لذا لم تكن هناك أى نتائج سيئة للجائحة على مصر، بل استمرت الحياة، وشهدت الدولة نموًا اقتصاديًا واجتماعيًا، فمصر قررت أن تحيا لا أن تحاول النجاة فقط، لذا استمرت حياة الناس فى ظل بعض الإجراءات الحذرة، ما شجع كثيرين من بلدان أخرى على القدوم إليها، والحياة فيها. 
 
وكل ذلك يرجع فى رأيى إلى السياسة الصحيحة فى معالجة الأزمة، وكذلك السياسة الصحية الصحيحة التى تعاملت مع المشكلة وعالجت العدوى وقررت منح الناس اللقاح المناسب لحمايتهم.
 
 كيف ترى اهتمام مصر بقضية تغير المناخ واستضافتها قمة المناخ المقبلة؟
- التحضير لقمة المناخ العالمية «كوب ٢٧»، التى ستعقد فى مصر خلال العام الجارى، هو أمر مهم للغاية، لأنها تمثل تحديًا للأجيال الجديدة، لذا يجب تمثيل الشباب فى التعامل معها، وهو ما تفعله مصر وأعتقد أنه أمر له أهمية كبيرة جدًا، ويؤكد ضرورة التزام كل منا تجاه البيئة، وتحمله مسئوليته تجاهها وتجاه العمل معًا من أجل السلام والعيش الصحيح. 
 
أخيرًا.. ما رسالتك لشباب العالم المجتمعين فى شرم الشيخ؟
- رسالتى هى أنه يجب أن نكون مسئولين عن حياتنا وما يجرى فيها، وأعتقد أن الشباب، وحتى الأطفال، لهم أهمية كبيرة فى تعليم جيل الكبار كيفية التصرف فى قضايا مهمة، مثل توفير الطاقة والمياه والاستخدام الأمثل للموارد، لأن هناك أشياء اعتدنا عليها لسنوات ثم اكتشفنا أنها ليست ضرورية لحياتنا وحان الوقت للتأمل والتفكير فيها بشكل مختلف.
 
وأرى أن الفترة الماضية كشفت لنا عن أشياء لا غنى عنها على الإطلاق، وأشياء أخرى غير مهمة أو ضرورية، كما كشفت عن ضرورة تحقيق التوازن بين كل شىء، والتفكير فيما حولنا والتصرف تجاه كل شىء بشكل أكثر مسئولية.