نادر شكرى
منذ سنوات طويلة وتقارير تحذر أن المبنى مهدد بالانهيار ولكن التحذيرات التي لم ينتبه لها مسؤولي الاثار  وقبل سقوط الجدار بيوم أو يومين تمت زيارة الدير من جانب بعض المسؤولين عن منطقة آثار سوهاج لتفقد الأوضاع بالمواقع الأثرية. ولم يتخذوا أية إجراءات حينها لمنع “الكارثة” فقد سقط الجدار الشمالي في اليوم التالي من الزيارة. وخلال الفترة الحالية يقوم بعض مسؤولي الوزارة بالرجوع للتقارير القديمة للوقوف على وضع الدير. فالانفصال حدث تحديدا في الطبقة الداخلية من الجدار بارتفاع متر من الأرض.وقد بدأ الانفصال في مساحة 6×7 أمتار  فضلا عن الميول الموجودة بالجدار منذ سنة 2000.
وتسند وزارة الاثار الدير لجامعة “ييل الأمريكية” وذلك لدراسة موقع الحفائر بالكامل حول الكنيسة الأثرية، بجانب مشروع ترميم للدير نفسه. وحدث تقصير منهم ولم يرمموا الدير في نهاية الأمر التى تهتم اكثر بتمويل ابحاث الحفائر واكتشاف  المخطوطات.

وكانت هناك  مذكرة رسمية لسحب المشروع من جامعة “ييل” وإسناده لمركز البحوث الأمريكي. لكن عندما شعرت جامعة ييل بالأمر بدأت بتنفيذ تعاون بينها وبين مركز البحوث الأمريكي ووفي سنة 2018 تم ترميم جزء بسيط في المنطقة الغربية من صحن الكنيسة، وهو الجزء الداعم للسور من الناحية الغربية، لكن لم يتم معالجة الميول والتصدعات فى الجدار الشمالى  .

وقال الدكتور إبراهيم ساويرس الخبير فى شؤون الآثار ومدرس اللغة القبطية بجامعة سوهاج ، ان حالة الدير الأبيض معروفة ومدروسة قبل ذلك بعقد من الزمن على الأقل فهناك تقارير من عام 2010 عن حالة الدير للدكتور نيكولاس وارنر من مركز البحوث الأمريكي وهناك تقرير  أقدم من عام 2007 للمهندس الاستشاري الإنشائي سام برايس ، وكل هذه التقارير توصي بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ الدير خاصة الجناح الغربي منه الذي حالته أسوأ كثيرًا وعليه شدات (ساندات) حديدية وخشبية منذ سنوات وسنوات ولا أحد يتحرك ، كان أحد التقارير يقترح عزل الجناح الغربي لخطورته على الزوار.

وتابع ساويرس وهو احد المهتمين بالدير ،يجب التوضيح والرد على بيان وزارة الآثار ان الأجزاء التى سقطت هي من الجدار الشمالي للكنيسة وليس السور الخارجي للدير وهو سور حديث يحيط بكل محتويات الدير ، وما سقط حوال من 5 الى 6 طن حجارة ثقيله داخل صحن الكنيسة الأثرية ، وهذا الجدار به ميول للداخل منذ سنوات طويلة وهو ما يهدد الكنيسة كلها فى حالة سقوطه حيث ظهرت تشققات كبيرة بالسور ، وهو ما تتحمله وزارة الآثار والتى أسندت إشراف عملية الترميم والحفائر بالدير ، لجامعة ايل الأمريكية ، ومن أهم الجامعات فى هذا المجال  والتي اكتشفت مقبرة الأنبا شنودة وبعض المخطوطات الهامة وقامت بنشرها وهى لها الحق الحصرى فى النشر وتنظيم المؤتمرات فى هذا المجال .

•  ميول الجدار يهدد بسقوط الكنيسة
وحذر ساويرس ، من خطورة الوضع مشيرا ان الآثار تعلم بذلك وقامت بوضع شريط لقيام ميول السور منذ سنوات ، وهناك مكتب تابع لهيئة الآثار داخل الدير ، يتابع الأمر منذ سنوات ولكن دون اتخاذ خطوات فعلية لعملية الترميم ، والتي إذا تمت منذ سنوات لكانت التكلفة ستكون بسيطة ، وفى نفس الوقت هذه التصدعات تسببت فى تصدعات فى الجانب  الغربي ، وتهدد الأعمدة الفرعونية فى صحن الكنيسة والتي تقام على الطوب الأحمر ، والحقيقة ان الأزمة تقع بين جامعة " ايل " ووزارة الآثار فى عملية تأخير الترميم ، كشفا عن وجود غرفتين أعلى الجدار يصل لهم سلم ضخم من الحجر الثقيل وهما مذبحين للبابا كيرلس ، والملاك وإذا استمر الميول للجدار الشمال سيؤدى لانهيار هذه الغرف .

وكشف ساويرس ،أن ما يهدد سقوط الجدار فى اى لحظة ان المنطقة حول الدير يتم فيها الان تعمير وهناك معدات ثقيلة وحفر حول الدير لإنشاء مشروعات كبرى ،وربما ساهمت هذه الأعمال فى السقوط الذي وقع الخميس ، محذرا من مرور المعدات الثقيلة في تلك المنطقة. وهو الأمر الذي لم يكن يراعى أبدا، فكثيرا ما كانت تدخل المعدات الثقيلة والجرارات داخل الدير للوصول للمزرعة. بجانب أن عملية ردم الحفائر تتم بمعدات ثقيلة للموقع في تلك الفترة مثل “اللوادر”.، مشيرا ان العناية أنقذت من كارثة إذا حدث هذا إثناء القداس حيث يخدم الدير 15 قرية حوله وتملئ ساحة وصحن الكنيسة بالمصلين ، وأيضا فى عيد الأنبا شنودة فى شهر يوليو يتواجد الآلاف ، وهو ما يعجل بضرورة سرعة الترميم خاصة ان وزارة الآثار لديه الخبرة والأدوات والعمالة فى هذا المجال .