كتب - روماني صبري 

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشورات تشيد بعبقرية الموسيقار  المصري عمار الشريعي في التأليف الموسيقي والتلحين، وذلك احياء لذكرى وفاته، حيث غيبه الموت عن عالمنا في يوم الثلاثاء الموافق 7 من ديسمبر عام 2012.
 
روحك تحيطني  
وأحيت زوجته الاعلامية ميرفت القفاص، ذكرى وفاته بنشرها صورة تجمعهما على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وعلقت عليها : الغائب الحاضر ..9 سنين على غيابك ولكن روحك تحيطني وتصبرني على فراقك".
 
الرجل الذي تنفس الموسيقى 
تقول القفاص انه تعامل مع الآلات والتكنولوجيا بمهارة شديدة، وحرص على تعليم نفسه بنفسه، لدرجة انه كان يستخدم الآلات بكل سهولة.
 
واصفة اياه في تصريحات خاصة لموقع (مصراوي ) بالرجل المرح الحنون خفيف الظل، طويل الاناة، المثقف، ما انعكس  على موسيقاه، مشددة على انه كان رجل وفيا تجاه كل أصدقائه".
 
لافتة :" كان يقول انه لن يعيش كثيرا على الارض، كونه اصابه مرضا في القلب وهو شابا، ولكن بعد نزوله ميدان التحرير في ثورة 25 يناير، بدأت حالته الصحية تسوء ويتنقل من مستشفى لأخرى، حتى وافته المنية يوم 7 ديسمبر 2012.
 
وبخصوص طقوسه في تلحين الأغاني والمقطوعات الموسيقية كشفت: "عمار كان يتنفس موسيقى، وأحيانا كان يستيقظ من نومه ليسجل جملة موسيقية".
 
ارفض استعادة بصري ؟ 
أنت اتولدت ما بتشوفشي، ولا اتولدت بتشوف وبعدين ما شوفتش؟، وجه له هذا السؤال الاعلامي عمرو الليثي خلال برنامجه ( واحد من الناس) المذاع عبر فضائية دريم.
 
فرد الشريعي : أنا اللي مسهلها عليا إني اتولدت مابشوفش من البداية ده أسهل، أنت مخسرتش حاجة، أنت مولود كده ومن أول ما حطيت ايدك على العالم شوفته زي ماهو كده، يعني مكنتش بتشوف وبعدين فجأة مبقتش بتشوف محصلكش فقد.
 
لافتا :" اسمع كتير واحد كاتب على لسان بطله مثلا : وحشني وش امي، في حالتي انا باى وحشني صوت امي.
 
موضحا :" سألوني في يوم من الأيام طب افرض إنه قالولك تعمل عملية وتشوف إيه رأيك؟، قولتلهم أخاف طبعا، ربما أرفض كمان لأن عالمي هيتهد.
 
وتابع :" لأنه قناعاتي هتتكسر، أفرض الاخ مراد أبني ده طلع ليه فم كبير  مثلا، او ضحكته بتجيب من ودانه لودانه ؟، وقتها لو ابصرت جايز احبه وجايز محبوش.
 
كما اوضح :" جايز لاني اتعودت اعرف الناس من من خلال صوتهم، هي فيها اختلال بالتأكيد في كل درجات الأحكام، أحكامك على نفسك والأخرين وطريقتك في استيعاب الأشياء.
 

 
أبرع عازفي جيله 
ولد الشريعي عام 1948 في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر، تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى خلال فترة دراسته.
 
انتصر على الة معقدة 
وبمجهود ذاتي، أتقن العزف على البيانو والاكورديون، ثم اخيرا الاورج، بدأ حياته العملية عام 1970 عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الاورج، حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
 
اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبري عام 1975،  وزادت ألحانه عن 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي.
 
تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي، ومن اشهر اعماله موسيقى مسلسل رافت الهجان، فيلم كتيبة الاعدام، فيلم حليم، فيلم احلام هند وكاميليا، فيلم ابناء وقتلة، مسلسل ريا وسكينة، مسلسل بنت من شبرا، مسلسل قاسم امين، نصف ربيع الاخر (مسلسل).
 
جوائز 
حصل الشريعي على جائزة مهرجان فالنسيا - اسبانيا عام 1986 عن موسيقى فيلم البريء.
 
جائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989- وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان  قابوس بن سعيد، سلطنة عمان عام 1992. 
 
كما حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الاعلى للثقافة عام 2005- وسام التكريم من الطبقة الأولى مرة ثانية من السلطان قابوس بن سعيد.