بسام القصاص
حين يكون الحديث عن مصر، أشعر بقلمي سيّال يريد أن يكتب رسالة حب وغرام لوطني وموطني، وكلما أجد من يتحدث عن مصر انتبه واستمع بكل جوارحي، فهي بلدي ومهدي وعشقي ، وأحب كل من يحب مصر، لذا أحب عميد الصحافة الكويتية الكاتب أحمد الجار الله، ذلك الكويتي حتى النخاع والعاشق لمصر بكل جوارحه، ففي كل مناسبة يتكلم عن مصر بشغف المحب، ويتمنى لها الخير دائما.

ومنذ أيام معدودات كنت في ضيافة الكاتب الكبير أحمد الجار الله، بصحبة رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت العميد أركان حرب حسن جابر الشاذلي ، في زيارة ودية من قِبل العميد حسن الشاذلي  تقديرا لما يقوم به " احمد الجارالله أبو مشعل" من إبراز لجهود التنميةعلى أرض مصر، ودعمها للأشقاء العرب.

وأثناء الزيارة دارت الأحاديث الودية، كأصدقاء حتى حانت اللحظة الحاسمة بالنسبة لي حين تطرق الحديث عن الشأن المصري، وبدأ عميد الصحافة الجار الله في الإسهاب عن مصر ومكانتها العالمية التي وصلت إليها بفضل الرئيس السيسي، واصفا إياه بأنه "رجل عملي وميداني"، حيث استفاض الجارا الله في وصف مميزات الرئيس السيسي والتي يلاحظها القاصي والداني، وخاصة امتلاكه لمعلومات حية، وذاكرة حاضرة، حين يفتتح المشروعات، فهو يعرف كل شيء، حتى المقاولون الذين يعملون في المشروعات، يعرفهم بالاسم ويناقشهم في المشروعات بالأرقام، وهذا ما جعل مصر تتخذ خطوات عملاقة نحو مصاف الدول الكبرى.

ليأخذنا الحديث إلى الاستثمار الأهم الذي نفذه السيسي وهو الاستثمار في البشر، وهي ثروة كبيرة، كما أضاف الجار الله أن المصريين خاصة الذين يتميزون بالكفاءة وحب العمل، وأصحاب أفكار خلاقة، وهو ما رأيناه واضحا في المشروعات التي تمت في مصر، سواء من حيث الشكل المعماري الجميل، أو من حيث الفائدة الاقتصادية التي ستعود على الاقتصاد المصري، بل والمجتمع المصري ككل، وخاصة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي تعد نقلة حضارية في مصر يشهد بها العالم كله، حيث تم بناء عاصمة جديدة أكبر من القاهرة في الصحراء والتي لم تعد صحراء بل صارت بقعة حضارية لا تقل عن أي عاصمة عالمية.

وبما أن بالجلسة رجل عسكري (  رئيس مكتب الاتصال العسكري) فكان لابد أن يأخذنا الحوار للقوات المسلحة المصرية، وما تقوم به من أعمال ستكتب في تاريخ مصر بحروف من نور، فهم إلى جانب حمايتهم لمصر وشعبها، بل والشعوب العربية تنفيذا لمقولة السيسي الشهيرة "مسافة السكة"، فهم أيضا يحملون على عاتقهم الإشراف على كل ما يتم على أرض مصر من مشروعات، إلى جانب ما يقومون هم به من تنمية عن طريق الهيئة الهندسية والشركات التابعة لها، أو جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وكذلك لن ننسى ملحمة المصريين في بناء قناة السويس الجديدة والتي مولها المصريون من مالهم الحر بأكثر من 60 مليار جنيه وتم تنفيذ هذا المشروع العملاق في خلال سنة واحدة لتعود على مصر بعائدات أكبر مما كانت عليه، حيث إن آخر دخل من قناة السويس هو 7 مليارات دولار، ما يؤكد حسن الاستثمار المصري بأفكار خلاقة.

كما تطرق الحديث بين عميد الصحافة الجارالله و رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري إلى ما تشهده منطقة الخليج من استقرار ونمو كبير نتيجة الترابط والتعاون بين دوله، وأشاد أبو مشعل بدور ولي عهد السعودية الأمير محمد وية من تطور متسارع ومذهل في الوقت نفسه، ما يعد نقلة حضارية كبيرة يشهد بها العالم.

وفي ختام المقابلة قام الملحق العسكري بتقديم درع مصري لعميد الصحافة الكويتية تقديرا لجهوده وحبه لمصر، وتعبيرا عن حب المصريين له وتقديرهم لمكانته في عالم الصحافة.

إنه حقا حديث يملأ نفسي بالشجن والحنين إلى أم الدنيا التي أتمنى رؤيتها في حلتها الجديدة البهية التي صنعها أبناء بلدي بالجهد والعرق، ومن ورائهم رجل قائد يعمل بشرف في زمن عز فيه الشرف.