كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص 
وجه الكاتب والطبيب خالد متتصر، رسالة حملت عنوان (#شروط_تجارب_الأدوية_وحق_المرضى) وطالب بمشاركتها حتى يفهم الجميع، وذلك في اطار اتهامه للدكتور شريف عباس بالتسبب في وفاة الاعلامي وائل الابراشي باعطائه عقار سوفالدي الذي يعالج فيروس سي للشفاء من كورونا .
 
وجاء بنص رسالته التي نشرها على فيسبوك : 
هل من حقي كطبيب أن أقوم بتجربة دواء على مريض في المنزل لمجرد أنها قامت في دماغي أن أجربه وإني حاسس أنه دواء رائع ولطيف ومعالج ؟؟ الإجابة لا بالتأكيد ، فالتجربة الطبية ليس مكانها المنزل أو حتى العيادة الخاصة ولكنها تكون في   multicenter study  أي عدة مراكز بحثية جامعية في نفس الوقت تجري التجارب هلى المرضى.
 
 هل هذا يكفي فقط ؟ لا بالطبع فلابد أن تكون هناك نقطة إنطلاق بحثية منطقية علمياً ،ثم إختيار متطوعين ، عدد قليل منهم ، وهناك صفات لهذا المتطوع  ، متطوع عاقل رشيد بالغ ، ولابد أن تكون التجربة بدون مقابل مالي ، والأهم أننا نشرح له ماهو هذا الدواء وماهي مضاعفاته وأن مانفعله هو تجربة علمية من الممكن أن تنجح أو تفشل ، ويوقع بيده على   consent ، وبالطبع من يقوم ويشرف على التجربة متخصصون ، وتكون هناك بالضرورة double blind study .
 
بمعنى أن هناك مجموعة تأخذ الدواء المجرب ومجموعة أخرى تأخذ قرص بلاسيبو ،وهو قرص ليست فيه المادة الفعالة المجربة وهو قرص آمن محايد خامل لاضرر منه ولافائدة طبية ، السؤال هل بعد تلك التجارب الاكلينيكية حتى لو نجحت  ،من حقي أن أصف وأكتب هذا الدواء في منزل المريض  أو في عيادتي الخاصة ، لا وألف لا أيضاً ، لابد من إنتظار ال fda هيئة الدواء والغذاء ، ووزارة الصحة في البلد الذي تجرى فيه التجربة والتي منحت الموافقة .
 
 وأي إستخدام لهذا الدواء المجرب خارج نطاق التجربة يعتبر إستخداماً لدواء في غير إستعماله ويخضع للمساءلة القانونية ويحاسب الطبيب الذي يفعل ذلك في الدول المتقدمة حساباً عسيراً ، هذه معلومات في غاية الأهمية بالنسبة لأي مواطن مصري حتى يعرف حقه ، ويعرف مامعنى الدواء، والبحث العلمي ، وأنه حتى الدواء الموجود في السوق ويستخدم لعلاج مرض معين وأراد الطبيب أن يستخدمه لغرض آخر غير موجود في المراجع الطبية عليه أن يحترم خطوات البحث العلمي والطب القائم على الدليل 
Evidence based medicine 
وأن من أهم حقوق الإنسان وحقوق المريض أن يكون بصيراً بأنه تحت تجربة وموافقاً بكامل قواه العقلية على التجربة في الإطار البحثي وبالضوابط العلمية الصارمة ، هذه هي أبسط حقوقه ، وقد علمنا أساتذتنا الكبار العظام الذين شرفوا الطب المصري ومازال تلامذتهم من الجيش الأبيض يبذلون كل الجهد من أجل الحفاظ على نقاء ثوب الطب الناصع، لذلك إذا خرج طبيب أو آخر وهم قلة قليلة عن هذا الخط لابد من محاسبتهم بشدة حفاظاً على قدسية المهنة التي أقسمنا على إحترامها حتى الموت ،والمحاسبة لابد أن يسعى لها أبناء المهنة أنفسهم ، ونتمنى من نقابة الأطباء وعلى رأسها طبيب أستاذ محترم علمنا ونحن طلبة فضول المعرفة وزهد المكسب ، أن تنشر تلك الثقافة العلمية  ، ومن وزارة الصحة التي على رأسها عالم وأستاذ جامعة جليل لايرضى أبداً أن تخترق النظم والمعايير الطبية المنضبطة من أجل مكسب قصير أو شو مؤقت .