محرر الأقباط متحدون
فى الوقت الذى يتجمع فيه الان ورؤساء وممثلى الكنائس والطوائف المسيحية ، للصلاة من اجل وحدة الكنائس فى اطار اسبوع الصلاة الذى ينظم سنويا من أجل وحدة الكنائس والتقارب ورفع الصلوات المختلفة التى يشارك فيها الجميع فى وقت واحد من جميع الطوائف المسيحية ، نجد حالة من الجدل والخطابات التى تعمل على الانشقاق والكراهية ، بسبب الخلاف الذى وقع بعد نياحة مكارى يونان'> ابونا مكارى يونان كاهن الكنيسة المرقسية .

وتحول الخلاف الى اتهامات للكنيسة الارثوذكسية لعدم وجود تكريم لائق للقس الراحل ، بينما تحول هجوم اخر من جانب بعض الارثوذكس للكنيسة الانجيلية وتحديدا كنيسة قصر الدوباره لقيامها بحفل تكريم للقس الراحل ووصف هذا بالمزايدة واللعب على مشاعر البسطاء ، وفى نفس الوقت الذى ترفع فيه الكنائس الان بلبنان الصلاة من اجل الوحدة ، يرفع اخرين شعارات الكراهية والتباعد فى شد وجذب على صفحات السوشال ميديا ، حول القس الراحل واذا كان ارثوذكسى او يميل الى تعاليم الانجيلية

وخرج احد كهنة الكنيسة الارثوذكسية بالكنيسة اليونانية يهاجم القس سامح موريس قائلا له " يكفي استعمال موت الأب مكاري يونان للمزايدة والمنفعة. لو أحببت مسيحيته فعلاً لقبلت مسيحه بالحق والروح . لا يمكنك أن تمدح أرثوذكسيته وترفضها في نفس الوقت لا بل وتعمل ضدها. تأثرت أنه أهداك صليبه الخاص وعلقته بعنقك باكياً وأنت لا تؤمن بالصليب والأيقونة فهذا اسمه نفاق وكذب.  كل هذه المسرحيات بالتكريم البشري وبإظهار  عواطف تجاهه هي بهدف اصطياد الناس البسطاء وتكريس لنهجك الإنشقاقي عن الكنيسة.

وتابع الاب ثاوذورس دواد قائلا "لا تستطيع انت ولا الأب يونان -رحمه الله - أن ترتبطا برباط روحي خارج المسيح واستقامة الايمان لأن هذا يعتبر تكريس للإنشقاق وقبول للبدع. الصداقات والعواطف جميلة ولكن لا مفعول لها في المسيحية والخلاص.

وامام التيارين يظهر طرف ثالث يحاول ان يدعو للمحبة وهى من تعاليم السيد المسيح بعيدا عن مشاعر الكراهية بينما ظهر ظرف رابع ينتقد الطرفين وانهما يسببا عثرة للبسطاء فى ظل هذا الصراع وعلقت احدى القبطيات قائلا " الحقيقة انا ارثوزوكسية وحزينه جدا على اللى بشوفه وبسمعه من تعصب وتشدد وعدم محبة بين الجميع .. خلينا نقعد نتخانق مع بعض ونقول انا صح وانت غلط ونشتم في بعض واسلوبنا يبقي سوقي ومش محترم و اسمنا بنعرف المسبح وعندنا رتب عالية ممكن تبقي فوق في الصفوف الأخيرة دى لو دخلت اصلا من الباب وغيرنا من البسطاء والانقياء بيسرقوا الملكوت ... ربنا يجعلنا مستعدين كما استعد أبونا مكارى يونان الذي ينعم بحب الملك المسيح الذي خدمه بقلبه وليس بشفتيه .

رفض الدكتور فريدى البياضى عضو مجلس النواب  ما يحدث من انتقاد الكنيسة الارثوذكسية من قبل البعض وقال "لا أرى مبرراً للهجوم على الكنيسة الأرثوذكسية و اتهامها بالتقصير في تكريم الراحل الأب مكاري يونان ، خصوصاً بعد إقامة كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية احتفال تأبين كبير له. وتابع "ما قامت به كنيسة قصر الدوبارة هو تكريم مستحق للأب الراحل و هو لا يعني أنه كان ينتمي فكرياً لكنيسة غير أرثوذوكسية، لكن الكنيسة أرادت أن تكرم رجلاً كان يرتقي فوق الفوارق الطائفية و ينادي بوحدة الكنيسة

وامام هذا الجدل الذى وصل لحد التراشق بالالفاظ وهو ما يخرج عن تعاليم السيد المسيح ، نتساءل لمصلحة من اشعال خطاب الكراهية بين ابناء المسيح الواحد ، ومن المستفيد من محاولة زيادة شق الصف فى الوقت الذى نجد فيه الكنائس تعمل من اجل الوحدة ونرى مجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجلس الكنائس العالمى ، فهل هذه المجالس عبارة عن مسميات شكلية لا ترتقى للمضمون من أجل دعم الوحدة او على الاقل دعم المحبة والتقارب الانسانى الذى جسده السيد المسيح فى العديد من الامثلة حتى يدعم الحب بين الجميع

يكفى جدل وتراشق ولنترك الاموات ونكرمهم ولا يصح ان نتحول لمحاسبة لمن رحل عنا أو لمن يكرمه فنحن فى زمن صعب نرى العالم فى أزمة بسبب فيروس لعين يخطف يوميا المئات منا ونحن فى وقت نحتاج ان نصلى بقلب واحد ونفس واحدة لاجل السلام ولاجل ان يرحمنا الله جميعا ، فاتركوا الاموات لربهم فنحن من نكون حتى نقيم ونحاسب ، فالقلوب يعلمها الله وحدة ، ونحن فى النهاية نطلب النياحة لروح مكارى يونان'> ابونا مكارى يونان وان يرحمنا الله ويرفع عنا الوباء .