شارل فواد المصري
 قبل أيام حل الإحتفال بعيد الغطاس.
 
كثيرون كتبوا وحللوا ومنهم من أتاح معلومات جديدة ربما علي البعض وطبعا البركة في السوشيال ميديا حيث فضاء الحرية.
 
 وبذكر الغطاس يأتي القلقاس والقصب واليوسفي..وإن كان لهم دلالة رمزية وليست كتابية أقصد دينية.
 
 المهم أن الصعيد منذ زمن بعيد لا يعرف القلقاس في الاحتفال بالغطاس فهو يعرف فقط القصب واليوسفي هذه الفاكهة التي جاء بها "يوسف أفندي" من بعثته أيام محمد علي ولم يعرف إسمها وأطلقوا عليها إسمه وهذه ليست حكايتنا.
 
 وحكايتنت هي كيف تعرفت علي القلقاس تعرفت عليه للمرة الأولى في أوائل التسعينيات حيث عزمني أحد الأصدقاء وهو أسيوطي ولكنه جاء إلى القاهرة قبلي واستقر وتزوج وأنجب وأراد أن يعزمني علي  عزومة
 
" ترم" عضمني فكانت وليمة الفراخ المحمرة في السمن البلدي والي جانبها طبق مملوء بالقلقاس الذي كنت أشاهده للمرة الأولى ونظرا للإحراج بدأت في الأكل ولكن طعمه لم يكن في الذاكرة خاصة أن الأكلات الشهيرة في الصعيد وتحديدا محافظة قنا هي الملوخية و"الويكة" البامية والطبيخ الأحمر مثل اللحمة ب الدمعه بكسر الدال و بالتقلية مع فاصوليا بيضاء او خضراء او بسلة.
 
 استجمعت قواي وتركت الحرج جانبا وسألت مضيفي.
 
 هو انتو بتطبخوا البطاطس بالملوخية.
 
 وهنا دوت ضحكة "رقيعة" منه على اعتبار أنه تمدين قبلي إي عاش في المدينة ما بالك بالقاهرة العامرة الزاخرة بكل الألوان من كل شيء.
 فأجاب ضده قلقاس يا صعيدي بالسلق "لاحظ أنه صعيدي مثلي ولكنه يعايرني ليس إلا انه جاء قبلي الي القاهرة ببضغ سنوات". 
 وبدأت محاضرة لشرح ماهية هذا الطعام.
 
 وهذه كانت أول مرة أتذوق القلقاس ثم أصبح القلقاس لا يفارق منزلنا خاصة في عيد الغطاس باعتبار أن زوجتي جيزاوية من أصول صعيدية يعني من أهل بحري. 
 
 الحكاية الأغرب هي حكايتي مع الجمبري.. قبل أن نخوض فيها نقدم بعض المعلومات التي لها علاقة بالأسماك في محافظة قنا التي جئت منها. 
 هذه المحافظة القابعة في صعيد مصر تسير أرضها موازية للنيل ولا تطل على أي بحر وأنا كنا نقول علي النيل "بحر". 
 وبالتالي لا نعرف من الأسماك سوى ثلاثة أنواع شهيرة وهي سمك البلطي النيلي الذي يعرف في وجه بحري والسويس وبورسعيد ب "الشبار " ومنه الأخضر والأبيض.
وأيضا سمك القرموط والبياض.. إذن الصعيد لا يعرف الجمبري .
 وفي عام ٩٤ سافرت لمدة ٥ أشهر فقط للكويت للعمل في إحدى الصحف وتعرفت على أحد الزملاء هناك وكنت نازلا للتو من الطائرة وقال لي هعزمك علي "روبيان" بلهجة أهل الخليج.. صمت ولم أعلق واعتقدت أنها أكلة كويتية.. لكن في قرارة نفسي قلت أما تشوف خاصة وإنني حذر جدا من تناول أي طعام لا أعرف مكوناته حتى لو مت جوعا.
 ودخل الزميل إلى المطبخ وفي ربع ساعة كان الطعام جاهزا وبمجرد أن رفع غطاء الحلة وإذا بالصدمة.. ما هذا الذي يشبه العقارب في محافظتنا.
 ولم أجرؤ على لمسه.. هدأ من روعي وقال ده جمبري.. هذه الكلمة كنت قد سمعتها قبلا ولأنني لست من هواة الأكل لم أجرب هذا الجمبري قبلا.. المهم أن زميلي هذا شرح لي كيف يتم الإمساك به وتقشيره وأكله مع أرز وسلطة.
 وأصبح بعد ذلك أحد الوجبات المفضلة لي ولكن لا أتناوله الآن بسبب الكوليسترول.
 تحضرني مقولة للخال عبد الرحمن الأبنودي رحمه الله وكان صديقا لوالدي رحمه الله ولي ايضا أثناء إحدى زيارتي له للاطمئنان علي صحته في بيته الريفي في الإسماعيلية وكنا نجتر ذكريات الصعيد ومحافظة قنا مسقط رأسييناوان هذه المحافظة من أفقر محافظات الصعيد قبل أن تمتد لها يد التنمية.
 قال لي الخال عبد الرحمن ممازحا اسكت يا شرلوك_كان دائما يناديني هكذا- دا احنا في البلد يقصد محافظة قناعرفنا السلطة سنة ٧٦.
 دمتم بخير