ها هي جائحة كورونا تدلف عامها الثالث على التوالي، التي أربكت العالم بأسره ولها تأثير عميق على الأفراد والمجتمعات والبلدان، بما رافقها من إجراءات استثنائية ومتحورات مستمرة في الانتشار، ولكن يبدو أن هناك مقدمات نور في نهاية النفق، فعلى الرغم من الزيادة الهائلة في أعداد المصابين، إلا أن أعداد ممن تؤدي إصابتهم إلى تدهور في صحتهم يستدعي دخول المستشفى بتراجع بوضوح.

نهاية كورونا
كما تراجع عدد الوفيات نتيجة الإصابة بالمتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون"، ما جعل كثيرًا من العلماء حول العالم يعتبرون ذلك بداية نهاية خطورة كورونا هذا العام، فبحسب صحيفة "صنداي تايمز، أن العالم وصل إلى ذروة الوباء التي بعدها انخفاض حدقته، وأن هذه الفترة الحرجة هي الأخيرة يتحول بعدها إلى وضع مزمن، فلن ينتهي وجود الفيروس، لكنه لن يصبح فتاكًا كما كان قبل ذلك.

الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات، منها، هل يسبب "أوميكرون" بالفعل في نهاية وباء كورونا مع نهاية 2022 أم لا، ولماذا تحدث التحورات للفيروس وهي هناك خطورة منها أم أنها القاتلة للفيروس الرئيسي، وهل أصبح التعايش مع الفيروس ممكنا خلال هذه الفترة بعد حملات التطعيم الضخمة أم لا، ويجيب عليها عدد من الأطباء في التقرير التالي.

توقع العلماء ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس أكثر خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث يؤكد مدير معهد التقييم والمؤشرات الصحية في جامعة واشنطن، كريس موراي، أنه قد يصل عدد الإصابات إلى ثلاثة مليارات حالة خلال الأشهر القادمة، يساوي ما شاهدناه خلال فترة الوباء السابقة كلها، ما يعني إصابة 80% من البشر على وجه الأرض.

هل ينهي أوميكرون وباء كورونا في 2022؟
على مر التاريخ الخاص بالأوبئة، نجد أن أي جائحة ظهرت بسبب فيروس تستمر من عامين إلى ثلاثة أعوام على الأكثر، وتحورات الفيروس تكون للأضعف وليس للأقوى، فيؤكد الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن متحور "أوميكرون" رغم سرعة انتشاره إلا أنه لا يشكل خطر ولا يسبب الوفاة بنسبة كبيرة، وذلك بسبب عدد من الأسباب الخاصة بتحورات الفيروس نشرحها فيما يلي.

لماذا تتحور الفيروسات؟
على الرغم من زيادة عدد الإصابات عالميا بشكل كبير جدا خلال هذه الفترة، إلى أن الإصابات معظمها من خفيفة إلى متوسطة، وانخفضت الوفيات بشكل كبير جدا، وذلك بسبب أن التحورات لأي فيروس تحدث لكي يستطيع الفيروس استكمال دورة حياته، فيبدأ بتغير شكله كثيرًا لكي يكون لديه قدرة على الانتشار، ولكنه كلما تحور يكون أكثر ضعفًا ويستطيع الإنسان التغلب عليه.

أسباب اقتراب نهاية الوباء
وظهور أوميكرون كان تحور للفيروس لكي يستطيع الانتشار رغم اللقاحات، فهو لديه قدرة على الهروب من اللقاح، ولكنه ضعيف، فالأعراض أخف والإصابات ليست بخطيرة إلا نسبة بسيطة جدا، ويكون معظمها من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ولكن لا يوجد خطورة من هذا المتحور نهائيًا، لذلك يؤكد أستاذ علم الأوبئة يؤكد اقتراب نهاية الوباء.

اختلاف أوميكرون عن سلالات كورونا
يختلف أوميكرون عن باقي السلالات السابقة لفيروس كورونا، لأنه سريع العدوى والانتشار، ولكن ما يميزه أكثر أنه لا يتسبب في حدوث أي مضاعفات شديدة على المصاب به، ولا يتسبب في الوفاة، فهو يصيب دون التعرض لأي مضاعفات صحية مثلما كان يحدث سابقا عند الإصابة بفيروس كورونا، فهذا المتحور لا يتطور إلى حد الالتهاب الرئوي.

إجراءات مصر للسيطرة على انتشار كورونا
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتعزيز برامج التوعية لكافة المواطنين بشأن الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن التشديد على الالتزام الكامل بتطبيق هذه الإجراءات، خاصة في الأماكن التي تشهد تواجدا كثيفا من المواطنين كالمصالح الحكومية والجامعات والمدارس.

كما وجه بتقليل الكثافات بالأماكن العامة والخدمية، مع اتخاذ ما يلزم للتقليل من الكثافات البشرية في هذه الأماكن وتطبيق كل قواعد الوقاية والنظافة والتطهير بها، وذلك للحفاظ على المسار المتوازن الذي انتهجته الدولة على مدار الجائحة.

التعايش مع فيروس كورونا
فيما اتجهت العديد من الدول في العالم كبريطانيا وأسبانيا، للتعايش مع الفيروس ورفع قيود احتواء كورونا بالدول، والتعامل مع على أنه نزلات برد، بعد حملات التطعيم الضخمة، فمعظم سكان العالم الآن مطعمين بلقاحات كورونا المتعددة.

بداية نهاية جائحة كورونا
ويؤكد الدكتور إسلام عنان، أن العالم في بداية نهاية جائحة كورونا بعد انتشار متحور أوميكرون في العالم، واقتربنا على العودة للحياة الطبيعة، ولكن لابد من الالتزام خلال هذه الفترة حتى نخرج من باب النهاية للجائحة بسلام، فالالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة هو ما يجعل هناتك قدرة على قتل الفيروس والسيطرة عليه.

كما أن بروتوكول علاج كورونا تم تحديثه على مستوى العالم، وتم إضافة أنواع جديدة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسبة الشفاء من فيروس كورونا ومتحوراته، فعلى الرغم من أن متحور أوميكرون أقوى ثلاث مرات من متحور دلتا من حيث الانتشار، إلا أنه سهل علاجه ونسبة الشفاء منه كبيرة جدا، وتقترب أعراض الإصابة به بأعراض نزلات البرد، فسنشهد متحورات في المستقبل، ولكن ستكون أقل خطورة من كورونا، ليصبح الفيروس شبيه بالإنفلونزا التي نتعايش معها منذ سنوات طويلة.

أهمية تطبيق الاجراءات الاحترازية هذه الفترة
توقع العلماء ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس أكثر خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث يؤكد مدير معهد التقييم والمؤشرات الصحية في جامعة واشنطن، كريس موراي، أنه قد يصل عدد الإصابات إلى ثلاثة مليارات حالة خلال الأشهر القادمة، يساوي ما شاهدناه خلال فترة الوباء السابقة كلها، ما يعني إصابة 80% من البشر على وجه الأرض، لذا نصح الأطباء بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال هذه الفترة الراهنة وارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي مع تقليل الكثافات في كل مكان، واتباع روشتة تقوية المناعة بالأكلات والرياضة والمشروبات الصحية.