مأساة جديدة شهدتها منطقة الشرابية، بسبب تسرب غاز السخان، موجة عنيفة من الطقس شديد البرودة تضرب مصر في هذا التوقيت من العام الحالي بشكل غير مسبوق،  البعض يسعى للتدفئة والبعض ينشد الاستحمام بالماء الساخن أملًا في الدفء، إلا أن «القاتل الصامت» المعروف باسم أول أكسيد الكربون مازال يحصد أرواح الأبرياء.

 
منذ ساعات قليلة أنهي تسرب غاز السخان حياة مدير مدرسة وزوجته وأبنائه الخمسة، بعدما استنشقوا الغاز أثناء نومهم دون أن يشعروا به، ما أدى إلى وفاتهم جميعًا في مشهد مأسوي مؤلم، وكأن لسان حالهم يقول معًا إلى الأبد في الحياة والموت. 
 
عندما أشارت عقارب الساعة إلى الثانية عشر بعد منتصف الليل، تلقت غرفة النجدة بمديرية أمن القاهرة بلاغا يفيد وجود حالات وفاة داخل شقة بمنطقة الشرابية، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتبين وفاة أسرة مكونة من 7 أشخاص، وهم كل من الزوج محمد شكري، مدير مدرسة الطبري وزوجته، وخمسه من أبنائه جمعيهم في مقتبل العمر، وفي مراحل التعليم المختلفة.
 
التحفظ على كاميرات المراقبة 
قام رجال مباحث القاهرة بالتحفظ علي كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار محل الواقعة لكشف ملابسات الحادث، كما استمع رجال المباحث لشهود العيان والجيران قاطني العقار.
 
كما استمع رجال المباحث لأقوال المبلغ  ومكتشف الحادث، حيث يقيم مع نجل خالته بذات العقار الذي شهد الحادث، ولاحظ استمرار عمل موتور المياه رغم انقطاعها، مما دفعه إلى الصعود لجميع الشقق لمعرفة من قام بتشغيله، وأثناء طرق العديد من الشقق تفاجأ بعدم الاستجابة من شقة نجل خالته، ليقرر فتح الباب بآله حادة.
 
وأضاف المُبلغ أنه أثناء فتح الباب قام باستنشاق غاز هو وصديق معاون له، لتكون المفاجأة بالعثور على جثث الضحايا وهم: محمد شكري 58 عاماً، مدير مدرسة الطبري، وزوجته منال حسب النبي، ربة منزل، وأبناؤهما سارة 26 عاماً، تعمل مدرسة، وعمر 23 عاماً، طالب بكلية هندسة، وعاطف 19 عاماً، طالب ثانوي، وسما 15 عاماً، طالبة، وسمية 13 سنة، طالبة.
 
التحريات الأولية
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن سبب مصرع الضحايا غاز السخان، وتبين من التحريات أن السخان اشتعل نظرًا لطول فترة استخدامه، ما أدى إلى تلف مفتاح فصل الغاز الأوتوماتيكي، ما أدى إلى تسرب الغاز وأسفر عن وفاة الضحايا.
 
نقل الضحايا لمشرحة زينهم 
قررت جهات التحقيق التحفظ علي الجثث ونقلهم لمشرحة زينهم تمهيدا لدفنهم، كما قررت استعجال تحريات المباحث حول الواقعة، كما انتقلت لمعاينة موقع الحادث وانتداب المعمل الجنائي لكشف ملابسات الواقعة.
 
تشيع الجثامين
وفي جنازة مهيبة تم تشييع جثمان الضحايا ودفنهم بمقابر الأسرة، بقرية ترسا بطوخ بمحافظة القليوبية بعد أن صرحت الجهات المعنية بدفنهم لعدم وجود شبهة جنائية.
 
أعراض الاختناق بغاز السخان
تكمن خطورة غاز أول أكسيد الكربون المتسرب من السخانات، في استهدافه للرئتين مباشرة وتدميرها، إذ لا يوجد له رائحة ولذلك لا ينتبه الأفراد لاستنشاقه، ويتسبب بعد فترة طويلة من تغلغله في الجهاز التنفسي في شعور الفرد بالتشجنات والإغماء وبعد ذلك تتوقف عضلة القلب، ما يؤدي إلى الوفاة: «للأسف حالات الاختناق بسبب القاتل الصامت بقت منتشرة جدًا ونسبة الوفيات مرتفعة ولازم ناخد بالنا أن الحمام يكون فيه مصدر للتهوية».
 
أعراض الاختناق بغاز السخان 
- حكة أو شرقة أو ضيق بالتنفس.
- الكحة المفرطة.
- نقص الأكسجين في الدم.
- التهابات الشعب الهوائية.
- الصداع. 
- الدوار.
- الضعف.
- اضطراب المعدة.
- القيء.
- ألم الصدر.
- الارتباك.
- فقدان الوعي.
 
طرق انقاذ المصاب بالاختناق 
تعتبر أسرع طريقة والخطوة الأولى لإنقاذ حياة المصاب بالإختناق، هي فتح مصدر تهوية سريعًا مثل الشباك ونقل المصاب خارج الحمام إلى أقرب مستشفى لإسعافه فورًا، بينما إذا كان: «المصاب بمفرده في المنزل، فيجب عند شعوره بالدوخة أو الدوار البحث عنمصدر تهويه بشكل عاجل ومن ثم الانتقال إلى أقرب مستشفى».