كتب - محرر الاقباط متحدون
قاد المتروبوليت نيقولا انطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الإعلامي لكنيسة الروم الأرثوذكس بمصر، صلاة القداس الإلهي بكنيسة دخول السيد المسيح إلى الهيكل التابعة للجمعية اليونانية في القاهرة، بمناسبة الاحتفال بعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل.

وقال المطران في العظة :
نحتفل اليوم بعيد كنيسة دخول السيد يسوع المسيح إلى الهيكل. في إنجيل اليوم ذُكر أن "العذراء مريم ويوسف الخطيب صعِدا بالطفل يسوع إلى أورشليم"، بمعنى أنهما إصطحَبا الطفل يسوع وصعِدا إلى هيكل أورشليم.

هذا المقطع من الإنجيل يُعلمنا أنه لا يكفي أن يُعمد الوالدان أبنائهما، بل عليهما أن يصطحبان أبنائهما منذ نعومة أظفارهم إلى الكنيسة لنوال نعمة التقديس والخلاص. وبعملهما هذا يغرسان في نفوس أبنائهما محبة الكنيسة، ويتقبلوا فيها الهبات الإلهية التي تقدسهم من صلوات وتناول القدسات الإلهية، جسد ودم الرب يسوع المسيح. بذلك يتحصن أبنائهم من المغريات التي يُزينها لهم عدو الخير (الشيطان) والتي تقود إلى الخطيئة.

كما ذُكر في إنجيل اليوم عن يسوع، بجسده الإنساني، أنه " كَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ".

هذا المقطع من الإنجيل يُعلمنا أن باصطحاب الوالديّن أبنائهما إلى الكنيسة فإن نموهم لن يكون فقط بالجسد وقوته، لأن الجسد يتجه نحو المتطلبات الأرضية من الطعام والشراب لينموا ويتقووا. بل أنهم أيضًا سيَنْمُون بتقوى الله ومحبتة. تلك المحبة التي تغرس فيهم محبة الوالدين واحترامهم، وكذلك محبة الخير للجميع ومساعدة مَن هم في حاجة. كما أن هذه التقوى تَغرس في ذهنهم مخافة الله، فتكون كل أعمالهم ومعاملاتهم مع والديهما ومع الآخرين بضمير نقي طاهر، لا مكر ولا غش فيه. كما سيَتَقوُوا بالروح القدس الذي يحل عليهم فيهبهم القدرة على تجنب الخطايا فلا ينقادوا إليها.

وأيضًا كما ذُكر في إنجيل اليوم أن العذراء مريم ويوسف الخطيب صعدا بالطفل يسوع إلى هيكل أورشليم "لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ. عَلَى حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ، أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ".
هذا المقطع من الإنجيل يُعلم أنه على الوالدين أن يُقدما أول مولود لهما للرب، بمعنى خدمة الرب (أي للخدمة الكهنوتية)، وإن لم يكن أول مولود لهما فليكن أحد أبنائهما. أو إن أراد ذلك أحد أبنائهم التقدم للكهنوت من نفسه فلا يعترضا عليه. إن كثير من العائلات التي كانت تعترض على أن يتقدم أحد أبنائها للكهنوت، بعد الرسامة أصبحت تفتخر بأن ابنها كاهنًا. وحلت عليهم بركات يسوع المسيح، وتحقق فيهم قوله: "الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ" (لو 13:9). لأن الذين يُشرطنون بسر الكهنوت في الكنيسة يأخذون نعمة من فوق.

كما أنه من واجب الكهنة وأعضاء مجالس الرعايا في كنائسنا الاهتمام بالتنشئة المسيحية لمختلف الأعمار، وليس فقط الأنشطة الشبابية، وكذلك مشاركتهم في خدم الكنيسة وترتيل. وذلك لتنمية جيل من أبناء الكنيسة فعال في الكنيسة وبالتالي سيكون منهم من يتقدم للكهنوت. ولن يكون هناك شكوى من أنه ليس هناك من يتقدم للكهنوت من أبناء الكنيسة.

وأني أُرحب بجميع الذين حضوروا اليوم للاحتفال معنا بعيد هذه الكنيسة المقدسة. ونشكرهم على محبتهم بتحملهم مشقة السفر لمشاركتنا هذه المناسبة المقدسة. داعين الرب يسوع المسيح أن يباركوهم ويعودوا سالمين معافين إلى ديارهم.