محرر الاقباط متحدون
 
قصة الشهداء الأقباط في ليبيا منذ الاختطاف وحتى عودة الجثامين.
 أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا في نهاية ديسمبر 2014، اختطاف 7 عمال مصريين أقباط في مدينة سرت، ثم اختطف 14 آخرين في مطلع يناير 2015 من منازلهم في المدينة، بينهم إفريقي.
 
وفي 15 فبراير نُشر إعلان على صفحات وحسابات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تحت عنوان: "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، وهي العبارة المنسوبة لكيان يطلق على نفسه "مؤسسة الحياة"، اقترنت بصورة للبحر، وهو مختلط بالدماء لتنذر بعملية إرهابية "داعشية" جديدة، أعقبها بوقت قصير نشر مقطع مصور يحمل تفاصيلها. وتضمن الفيديو مشاهد وحشية مروعة حيث تضمن لقطات لبحر وملثمين يسوقون عمال في ملابس إعدام برتقالية، ودماء تختلط بالماء، في فيديو مدته نحو 5 دقائق، شهد التفاصيل على "بشاعة" الإرهاب، حيث قام الإرهابيون بنحر 21 مصريًا وأفريقيًا بتهمة "المسيحية" على إحدى السواحل الليبيبة في مدينة سرت، والصوت في الخلفية يقول: "أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني".
 
وعقب ذلك، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي فورًا لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، قصفت بعدها الطائرات المصرية أهدافًا لتنظيم "داعش" بعد موافقة الحكومة الليبية. وقال الرئيس: "إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك"، وذلك عقب رده السريع بمقاتلات من طراز "إف 16" فجر يوم 16 فبراير. وقال المتحدث باسم الجيش المصري آنذاك العميد محمد سمير: "قامت قواتكم المسلحة بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية، وحققت الضربة أهدافها بدقة، وعاد نسور قواتنا الجوية إلى قواعدهم سالمين بحمد الله"، مؤكدا أن "الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعًا يحمى ويصون أمن البلاد وسيفًا يبتر الإرهاب والتطرف".
 
وبعد عامين، أصدرت النيابة العامة الليبية في سبتمبر لعام 2017 بيانًا بعد اعتقال منفذ ومصور الواقعة، وحدد المكان، ليعود الأمل مرة أخرى لذوي الشهداء، ووجدت الجثامين مكبلة الأيادي ومقطوعة الرأس وبالزي البرتقالي، ليأتي دور الدولة المصرية في نقلهم إلى بلدهم. وعلى الفور أعلنت وزارة الخارجية المصرية، نقل الرفات بطائرة مصرية بالتنسيق مع السلطات الليبية، ووصلت الجثامين مطار القاهرة، في العاشرة مساء يوم 14 مايو 2018 ليستقبلها قيادات الدولة والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، بالتزامن مع تجهيز القوات المسلحة 20 سيارة إسعاف لنقل رفات الشهداء من مطار القاهرة إلى ذويهم بقرية العور بمركز سمالوط، وتحرك الموكب عبر طريق الصعيد الصحراوي الشرقي لتستقبل الرفات بـ"زفة وأفراح"، في نحو الساعة الثالثة فجر 15 مايو، ونقل القساوسة رفات الشهداء لصناديق أصغر وضعت بمزار كنيسة "شهداء الإيمان" في المنيا.