زهير دعيم 
أنّها زنبقةُ الوادي في جنباتِ آذار ..
إنّها أيقونةُ المحبّةِ على جبين العمر..
إنّها المرأة....
حقيقة  أنّ المرأة هي أجمل مخلوق خلقه الله على وجه البسيطة، فهي كُتلة من الجمال والمشاعر النبيلة والذوق الرفيع ، تمشي على قدميْن، بل هي كما قال أحد الشعراء الفرنسيين :" أجمل زهرة تُعطِّر حقل حياتنا وتُلوّنه ".
وانّها أيضًا  الزوجةُ والامّ والابنة والأخت والحبيبة .
انّها مُلهمة الشُّعراء على مدى التاريخ .
انّها الاحساس المُرهف ونبع العطاء الذي لا ينضب.
فهل نقف حِيالها صامتين ونحن نراها تئنّ وتتوجّع ؟
وهل نرضى ونحن في الألفية الثالثة أن نستمرّ في هضم حقوقها وتكبيل معصميها بالاستعباد ؟!
انّ شرقنا كان وما زال يعشق المرأة ، يعشقها على طريقته الخاصّة ، فيخنقها ويخنق حُريتها ؛ يخنقها بالحيْرة والغيْرة والرواسب والعادات المُهترئة ، فيمنع أريجها من أن يصلَ الى اُنوفنا ، وان وصل وَجَدَها مزكومة ..رحم الله شوقي القائل في رائعته مجنون ليلى : 
وما ضَرَّ الورودُ وما عليها 
اذا المزكومُ لم يَطْعَمْ شذاها 
حانَ الوقتُ أن نُغيّر ، بل أن نتغيّر ...  وأن نُجري حسابًا جادًّا في تغيير مفاهيمنا ومناهجنا وسلوكنا؛ مناهجنا في التعليم والحياة والمجتمع ، تغيير عقليتنا وفكرنا ،وهذا التغيير صعبٌ ولا يأتي هكذا بالمجّان ، وانما بالتربية الصحيحة المبنيّة على العدل وعلى الاعتراف بأنها هي العُنصر الجميل والذكي والخلّاق ، والمُبدِع المُكمّل لنا ، وهي الإلهام الذي يستدرّ الشِّعر والموسيقى .
 
 نعم  إن أردنا في مجتمعنا أن نطير ونحلّق، ونرقى  فعلينا أن نحترم هذه الشريحة المُرهفة الحِسّ ، وأن نعطيَها حقّها في كلّ شيء حتى في الميراث، فالطائر لا يطير إلا بجناحيْه ، وإذا كان احد الجناحين مكسورًا،   فما اظنّ انَّ هذا الطائر سيقوى على التحليق والانطلاق والوصول الى القمّة .
كلّ عام وأنت " الزهرة الجميلة التي تمشي على قدميْن " بألف خير.. 
 زنّرَ الربّ ايامك بالفرح والرجاء وتحقيق الأحلام.