م. أيمن منير
مَّر علينا ١٧ مارس وقد كانت الذكري العاشرة للميلاد السمائي لمُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث

وقد إحتفلت كنيستنا العريقة الكنيسة الارثوذكسية بذكري نياحتهِ والذي كان في ١٧ مارس عام ٢٠١٢  بعدما ظل علي الكرسي البابوي للكنيسة القبطية بمِصر ٤١ عاماً وتنيَّح [ إنتقل ] عن عُمرً ناهز ال ٨٩ عاماً وقد ترَّأس قداسة البابا تؤاضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقُسية قُدَّأس الذكري العاشرة لنياحة مُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث مِن الكاتدرائية المرقُسية بالعباسية ..

وُلد مُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث بإسم نظير جيد روفائيل في ٣ أُغسطُس عام ١٩٢٣ بمُحافظة اسيوط بقرية سلام ألتابِّعة لإيبارشية منفلوط وتقع علي بُعد ٩ كيلو مِّترات مِن مدينة أسيوط علي الضفة الغربية مِن النيل .. وقد عاش بها ٦ سنوات ثُم إنتقَّل إلي دمنهور حيثُ تعهَّد بتربيتهِ أخيه الأكبر روفائيل .. مع أخيهِ الذي يكبرهُ بخمس سنوات  [ شوقي والذي أصبَّح أبونا بُطرس جيد فيما بعد ] وهُنا تحضُرني نبذة مُختصَّرة عن أبينا المُتنيِّح القمُص بُطرس جيد .. فقد كانا مِّثالان للوداعة والمحبة والتديُن .. [ هو وقدَّاسة البابا ] لقد سلكا الكهنوت معاً ..مُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث وشقيقه الأكبر المُتنيِّح أبينا القمُص بُطرس جيد راعى كنيسة العذراء بالزيتون والمدفون داخل الكنيسة تكريماً للخدمات التى قدَّمها .. بينما يرقد جثمان بابا العرب والمهجر فى مزار خاص بدير الأنبا بيشوى العامر  .. وُلد القمُص بطرس جيد في ١٢ أغسطس ١٩١٨ فى قرية سلام بأسيوط .. وكبر مع شقيقة الأصغر نظير جيد [ مُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث ]  جاء إهتمامهُما بالأمور الدينية من خِّلال الأنبا مكاريوس مُطران أسيوط إينذاك وأحد الخُدَّام بمُطرانية أسيوط حينها إسكندر يوحنا .. درَّس أبينا المُتنيِّح القمُص بُطرس جيد بالكلية الإكليريكية ورُسِّم كاهنا فى ١٤ ديسمبر ١٩٧٢ وترقى إلى رُتبة القمُصية فى ١٤ نوفمبر ١٩٧٥ م .. وكان عضواً بالمجلس الإكليريكى .. وتنيَّح فى ٢٠ يوليو ١٩٩٦.. وعن المقولة الشهيرة لمُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنودة الثالث [ ربنا موجود ] لها قصة مع شقيقهِ المُتنيِّح القمُص بُطرس جيد حينما كان أبونا بُطرس طالباً بكلية الآداب قسم فلسفة وفى إحدى المُحاضرات وقف الدُكتور .. ولم يكن يدين بأى ديانة أى أنهُ مُلحِّد  وظل يُهاجِّم فِكرة وجود اللَّه بعُنفٍ .. فيما سجَّل شوقى- قبل رِّسامته كاهناً - والذى أصبَّح بُطرس جيد بعد رِّسامتهِ .. كل ما سَّردهُ الدُكتور بالمُحاضرة .. ثم وقف وفنَّد الحِّجج وأربك المُعلم وما أن إنتهى مِن حديثهِ .. حتى سأله الأستاذ عن إسمهِ .. وبعدها طلَّب مِنهُ أن يُقابلهُ فى مكتبهِ بعد المحاضرة .. وخلال اللقاء دار بينهما حديث .. بدأهُ الدُكتور مُطالباً شقيق البابا بالبحث عن كلية أُخرى غير الآداب لأنهُ لن يسمَّح له بالتخرُّج مِنها ما دام حياً .. وما كان رد شقيق البابا سوى بكلمة ربنا موجود .. فلم يصمُت المُعلم إلا وقال .. إن كان موجوداً  أو غير موجود هذا لن يُنقِذَّك مِن يدى .. ليس أمامك طريق آخر غير ترك الكلية .. ورفض ترك الكلية رغم كل التهديدات .. وحينما حل موعد الإمتحان وجد شوقى جيد نفسهِ ممنوعاً مِن الإمتحان بأمر الأستاذ .. لأنه لم يستوف نسبة الحُضور .. قبِّل الطَالِّب الأمر ببساطة .. مُحتسباً هذا ثمناً بسيطاً لإيمانه باللَّه .. وفى العام التالى نجَّح الطالب بعدما أُنتُدِّب الدُكتور الذى تعنتهُ إلى جامعة بالعِّراق .. وبعد تخرُجهِ مِن الكلية عاد لإستلام الشهادة فوَّجد مُعلمهِ المُتعنت ..! فذهب إليه مُهنئاً بسلامة العودة وليُخبرهُ بأنهُ تخرَّج فى الكلية وأنهى الدراسة

نعود لمُثلَّث الطوبي قدَّاسة البابا شنوده الثالث .. فقد درَّس بمدرسة الأقباط الإبتدائية بدمنهور ثُم بمدرسة الأمريكان ببنها .. وذلك بعد إنتقال والدتهِ بحُمي النِّفاس عَّقِب ولادتهِ .. وهو رضيع وأرضعتهُ أُم رمضان إحدي جارات الاُسرة المُسلِّمات وقد كان والدهِ طبيباً وإسم والدتهِ بلسم جاد مِن مركز أبنوب الحمام .. ثُم إنتقل مع الاُسرة إلي القاهرة ليُقيِّم بحي شبرا مِصر حيثُ درَّس بمدرسة الإيمان الثانوية وقد نال إعجاب مُعلِّميهِ لتفوقهِ ودماثة خُلقهِ .. ثُم بعد حُصولهِ علي شهادة الثانوية إلتحق بكلية الاداب جامعة القاهرة [  فؤاد الأول  ] قسم تاريخ وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث وحصَّل علي ألليسانس في الاداب عام ١٩٤٧م بتقدير إمتياز  .. وقد إلتحق بالكلية الحربية عقب تخرجهِ مِن كلية الاداب وتخرَّج مِنها عام ١٩٤٨م وكان الأول علي دُفعتهِ .. وقد كان وهو في بداية سنة ألليسانس بكلية الاداب قد إلتحَّق بالكلية الإكليركية وتخرَّج مِنها عام١٩٤٩م بتقدير إمتياز  وكان أيضاً الأول علي دُفعتهِ

وهو البابا رقم ١١٧ مِن باباوات الكرسي المرقُسي وقد كان أول أُسقفاً للتعليم المسيحي قبل أن يُصبِّح البابا وهو رابع أُسقف أو مُطران يُصبِّح البابا بعد البابا يوحنا التاسِّع عشر [ ١٩٢٨-١٩٤٢ ]       والبابا مكاريوس الثالث [ ١٩٤٢-١٩٤٤ ] والبابا يوساب الثاني [ ١٩٤٦-١٩٥٦ ]

غيَّر أنهُ قد كان مِن الكُتَّاب والصحَّفيين فقد كان ينشُر بجريدة الأهرام بلا إنقطاع
.. حملَّت حياة البابا شنودة الثالث الكثير مِن المشقة التي أثرَّت فية بشكل كبير ..
عمِّل مُدرِّساً للتاريخ ثم ترَّك التدريس بالمدارس الثانوية لرغبتهِ في تكريس وقتهِ لِّخِدمة الله ثم أصبَّح مُدرِّساً لِّلكِتاب المُقدَّس واللاهوتيات بالكلية الإكليريكية وحضَّر فُصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأُستاذاً في نفس الكلية في نفس الوقت .. وكان يَخدِّم بمدارس الأحد أيضاً بكنيسة الانبا أنطونيوس بشبرا مِصر وكنيسة العذراء مسرة
وكان يُرافقهُ بخدمة مدارس الاحد زميلهِ بالخدِّمة والذي أخَّد نفس التخَّصُص بنفس الكلية الأدب قسم تاريخ ولكنهُ إلتحَّق بها عام ٤٩ وتخرَّج عام ١٩٥٢ الانبا يؤنس مُطران الغربية المُتنيح والذي كان إسمهُ وهو علماني رمزي عزوز جرمانوس .. ثم ترَّهب بإسم شنوده السُرياني ولحق بزميلهِ وصديقه اللدود نظير جيد الذي سبقهُ في الرهبنة بعام بإسم أنطونيوس السُرياني - وقد كان يُساعد في ترتيب مكتبة الدير مع أبونا انطونيوس السُرياني وأيضا مُساعدتهِ في إستقبال الضيوف الاجانب نظراً لإتقانهِ اللغة الإنجليزية أيضا كالراهب أنطونيوس السُرياني نشأ في حضن كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون .. وأصبح خادما بها في عام 1942 .. كما خدم أيضا في كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا .. وكنيسة القديسة دميانة بشبرا [ بابا دبلو ] أرتبط ببيت مدارس الأحد بروض الفرج منذ نشأته عام 1948 .. وأرتبط بصداقة قوية مع نظير جيد وقد كان الأنبا يؤنس مِن المؤرخين في الكنيسة وله العديد مِن المؤلفات الجميلة علي سبيل المِّثال الإستشهاد في المسيحية وبُستان الروح وإيماننا الاقدس وغيرها الكثير وقد كان أول أُسقفا يرسمهُ البابا بعد حبريتهِ كبطريرك

 قد كان مُثلَّث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث يُحِّب الكِّتابة وخاصة كِّتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولِّعدة سنوات مُحرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسهِ كان يُتابِّع دِّراساتهِ العُليا في عِّلم الآثار القديمة وكان مِن الأشخاص النُشطاء بالكنيسة وكان خادماً في مدارس الآحد .. ثم ضابطاً برُتبة مُلازم بإلقُوَّات المُسلَّحة .. عَقِب ذلك تمَّت رِّسامتهِ رأهباً في 18 يوليو عام 1954 بإسم أنطونيوس السُرياني .. وأهتَّم بعدها بمَسئولية مكتبة الدير وطبع ونشر مخطوطاتهِ وشرَّح الدير للسائحين الأجانب وخِّدمة الرُهبان من كل ناحية .. كما قام نيافة الأنبا ثاؤفيلس بإسناد المكتبة الإستعارية والمخطوطات في دير السُريان إلى قداستهِ وهو رأهب .. بعد أن تركها القس مكاري السُرياني " نيافة مُثلَّث الرحمات الأنبا صموئيل أُسقُف الخدمات العامة وشهيد المِّنصة " وبعد سنة من رهبنتهِ تمَّت سيامتهِ قِساً .. إلى أن أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يُغادرهُ .. ثم عمِّل سكرتيراً خاصاً لمُثلَّث الطوبي قدَّاسة البابا كيرلُس السادس في عام 1959 .. ثُم رُسِمَ أُسقُفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية .. وكان أول أُسقُف للتعليم المسيحي وعميداً للكلية الإكليريكية وذلك في 30 سبتمبر 1962.. وعِّندما تنيَّح مُثلَّث الطوبي قدَّاسة البابا كيرلُس السادِّس في الثُلاثاء 9 مارس 1971 أُجرَّيت إنتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر .. ثم جاء حَّفل تجليس البابا ( شنوده ) على كرسي البابوية في الكاتدرائية المَرقُسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم ( 117 ) في تاريخ البطاركة.

في عهدهِ تمَّت سيامة أكثر من 100 أُسقُف وأُسقُف عام  بما في ذلك أول أُسقُف للشباب وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة بالقاهرة والإسكندرية وكنائس المهجَّر .. كما أولَّى البابا شنودة إهتماماً خاصاً لِّخدِّمة ألمرأة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية .. وحاول دائماً قضاء ثلاثة أيام إسبوعياً بالدير .. وحُبهِ لحياة الرهبنة أدى إلى إنتعاشِها بالكنيسة القبطية حيث تم في عهدهِ سيامة المِّئات مِن الرُهبان والرأهبات .. كان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة ألتي إندثرت .. كما إزدادت في عهدهِ الإيبارشيات وتم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر.

مؤلفات البابا شنوده
كتَّب مُثلَّث الطوبي قدَّاسة البابا شنوده الثالث من خِّلال مَجلة مدارِّس الأحد أكثر مِن 150 مقالاً بالإضافة إلى 25 قصيدة شعرية كانت كلها تعبر عما يجيش في صدرهِ مِن سعي لإصلاح الكنيسة والإهتمام بالمشاكل الروحية للشباب وواجبات الخادم في مَدارِّس الأحد .. وأكتسبَّت مَقالاتهِ بعنوان « إنطلاق الروح »
شُهرة واسعة مما شجعهُ على جَمعَّها في أول كتاب لهُ.
ثُم أنشأ مجلة الكرازة ورَّأس تحريرها وكان ينشُر مقالاته إسبوعياً بها
لهُ العدِّيد مِن القصائد القصيرة والتي تحوَّلَت أغلبها لترأنيم .. ونُشِّر بعضها في ديوان يحمِّل إسم « البابا » مِن تقديم الكاتب الدكتور محمد سَلمَّان نُشِّر بعد نياحتهِ .. حيثُ صدَّر عام 2012 عن الهيئة العامة للكتاب ويضُم نحو 40 قصيدة ومقطوعة ويَضُم نحو 600 بيت شعري كتبها البابا على مدار نحو سبعين عاماً إذ يعود تاريخ أقدم قصيدة إلى عام 1939 أما القصيدة الأخيرة فتعود إلى عام 2009.
ويضُم الدِّيوان قصائد « نشيد وطني .. أبواب الجحيم .. الأمومة .. غريباً .. همسة حُب .. تائه في غُربة .. يا إلهي .. للكون إله .. توحد .. أُمي .. في جنة عدن » وقليِّل مَن تناوَّل البابا شنودة شاعراً .. كما يذكر الدكتور محمد سَلمَّان - الذي قام بجمع ودراسة لهذا الديوان ولذا كان هذا الكِّتاب الذي يضُم معظم شِّعرِّه مع دِّراسة عن حياتهِ .. وأُخرى عن أشعارهِ  تُبيِّن مدى شاعريتهِ وصِدِّقه في قصائدهِ.
وأصدر البابا شنودة نحو 140 كتاباً .. مِنها كتُباً تتضمن تجاربهِ وخبراتهِ مِنها علي سبيل المِّثال لا الحصر إنطلاق الروح .. «كلمة منفعة» الذي يُقدِّم فيه أقوالاً حكيمة .. واللاهوت المُقارَّن .. وطبيعة المسيح .. ولاهوت المسيح
.. الكهنوت ..الوسائط الروحية .. شريعة الزوجة الواحدة .. تأمُلات في سفر الرؤيا .. مقالات نُشِّرت بجريدة الجُمهُرية .. الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي .. بدعة الخلاص في لحظة .. الإنسان الروحي .. الله والإنسان .. الوصايا العشرة .. العظة علي الجبل .. حياة التوبة والنقاوة .. معالِّم الطريق الروحي .. حياة التواضُع والوداعة .. سلسلة الإيمان والرجاء والمحبة .. سلسلة الحروب الروحية .. وعشرات الكتُب في أسئلة الناس والإجابةِ عليها والعشرات أيضاً مِن المؤلفات الاُخري
وفي 17 مارس 2012 أعلن نيافة مُثلَّث الرحمات ألانبا بيشوي سكرتير المجمَّع المُقدَّس نياحة قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقُسية عن عُمر يناهز 89 عاماً .. وأضاف في بيان رسمي [ المجمَّع المُقدَّس للكنيسة القبطية الارثوذكسية يودِّع لأحضان القدِّيسين مُعلِّم الاجيال قداسة البابا شنوده الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المَرقُسية .. نياحاً لروحهِ والعزاء للجميع ] وتم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جُثمان قدَّاسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المَرقُسية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع عليه.. وأُقيم أول قُدَّاس صباح الأحد في وجود الجُثمان .. ورَّأس الصلاة الأنبا باخوميوس .. قائم مقام البطريرك في حضور معظم أساقفة المجمَّع المُقدَّس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية .. وأستمَّر بقاء الجُثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثُلاثاء 20 مارس 2012 لإتاحة الفُرصة أمام أكبر عدد مِن الأقباط وزوار مِصر لإلقاء نظرة الوداع على جُثمان مُثلَّث الطوبي قدَّاسة البابا شنوده الثالث .. وتم نقل جُثمانه بطائرة عسكرية بقرار مُصدَّق مِن المُشير محمد حسين طنطاوي [ رئيس المجلِّس العسكري لإدارة البِّلاد إينذاك ]  إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يُدفَّن .. إذ دُفِّن في تابوت أهداه لهُ بابا روما بندكت السادس عشر .
أُذكرُني ياأبي أمام الرب دائماً