خيّم الحزن على أهالي مدينة طهطا التابعة لمحافظة سوهاج، عقب وفاة أسامة أنور في ريعان شبابه، بعد أن ترك رسالة انتحار عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قبل ساعات من مفارقة الحياة.
 
وفاة «أسامة» تهز قلوب السوهاجية
استيقظ أهالي سوهاج اليوم، على الواقعة المأسوية، المتعلقة بوفاة أسامة أنور، الشاب العشريني عن الحياة، بعد أن وجدوه مشنوقا، وفقا لما رواه صديقه أحمد عبد الرحيم، خلال حديثه لـ «الوطن»، لتتحول صفحات السوشيال ميديا إلى سرادق عزاء للدعاء له وتقديم التعزية إلى أسرته.
 
رسالة انتحار من «أسامة» قبل وفاته
وكتب «أسامة» رسالة انتحار عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «آخر رسالة أنا آسف إني مكنتش الشخص اللي بتتمنوا تشوفوه، مش أنا السبب في إني أكون بعيد.. إحساسي أنكم مش عايزين تسمعوني ولا تفهموني هو اللي خلاني أبعد كل يوم عنكم.. لحد ما قررت أبعد خالص».
 
وأضاف: «فهمكم الغلط ليا كان أكبر دافع علشان أبعد، مكنتش عايز فلوس ومش عايز عربيات ومش عايز أي حاجة، أنا بس كنت عايز أحس بالحب.. أشوف أنك موجود وفاهمني».
وواصل رسالته: «أنت عارف أن عمرك ما سمعتني، بس المرة دي بقي اسمعني على الأقل أنت متأكد إني مش عايز فلوس علشان أتسرمح في المقابر ولا عايز كفن جديد اتعايق بيه على الميتين جمبي، فمعلش حاول تسمع حاول تفهم كلامي ومن غير ما تتعصب في بداية الكلام وتزعق وتقفل الموضوع، أنا دايما كنت بحاول أفهمك إني محتاج حد يبقي في ضهري مش حد نظراته تكسرني».
 
واختتم رسالته: «افتكروا دايما أن أنتم اللي دفعتوني للخطوة دي، أنتم مرحمتونيش وأنا عايش بس أكيد ربنا هيرحمني لما أموت، مش جاهز أقابلك أنا عارف.. بس متأكد أنك أرحم وأحن منهم وهتسامحني».
 
وحذرت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، من خطورة الاستهانة بأحاديث بعض الأشخاص عن الانتحار، موضحة أنه يجب الاهتمام بكلامهم واصطحابهم إلى طبيب نفسي لمعالجته.
 

وأوضحت استشاري الطب النفسي لـ «الوطن»، أنّ الشخص يفكر في الانتحار، لوقوعه تحت ضغط نفسي شديد، وشعوره بالعجز عن حل المشكلة، موجهة نصيحة للأهالي الذين لديهم أبناء أو أقرباء حاولوا الانتحار، قائلة: «معظم اللي بيحاولوا ينتحروا بيتكلموا عن الانتحار، مش لازم نستهون بكلامهم، في أهالي بتقول لولادها طيب وريني شطارتك، أو يلا روح انتحر، أو حرام وهتدخل النار، مهم نعرف المشكلة ومنهاجمش كتير، معظم اللي انتحروا، شافوا اللي حواليهم استهانوا بالقصة».