في مثل هذا اليوم  15 ابريل2019م..

سامح جميل

اندلاع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام دو پاري يُؤدِّي إلى انهيار سقفها وبُرجها، وفرق الإطفاء تقول بأنَّ سبب الحريق يُرجَّح أن يكون أعمال الترميم.
اندلع حريق خطير في مساحة سطح مبنى كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، فرنسا في 15 أبريل 2019 الساعة 18:50 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي. اجتاحت النيران الجزء العلوي من الكاتدرائية بما في ذلك برجي الجرس والمستدقة المركزية التي انهارت. وصفت عمدة باريس آن هيدالغو الحادث بأنه حريق «رهيب». ولقد أخليت جزيرة المدينة التي تقع بها الكاتدرائية. ووعد الرئيس إيمانويل ماكرون بإعادة بناء الكاتدرائية.
 
بدأ الحريق من وسط سقف الكاتدرائية متجهًا إلى قاعدتها، وانهار كل من البرج وسقف الكاتدرائية المكونان أساسا من الخشب، وألحقت النيران أضرارًا بالغة بمحتوى الكاتدرائية، خاصة منطقة الجدران العليا ونوافذ الكنيسة، كما أتت النيران على العديد من الأعمال الفنية. وكان وجود تحصين حجري في المنطقة أسفل السقف ساعد في التقليل من انتشار النيران إلى باطن الكاتدرائية، ومما ساهم بإنقاذ باقي المبنى وتقليل التلف.
 
يعود تاريخ مبنى الكاتدرائية إلى فترة القرن الثاني عشر. إن هيكل الكاتدرائية وجدرانها مدعم من خلال القطع الحجرية الضخمة والمنحوتة على شكل أعمال فنية. وترتكز تركيبة الأسطح الرئيسية للكاتدرائية والبرج المميز على الخشب. كان البرج قد أعيد تصنيعه من خشب البلوط المغطى بالرصاص في القرن التاسع عشر. وذلك لأن البرج الأصلي أزيل في عام 1786. وأدرجت الكاتدرائية كجزء من موقع «التراث العالمي لليونسكو في باريس» في باريس عام 1991.
 
في السنوات الأخيرة، بدأت مظاهر التآكل تظهر بشكل واضح على الكاتدرائية، حيث بدأت بعض القطع الحجرية بالسقوط. حسب تصريحات فيليب فيلنوف، المهندس المعماري للآثار التاريخية في فرنسا، في يوليو 2017، فإن «التلوث هو الجاني الأساسي». تقديرات المسؤولين لصيانة الكاتدرائية وصلت إلى ما قرابة 15 مليون دولار أمريكي وذلك لإعادة المبنى لحالته الأصلية. وافقت الحكومة الفرنسية على اعتبار الكاتدرائية بحاجة إلى الصيانة والترميم، وعليه فقد وافقت على صرف ميزانية طارئة في عام 2018 بقيمة 50 مليون دولار أمريكي للبدء بالإصلاحات. في وقت اندلاع الحريق، كانت قيمة الإصلاح بالبرج لوحده تصل إلى 6.8 مليون دولار. تم نشر السقالات حول الأسطح وإزالة التماثيل الحجرية والنحاسية والبرونزية، بما في ذلك تماثيل الرسل الاثني عشر، وذلك قبل عدة أيام من اندلاع الحريق
 
اندلاع النيران:
اندلع الحريق في حوالي الساعة 18:40 بتوقيت شرق أوروبا، وذلك في نهاية اليوم وأثناء تواجد السياح في الكاتدرائية. وكان من المقرر إجراء مراسم في ذلك الوقت؛ بين الساعة 18:15 والساعة 19:00. حسب ما أفاد بهِ الشهود في مكان الحادث، فقد أغلقت أبواب الكاتدرائية بشكل مفاجئ، وبدأ الدخان الأبيض يتصاعد ويخرج من سقف الكاتدرائية.
 
تحول لون الدخان الأبيض إلى اللون الأسود، الأمر الذي أكد حدوث حريق كبير داخل الكاتدرائية. تصرفت الشرطة بشكل سريع وجميع من شارك بمكافحة الحريق، ولقد أخلوا جزيرة إيل دو لا سيتي وأغلقت الجسور التي تصل المدينة مع الجزيرة.    تجمهر الناس على حواف نهر السين والمباني المقابلة لرؤية الحادث. 
جهود مكافحة النيران
شارك قرابة الأربع مائة من رجال الإطفاء في عمليات الإطفاء.  أشار متحدث من الإطفاء أن إسقاط المياه من الطائرة سيشكل خطراً لأن وزن المياه الساقطة يصل إلى عدة أطنان، الأمر الذي سيسبب أضرار ضمن هيكل المبنى وسيهدد السلامة العامة للكنيسة.   حاول عمال الطوارئ إنقاذ ما أمكنهم من الأعمال الفنية والتحف الدينية الموجودة داخل الكاتدرائية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الكاتدرائية أن بعض تلك الأعمال الفنية كانت قد أزيلت بالفعل بسبب أعمال صيانة، وأكد أن معظم الآثار المقدسة كانت مخزنة في الخزنة الخاصة بالكنيسة، وعليهِ فهي آمنة ومن الصعب تضررها.  أعلنت شرطة باريس بعدم التبليغ عن أي حالة وفاة حصلت جراء الحريق وذلك قبل الساعة 11 ليلا بقليل. إلا أن أحد رجل الإطفاء كان قد أصيب بجروح خطيرة.
 
التحقيقات
في غضون ساعات، فتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً حول الحريق، بقيادة المديرية الجهوية للشرطة القضائية لباريس. لم يعرف سبب الحريق على الفور، لكن تم التعامل معه على أنه عرضي. شكك التحقيق بشدة في حالة «التدمير العرضي بالنار»، لكنه لم يستبعد أي شيء، قائلًا إنه من السابق لأوانه معرفة سبب الحريق. وذكر المحققين أن حدوث تماس كهربائي على الأرجح هو السبب لإشعال شرارة النار في حريق كاتدرائية نوتردام.!!