كتب - محرر الاقباط متحدون 

القى صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم، المدبر البطريركي لإيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك،عظة  في قداس عيد القيامة، وجاء بنص العظة التي نشرها المركز الكاثوليكي للاعلام باسيوط : 
 
القيامة حدث أنار ظلمة الحياة، لهذا أدعوكم اليوم لنأخذ مسيرة مع النسوة عن طريق رواية القيامة في انجيل لوقا24\ 1-11
 
1ثُمَّ فِي أَوَّلِ ٱلْأُسْبُوعِ، أَوَّلَ ٱلْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى ٱلْقَبْرِ حَامِلَاتٍ ٱلْحَنُوطَ ٱلَّذِي أَعْدَدْنَهُ ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. 2فَوَجَدْنَ ٱلْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ ٱلْقَبْرِ، 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ . 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ، إِذَا رَجُلَانِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ . 5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى ٱلْأَرْضِ، قَالَا لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ ٱلْحَيَّ بَيْنَ ٱلْأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي ٱلْجَلِيلِ 7قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ ». 8فَتَذَكَّرْنَ كَلَامَهُ ، 9وَرَجَعْنَ مِنَ ٱلْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ ٱلْأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ ٱلْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ . 10وَكَانَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَٱلْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، ٱللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ. 11فَتَرَاءَى كَلَامُهُنَّ لَهُمْ كَٱلْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ .
 
عند زوال الظلام ومع مطلع الفجر، نسوة حاملات الأطياب إلي القبر كي يكرموا جسد يسوع، وصلوا عند القبر ووجدوا الحجر مدحرج، والقبر فارغ ووجدوا ملاكين ولكنهم كانوا خائفات ووجهوهن منكسة تنظر للأرض,
ثلاثة أشياء قد فعلتها النسوة، نحن اليوم مدعوون لنقتدي بهم ونمسك بأيديهم في تلك المسيرة لنختبر القيامة، (رأينا-سمعنا-بشرنا).
 
*رأينا: النسوة ذاهبات لقبر شخص عزيز، من أجل إكرام جسده، فأشتروا حنوط باهظة الثمن، لكن النسوة لم يجدوا شيئاً مما تم التخطيط له مسبقًا، فالحجر مدحرج والقبر فارغ، وهنا نجد أننا في حدث القيامة تنقلب مخطاطاتنا كلها، تقف النسوة حائرات ، ماذا يفعلن بكل ما تم التخطيط له، كيف سيتصرفوا بالأطياب الباهظة الثمن، (لازم نقلب كل مخطاطاتنا عشان ندخل في جو القيامة)
 
الرؤية جعلتهن خائفات ومنكسات الرأس ينظرن تحت أقدامهن، نحن أيضًا اليوم حين تنقلب مخطاطاتنا، وتتكسر توقعاتنا، فنغرق في واقعنا بكل مافيه خائفين مرتجفين، محرومين من الرجاء، القيامة ليست حدثًا نراه، بل تجربة نحياها، فالقيامة تهبنا الرجاء وسط كل تلك الإضطرابات، مشكلة النسوة إن قلوبهن كانت خاوية من الرجاء، لم يكن هناك فرصة لحدوث أمر جديد مخالف لما تخيلوه.
 
*سمعنا: كلمات الملاكين للنسوة، تساؤل لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟!، لماذا تبحثن عنه وسط القبور؟ لا يمكن أن ندخل لعمق القيامة إن تمسكنا بالماضي، إن حبسنا الله في أطر كوناها لا تتغير أبدًا، كي نحيا القيامة، نحتاج إلي أن نترك الماضي، ((علينا أن نبحث عن الله مطرح ماهو موجود مش مطرح ما أحنا حطيناه))، علينا أن نزيل الحجر، اللي دفنا من خلفه يسوع، كيف تعاين القيامة وأنت لا تريد تحريك الحجر؟!  نحتاج دومًا أن نستمع ونتوقف عند تساؤل الملاكين، فطالما أنت تبحث عند القبر، فلن تجد يسوع أبدًا.
 
*بشرنا: الرؤية والسماع سيدفعوك حتمًا للبشارة، سيترك النسوة القبر ليبشرن بحدث القيامة، غير قادرات أن تحتفظ بتلك البشري في قلوبهن، لم يفكرن النسوة في صورتهم أمام الرسل، لم يخاف النسوة من عدم تصديق الرسل لهن، مضوا وأخبروا ، فنحن اليوم أيضًا مطالبون بعد أن رأينا وسمعنا أن نشارك الناس في هذا النور، في عالم ممتلئ بالظلمة، حدث القيامة هو حدث انتصار الله علي الشر، بشارتنا أن نحمل نور القيامة في كل الأماكن التي تفتقر للحب والمليئة بالظلم.