سحر الجعارة
من قتل جنودنا؟.. لا تتعجّل وتقل «تكفيرى أو انتحارى».. فهذا الخلط للمعانى خلق «فوضى المصطلحات»!.. من الذى يملك الحق فى «تكفير وطن»؟.. أليس هو نفسه من كفّر إنساناً وادعى أنه يملك حق «استتابته ثم قتله».. الذى هو نفسه من احتكر حق تفسير «النص القرآنى» واستبدل آيات الرحمة بآيات السيف؟!

من قتل جنودنا هو من دشن أدبيات «داعش والقاعدة والإخوان» ووفر لهم «الإطار النظرى» لهدم الأوطان واستحلال الأرواح والأعراض باسم الدين.. «الفكر التكفيرى» هو الرصاصة واللغم والقنبلة التى تنفجر فى أبطالنا بكل وحشية لتتناثر أجساد جنودنا تغرس فى الأرض «مقاومة وتصدياً».. ترويها بدماء الفداء.. تحررها من قبضة «الفاشية الدينية».. تزرع فيها محبة وصبراً وفخراً وعزة.. فالشهداء لا يرحلون بل يحولون طمى أرضنا إلى «فجر» يطرح لأطفالنا جميعاً «المستقبل».

الجندى الذى سقط دفاعاً عنى وعنك (عن المسلم والمسيحى واللادينى) يعرف معنى «عقيدة الوطن»، يعرف أن الدين «شعبى»: شعب واحد وجيش واحد وشرطة واحدة.. يقف مزهواً بعقيدته الإنسانية مدافعاً عن الحق فى مواجهة «أمير الجماعة» أىّ جماعة اختطفت الدين لنفسها ووزعت الفكر الطائفى «الانغلاقى» على جماعة تعتقد أنها «الفرقة الناجية» وتكوّن ميليشيات دموية «تحت الأرض» لتغتال الحياة بأكملها.

هذا شعب «محارب بالفطرة»، يخوض معاركه بشرف وفروسية، يتصدى وحده لمؤامرة تفكيك الأوطان العربية، وتنفيذ «خريطة حدود الدم» بتقسيمه إلى دويلات «عرقية ودينية».. «نحن نحارب الإرهاب نيابة عن العالم»، هذه الكلمات للرئيس عبدالفتاح السيسى.

الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال مؤخراً: (إن عدد شهدائنا الذين سقطوا خلال المواجهات من 2013 حتى الآن 3277 شهيداً، و12280 مصاباً، وهو المصاب الذى أصيب إصابة تعيقه عن العمل).. وقد ارتفع العدد إلى 3288 شهيداً.. التهم الحزن قلوب الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى.. اغتال الحزن لحظة انتظار عودة «الأب والابن» إلى دفء الأسرة: لن يعود.. سرق ابتسامة الأطفال، وكسا النساء بلون الحداد.. وبدّل الزهو بـ«الحُلة العسكرية» إلى ذكرى موجعة.

من رمّل نساءنا ويتّم أطفالنا؟.. من فرض علينا «السواد»؟.. إنهم من رفعوا المصاحف على أسنّة الرماح، ونهشوا قلوبنا ليختطفوا «لا إله إلا الله» ومزّقوا مصاحفنا لينزعوا الآيات من سياقها «الزمانى والمكانى».. هم من لغّموا «كتب الأطفال» بدماء «الآخر» لأنه مختلف عنا.. كلهم شركاء فى تغذية التنظيمات الإرهابية بدمائنا: من سجد شكراً لله على «هزيمة جيش مصر».. ومن أهدر دماء «السادات».. (من قتلوا «فرج فودة» وسجنوا «إسلام بحيرى»).. الشعراوى والقرضاوى وعمر عبدالرحمن.. كل من هتف يوماً ضد الجيش المصرى.. من حاصروا «وزارة الدفاع».. من وضعوا «مهرجاً» على عرش مصر واجهة للتنظيم الدولى للإخوان.. من باعوا ضمائرهم وتحوّلوا إلى «عملاء» فى أبواق عدائية.. كل هؤلاء شركاء فى اغتيال أنبل ما فينا وأشرف رجالنا.

من قال إن «لحوم العلماء مسمومة» ووظّف الآيات القرآنية لأفكاره الشيطانية.. من كرّس علم النسخ ليهدر معنى آيات القرآن الكريم.. جنودنا يرفعون راية «الجهاد فى سبيل الله»، وهم يجاهدون فى سبيل الشيطان تحت راية «جهاد الطلب».. كل من دشن «مناهج متطرفة» وشاذة ونشر «العمى الدينى» وجنّد الجهلاء فى ميليشيات إرهابية.. كلهم تنظيم واحد تتوزع أدواره بين دول وأجهزة ومؤسسات دينية.. دم جنودنا فى رقبة هؤلاء.

وداعاً.. ابن مصر الذى زرع شجرته، وعانق وجه مصر على صفحة الشمس الملتهبة، ثم قبّل يد أمه.. وتوجه طالباً «النصر أو الشهادة»، وأخذ يسحق الأعداء بكعوب البيادات، أو بكعوب البنادق.. ويغنى بفخر للغد القادم من بريق عيونه، ورجال الغد الساكنين بعموده الفقرى بانتظار ميلاد جديد.. وخلود حلموا به فى «مصنع الرجال».
نقلا عن الوطن