كتبت - أماني موسى

احتفل محرك البحث الأشهر جوجل، اليوم بذكرى ميلاد الشاعر السوداني البارز محمد الفيتوري، وذلك من خلال شعار خاص يظهر على صفحتها الرئيسية للبحث في الدول العربية مثل السعودية ومصر والجزائر وعمان وغيرها، وقالت: إن أعمال الشاعر والكاتب المسرحي والدبلوماسي السوداني محمد الفايتوري بلغتها الثورية بثت حياة جديدة في الأدب العربي المعاصر بمزيج من الفلسفة الصوفية والثقافة الإفريقية والدعوة إلى مستقبل خال من الاضطهاد.. فمن هو محمد الفيتوري؟
 
محمد مفتاح الفيتوري (1936-2015) شاعر سوداني بارز. يعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، ولم يكن الفيتوري مجرد شاعر مغمس في الشأن السوداني، فقد كتب للوطن العربي ولقارة إفريقيا حتى عرف بأنه شاعر القارة المقهورة، كما كتب للإنسان بصورة عامة بصرف النظر عن أي انتماء، ولقب بشاعر إفريقيا والعروبة. 
 
وُلد محمد مفتاح رجب الفيتوري، في 24 نوفمبر عام 1936م في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الحالية بالسودان، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وهو ليبي، وكان خليفة صوفي في الطريقة الشاذلية، العروسية، الأسمرية.
 
نشأ الفيتوري في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف.
تم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
 
تعد أفريقيا مسرحًا أساسيًا في نص الفيتوري الشعري، شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق و الإستعمار، ونضاله للحصول على التحرير من الاستعمار أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وألف عدة دواوين في هذا المضمار منها ديوان «أغاني أفريقيا» الصادر في عام 1955، و «عاشق من أفريقيا» وصدر في عام 1964م، و«اذكريني يا أفريقيا» ونشر في عام 1965 ، وديوان «أحزان أفريقيا» والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوتَ أفريقيا وشاعرها. يقول في إحدى إفريقياته:
 
عمل الفيتوري محررًا أدبيًا بالصحف المصرية والسودانية، كما تم تعيينه خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافيًا في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارًا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
 
في عهد الرئيس جعفر نميري، أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي. 
أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط. وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.
 
حصل محمد الفيتوري على «وسام الفاتح» الليبي، و «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان .
 
وتوفي الفيتوري في 24 أبريل عام 2015 في أحد مستشفيات العاصمة المغربية الرباط عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع مع المرض.