بقلم : أشرف ونيس 🥀
✍️ صار داكن اللون و صبغته العصماء عقيمة فى زمن و ساحة وجوده ، و حين أنجب من الالوان فلم يأت إلا ب أحمر اللون ، فقد حضر الى مسرح الحياة مصحوبا بالموت ، الذى أمسى و سيظل الرفيق الاعظم له ، وقت أن سبح فى بحر من البكاء الممتزج ب أنهار من الدموع .

أى كلمات ترحم تلعثم الألسنة حين ابتغت الحديث ، و أى العبارت التى تشفق على ما يلج بالأذهان من جم الأفكار و كثرتها ، فها هى الأحرف و قد ذهبت الى حيث لا عودة ، كما تشرذمت الأحاديث أثناء استعدادها للخروج من باطن الأنفس و الأرواح ، فلقد ظلت قابعة خلف الصدور تحت وطأة الانتظار ل تلك المعجزة الآتية إليها فى وقت غير معلوم ، إرساء لحريتها المفقودة ، و لانطلاقها انضماما لاخرياتها فى متحف الكلمات .

هل هو كما يطلقون عليه ال إرهاب ؟ و هل هو ما ينسبون له أسود اللون ؟ و هل دماء البشر بلونها الاحمر الداكن كانت مأربه وقت أن تخطت أرجله الدميمة مسقط رأس البشر ؟ و أى من البشر الذى دعاه بهذا الاسم و ذلك المسمى ؟ فلم تعد طلته النكراء قاصرة على الارهاب و الترهيب ، لكنه تخطى بث الرعب فى قلوب الاشخاص و الشخوص  حين نحر رقابهم ، و جزَّأ أجسادهم ، فلم يعودوا يرهبون شيئًا وقت أن انتقلت حياتهم إلى عالم آخر ، انه ليس إرهاب فحسب ، بل هو رعونة  العقل المغلفة بشيطنة الافكار !!!!

 و أى دمية تلك التى تموت فى سبيل القتل ؟ و أى ألعوبة تلك التى ضحت بالواقع لأجل الخيال و غير الموجود ؟ و هل فى بغضة الله شيء من إرضائه ؟ و هل فى عصيان رب الوجود و جابله و كسر قواعدة و دساتيره أى شيء من استجلاب رحمته ؟ فستظل دماء هابيل صارخة الى يوم الدين ليصل صداها الى أرجاء الكون ، سائلة سؤالها و طارحة استنكارها الالهى : لماذا قتلت أخاك ؟ و ستظل الإجابة بغير جواب وقت أن يقف الجميع أمام الديان صغارا و كبارا فى محاكمة و محكمة الكون العظمى الرهيبة ، أى كلمات سوف توفى ؟ و أى دفاع سوف يدفع القصاص الالهى ، وقت أن يقع كل الاثمين فى قبضة العادل الأوحد ؟ فستكون أعمالهم شاهدة عليهم ، و سيصدر الأمر بصحوة الضمائر المائتة بداخلهم لتشتكى عليهم و تذيقهم بعضا من عذابات جهنم إلى أن يطرحوا فى تلك الوهدة الجهنمية الرهيبة حتى يعرفوا و يتقنوا بأن ارهابهم لم يكن بارهاب أم رهبة العذاب و سعير النار الابدية .

أين مقياس الدهر ، و معيار الزمن ، للفصل فى كل غث و سمين ، لكل صواب و خطأ ، لكل إثم و بر ، لكل رشد و انحراف ، لكل عقل عاقل و كل فكر ذميم ؟ إنه فيصل الدوافع و السلوك - الانسانية - و ما يتوافق معها ، انها الناموس الأدبى الذى تفقأ بداخلنا و تفتحت عيناه و قت أن شاهدنا الحياة و عايشناها ، ليتنا نهتدى إليه ، سامعين خاضعين لصوته بداخلنا حتى نميز بين المحمود و المحتقر من الاقوال و الأفعال و الناتج عنهما .