شريف منصور
 عاش الشرق الاوسط قرابه ٧٥ عام في صراع يشابه صراع الكونت ديمونت كريستو و طواحين الهواء. عندما اتحاد العرب اتحاد ديني عنصري ضد اليهود لمنعهم من تكوين دوله لهم في الارض التي عاشوا فيها الاف السنين . اتهموا اليهود باحتلال اورشليم و انهم سرقوا الارض الخ مما عبئوا به عقول اجيال . قبل عام ١٩٥٢ وحتي بعد حرب ١٩٤٨ لم تكن هناك نعره عنصرية ضد اليهود في اغلب الدول العربيه. كان هناك اعداد كبيرة من اليهود في العراق و مصر و لبنان و المغرب .
 
كانت نهضة مصر الاقتصاديةً عمادها التنوع الثقافي الذي عاشته مصر . وهناك من القصص الرائعه لوطنية اليهود لاوطانهم المذكورة اعلاه. بعد ثورة ١٩٥٢ و بالتحديد قبلها في يناير حيث كان حريق القاهرة الكبري الذي استهدف كل ماهو مملوك لليهود و بعد الشركات القبطية و ايضا بعض الشركات المملوكة لمسلمين و بها ادارة من اليهود .
 
كانت نقطة تحول خطيرة في بداية الانحدار الانساني و الاخلاقي و نتج عنه نار عنصرية ضد اليهود و المسيحيين و بالتالي انقسمت مصر و تحولت الي بلد يديرها الاخوان المسلمين و الازهر . هذه مجرد نبذة سريعه جدا لما وصلنا اليه اليوم . علي الرغم من ان الرئيس المغتال محمد انور السادات قام بعمل اتفاقية السلام مع إسرائيل، في حقيقة والواقع لم تنتفع به شعوب مصر ولا إسرائيل من هذه المعاهدة بسبب صب نار العنصرية و التعصب في مصر و المتزامنين مع معاهدة كامب ديفيد علي يد الرئيس المغتال . اضرمت نار الطائفية علي يد الجماعات الاسلاموية و الازهر و لحق بهم السلفيين و خرجت علينا رائحة العفونة المقيته في الشوارع وطلت علينا من شاشة التلفزيون القومي. الذي اعطي  شيوخ الفتنه منبر ماسبيرو  باوامر من الرئيس المؤمن .
 
و وقعت مصر في ضائقة اقتصادية ادت الي نزوح اعداد ضخمة من المهنيين و الحرفيين للدول العربيه التي بدات تنتعش بسبب طفرة البترول التي احدثتها حرب ١٩٧٣ . واصبحت تلك الدول بمثابة المثل الاعلي لملايين من الطبقات المتوسطة و الاقل منها. وانتقلت عدوي الوهابية بسرعه البرق لكي تشعل قش المجتمع المصري بمساعدة الدولة و بالطبع اجهزتها من ميديا صحافة واذاعة و تلفزيون و قضاء و مجلس شعب و شرطة ونخر سوس التعصب الدين في ظهر عمود  مصر الوطني .
 
و الحجة كانت وقتها ان يشحن الرئيس المؤمن الشعب ضد اليهود المحتلين و تزوير التاريخ تزوير لم ندركه الا بعد ان اصبح لدينا مصادر معلوماتية نصل اليها في ثواني عبر الانترنيت. في انجيل يوم الاحد الماضي كان انجيل السامرية و من التفاسير التاريخية من المراجع المختلفه بحثت عنً سبب عداوه اليهود للسامريين .
 
اتضح انه عندما سبي اليهود من اورشليم علي يد نبوخذنصر ، اخذ كل الشباب القادرين علي العمل و ترك قليل منهم في اورشليم . وهذا القلة لم تكن تقدر لقله العدد ان يقوم بالعناية بمدينتهم اورشليم ، فاتحدوا وتزاوجوا من السامريين .
 
وبعد عودة اليهود من السبي لفظوا اليهود من السامرة لانهم خلطوا الانساب . هذا مختصر النقطة الا وهي ان سبب العداوة هو قلة عددٍ اليهود الناجيين من السبي ولم يكن هناك غير عدد قليل من اليهود في اورشليم في ذاك الوقت ، اذن اين كان غير اليهود مدعين انهم اصحاب الارض ؟ الي هنا والان حدثت صحوة غير عادية بين رؤوساء الشعوب العربيه عندما اتضح لهم انهم يحاربون طواحين هواء تسمي بقيادات الشعب الفلسطيني و ان غزة بالذات اصبحت بلوعة لمليارات يستخدمها الارهابيين الاخوان الحمساوية بدعم من إيران الشيعية و قطر السنية فرضا. و التي حاولوا قلب نظام الحكم في مصر وفشلوا و يحاولون في سوريا و حاولوا وفشلوا في الاردن و نجحوا حتي الان في الصومال و اليمن و العراق . و ليبيا وتونس في صراع مع نفس القوي الظلامية لكن شعب تونس مختلف عن الشعب الليبي .
 
و فلتت المغرب من تحت يدهم و دول الخليج وًالسعودية و علي راسهم مصر .
 
ما يحدث الان فاق خيال من اراد السؤ بالمنطقة . لقد تجمع عدد من القيادات المتفتحة الواعية لتلك الشعوب المتناحرة بسبب القضية الفلسطينية الوهمية .
 
من الواضح ان هناك شرق اوسط جديد يولد علي يد هذه القيادات الشابه والذين اتمني لهم السلامة في رحلتهم الشاقه . انما عندما تسمع الاسماء يحدث لك نوع من الانتعاش السياسي مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماع الرئيس المصري مع ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ وتلاها اجتماع وزراء الخارجية في النقب و زيارة رئيس إسرائيل للاردن و اعلان وقف اطلاق النار في اليمن من جانب السعودية و قوات التحالف لتمهيد لمحادثات انهاء هذا الصراع . اما حرب روسيا واوكرانيا يا اعزائي هي القشة التي ستقسم ظهر البعير …. وتغير وجة التاريخ في العالم وهذا موضوع نتحدث عنه في فرصة اخري .