محرر الاقباط متحدون
شهد اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط عدة فعاليات أبرزها استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، بقصر الاتحادية رؤساء كنائس الشرق الأوسط المشاركين في الجمعيّة العامة، وأكد السيد الرئيس خلال اللقاء، بعد أن رحب بضيوفه، أن المسيحيين في جميع الدول العربية هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي، مشيرًا إلى أن المواطنة والحقوق المتساوية للجميع هي قيم ثابتة تمثّل نهج الدولة المصريّة تجاه جميع المواطنين، وهو ما ترسخه الدولة من خلال ممارسات فعلية وواقعية في جميع مناحي الحياة في مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانية من السلام والمحبة وعدم التمييز لأي سبب ونشر ثقافة التعددية وحرية الاعتقاد، وفي المقابل مكافحة التعصب والتشدد"، وأن هذا هو التوجه الاستراتيجي للدولة المصرية دون ارتباط بفترة زمنيّة محدّدة. كما أشار سيادته إلى ما تم في مصر من ترميم للعديد من الآثار والمواقع والكنائس المسيحية الأثرية الزاخرة بالمخطوطات والأيقونات التاريخية الفريدة، فضلًا عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدّسة، وذلك في إطار الاهتمام بحماية التراث المسيحي المصري.
 
ومن جهتهم أعرب المشاركون في لقاء السيد الرئيس عن سعادتهم بزيارة مصر وتشرفهم بلقاء السيد الرئيس، مشيرين إلى مساهماتها القيمة في تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام، فضلًا عن أهمية الدور الّذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، ومثمنين جهودها بقيادة السيد الرئيس من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر، مع التأكيد على دعمهم لجهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلًا عن تحقيق التنمية والبناء والتعمير في مصر والشرق الأوسط بالكامل".
 
وتم كذلك خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، خصوصًا ما يتعلق بجهود دعم الحوار والمواطنة، ونبذ التطرف والتشدد في مختلف دول المنطقة.
 
كما شهد اليوم الثاني جولة تفقدية في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، قام بها ضيوف الجمعية العامة، من أعضاء الوفود المشاركة وأعضاء اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وخبراء وشركاء المجلس، تعرفوا خلالها على على مكوناته وتأسيسه ورمزيته العريقة.
وتضمنت جلسات اليوم الثاني للجمعية العامة الثانية عشرة التي تستضيفها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مركز لوجوس بوادي النطرون، والتي تقام تحت شعار "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (مت ١٤ : ٢٧) ، جلسة ترأسها جناب القسّ الدكتور حبيب بدر، رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان ورئيس المجلس عن العائلة الإنجيلية، تم خلالها التأكد من النصاب القانونيّ وترشيح اللجان وتحديد أوراق الاعتماد، الترشيح، الإدارة، والصّياغة. تلاها جلسة عامة حول موضوع الجمعيّة "تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (مت ١٤: ٢٧)، وقدم جناب الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيليّة في مصر، محاضرة لاهوتيّة حول أبعاد الموضوع، لا سيما في ظل التحديات الّتي يواجهها مسيحيّو المنطقة، 
 
وألقى البروفسور إبراهيم مارون أستاذ الاقتصاد وعلم الاجتماع الاقتصادي والإدارة المالية، محاضرة اجتماعية، اقتصادية وجيوسياسية بعنوان "ديموغرافيّة مسيحيّي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بين بداية القرن العشرين والعقد الثاني للقرن الواحد والعشرين". تلاها فقرة مناقشة وأسئلة حول ما طرحه كلّ من المتكلّمين.
 
واختتم اليوم الثاني باجتماع لأعضاء كل عائلة من العائلات الكنيسة الأربعة، واجتماع اللجان ولجنة صياغة البيان الختامي.