بقلم/ماجد كامل
يعتبر المتحف القبطي واحدا من أقدم المتاحف الموجودة بمصر ؛إذ يرجع تاريخ تأسيسه إلي عام 1910 ؛ولكن جذور فكرة المتحف ترجع إلي اقدم من هذا بكثير . وفكرة الاهتمام بجمع الاثار القبطية ترجع إلي العالم الفرنسي اوجست مارييتAuguste Mariette ( 1821- 1881 )  ؛عندما جاء إلي مصر موفدا من الحكومة الفرنسية لجمع وفحص المخطوطات القبطية المحفوظة في الأديرة والكنائس . وجاء بعده جاستون ماسبيرو Gaston Maspero ( 1846- 1916 ) ) وهو أول من اهتم بجمع الاثار القبطية في مكان واحد وخصص لها مكان مستقلا داخل المتحف المصري . وفي عام 1898 ؛وتحديدا في 4 يناير أقترح العالم الالماني ماكس هرتز وكان يعمل مديرا للجنة حفظ الاثار العربية ؛ علي اللجنة إنشاء متحف للأثار القبطية ؛فكلفت اللجنة حسين فخري باشا السعي لدي البابا كيرلس الخامس ( 1824- 1927 )    البطريرك ال 112 من بطاركة الكرسي المرقسي لتوفير مكان خاص لجمع وتصنيف هذه الاثار . فقام البابا بتخصيص غرفة لهذا الغرض في كنيسة المعلقة  . غير أن المولد الحقيقي للمتحف القبطي جاء علي يد مرقس باشا سميكة ( 1864-1944 ) حيث طلب من البابا كيرلس الخامس قطعة أرض ليقيم عليها المتحف ؛فمنحه البابا قطعة الأرض الواقعة بين كنيستي المعلقة وأبو سرجة ؛وبدأ البناء عام عام 1908 ؛وتم الانتهاء منه وافتتاح المتحف رسميا في 14 مارس 1910 ؛وظل المتحف تابعا للكنيسة القبطية  حتي عام  1931 حيث نقلت تبعيته إلي الحكومة المصرية ؛وعندما ضاق المبني القديم عن استيعاب الكم المتزايد من التحف والأثار القبطية ؛ قامت الحكومة المصرية ببناء مبني جديد ملحق بالمبني القديم ؛ ولقد تم افتتاح المبني الجديد رسميا في 20 فبراير 1947 ؛وقام بالافتتاح نيابة عن الملك فاروق الدكتور عبد الرزاق السنهوري( 1895- 1971 )  وزير المعارف العمومية في ذلك الوقت ؛كما حضر الحفل أيضا البابا يوساب الثاني ( 1946-1956 ) البطريرك ال115 من بطاركة الكرسي المرقسي . أما الأقسام التي يضمها المتحف القبطي فهي :-

1قسم الصور والأيقونات
2- قسم المخطوطات
3- قسم المنسوجات  
4- قسم الأخشاب
5- قسم الزجاج
6-قسم الأحجار
7- قسم المعادن
8- قسم العاج
9- قسم الفخار (الأوستراكا)
10- قسم الفريسك
11- قسم الفخار والخزف
12- قسم الخوص والجلد

ويضم المتحف القبطي مكتبة قيمة ترجع جذور نشاتها إلي عام 1920 ؛حين  زار الملك فؤاد الاول ( 1868- 1936 ) المتحف واوصي بضرورة وجود مكتبة ضخمة تحوي أمهات الكتب في المجال القبطي ؛ وتبرع جلالته بمبلغ 500  من أجل  هذا الغرض ؛ وكانت النواة الاولي لهذه المكتبة  هي مجموعة  المخطوطات المحفوظة في الكنيسة المعلقة ؛ ثم ضمت إليها فيما بعد المكتبة الخاصة بالمرحوم ميخائيل بك شاربيم (1853- 1912 )    صاحب كتاب الكافي في تاريخ مصر في خمسة أجزاء  ؛ ولقد توسط في أمر نقلها إلي المتحف المرحوم توفيق بك إسكاروس ( 1871- 1942 )    وبمرور الوقت أزداد رصيد المكتبة جدا عن طريق الكتب المهداة من المكتبات والمتاحف العالمية ؛ثم عن طريق ميزانية مخصصة للشراء فيما بعد .
ولقد رأس إدارة المتحف القبطي العديد من كبار علماء القبطيات ؛نذكر منهم مؤسس المتحف مرقس باشا سميكة ؛  والدكتور توجو مينا (1906- 1948 ) وكان قد حصل علي درجة الدكتوراة في الأثار من جامعة باريس ؛كما رأسه أيضا الدكتور باهور لبيب (1905- 1994)  عالم اللغة القبطية الشهير  ؛   والدكتور رؤوف حبيب (1902- 1979  ) الذي أثري المكتبة القبطية بالعديد من الكتب القيمة ؛ كما عمل به عالم الطقوس الكبير يسي عبد المسيح (1898- 1959  )  أمين مكتبة المتحف القبطي .

ولقد زار المتحف القبطي العديد من رؤساء وزعماء العالم ؛نذكر منهم الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت الذي زار المتحف عام 1910 ؛كما زاره الملك فؤاد الأول عام 1920 ؛ثم زاره للمرة الثانية عام 1930 بصحبة الملك ألبرت الأول ملك بلجيكا ؛وزاره أيضا الأمبراطور هيلاسلاسي امبراطور اثيوبيا الراحل  في 28 يونية 1959 ؛وزارته أيضا ولية عهد الدانمارك في نوفمبر 1962 ؛وصحبها في هذه الزيارة الدكتور ثروت عكاشة (1921- 2012 ) وزير الثقافة في ذلك الوقت  ؛وزار المتحف أيضا الرئيس نكروما رئيس غانا الراحل ؛وتبرع بمبلغ 4000 جنيه مصري نقدا للمتحف .  

ومن الكنوز التي يحتويها المتحف مجموعة مخطوطات نجع حمادي التي تم اكتشافها في صعيد مصر عام 1945 ؛وتتكون من 13 كتابا ؛كما يضم أيضا الاكتشافات   التي عثر عليها العالم الانجليزي "كويبلJames Quibell ( 1867- 1935 )  " في دير الانبا أرميا  سقارة  عام 1906 ؛كذلك أيضا الاكتشافات التي عثر عليها العالم الفرنسي "جان كليدJean Cledat ( 1871- 1943 ) ا " في دير الانبا أبوللو بباويط عام 1900 ؛ومجموعة رائعة من الأيقونات لكل من يوحنا الأرمني ؛وانسطاسي الرومي وابراهيم الناسخ .... ألخ .