كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص 

 
وصل إلينا عدة مطالبات من أبنائنا بالإيبارشية ، والمتابعين لموقع المطرانية ، بتوضيح الرأي الكنسي ، بخصوص المثلية الجنسية ، وكيف يمكن الرد على هؤلاء كتابيا، وكيف تتعامل كنائس المهجر مع هذه الحالات ، رغم مساندة القوانين الغربية لهم ؟ كما أنه جائنا طلب  بتقديم الرأي الكنسي فيما يخص صوم الآباء الرسل في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية،  وبنعمة ربنا سوف نتكلم عن هذا الموضوع،  أشكر كل أبنائنا بالإيبارشية كما إنني أشكر أيضا أبناء الكنيسة المحبين المتابعين لموقع المطرانية ، وذلك لطلبهم توضيح الرأي الكنسى فيما يخص المثلية الجنسية .
 
لذلك سوف نتكلم في هذا الموضوع ، من خلال ثلاث جوانب : أولا بيان صادر من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، برئاسة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ، في 3 سبتمبر ۲۰۰۳م.
 
ثانيا :  بيان صادر من الكنائس المسيحية في مصر ، في 8 سبتمبر ۲۰۰۳م. ثالثا : الرد الكتابي على هذه البدعة ، وكيفية التعامل معها كنسياً ؟ ولنبدأ أولا بقراءة بيان المجمع المقدس ، للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الصادر في حبرية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث - يوم الأربعاء الموافق 3 سبتمبر ۲۰۰۳م : كما هو وارد ص 334 - ص 335 في كتاب القرارات المجمعية ، في عهد صاحب القداسة البابا شنودة الثالث ، الإصدار الثالث في عام ٢٠١١م . 
بيان من المجمع المقدس ، للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، المنعقد صباح الأربعاء ۲۰۰۳
بعد أن تدارس محاولات بعض الكنائس الغربية ، تقنين الجنسية المثلية (الشذوذ الجنسي)، وزواج اثنين من نفس الجنس، وسيامة مثل هؤلاء في الرتب الرعوية المتنوعة ، رجالا ونساء، في كنائسهم ، والسعي في سيامة أسقف من هذا النوع، بالكنيسة الأسقفية في نيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية .
 
قرر المجمع المقدس - بالإجماع - إدانة هذه الأمور بطريقة قاطعة استنادا إلى تعاليم السيد المسيح، ونصوص الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد وذلك انطلاقا من مسئوليته في الشهادة لحق الانجيل .
 
السيد المسيح أدان الجنسية المثلية بوضوح، حينما تحدث عن هلاك سدوم وعمورة ، في ( لو ١٢:١٠ ) ، أنظر أيضا (تكوين١٩ : ٢٤) وكذلك الكتاب المقدس ، يحذر قائلا: لا تضلوا ، لا زناة ، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون ، ولا مأبونون ، ولا مضاجعو ذكور  يرثون ملكوت الله  (كورنثوس الأولى 6 :9 ،10). 
 
وما ورد في توراة موسى :  لا تضاجع ذكراً ، مضاجعة امرأة ، إنه رجس.
 
 زواج الشواذ ضد الخطة الإلهية ، في الزواج والخلقة، إذ يقول السيد المسيح :  من بدء الخليقة ، ذكراً وانثي خلقهما الله ، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ، ويلتصق بامرأته .
 
من يختارون لرتب الرعاية الكنسية ، يجب ان يلتزموا بتعاليم الكتاب المقدس ، وأن يكون الأسقف بلا لوم... صاحياً ، عاقلا ، محتشما،  صالحاً للتعليم  ( تيموثاوس الأولى ٣ : ٢ ) وعليه فنحن ندين ونعارض بشدة زواج الشواذ جنسيا بصفة عامة، وبصفة أخطأ وأخطر سيامتهم في رتب الكهنوت والرعاية.
 
كما يعلن المجمع المقدس ، ان هذه الحركات ، تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس، كما انها تهدد استقرار الزواج الطبيعي ، وطبيعة تكوين الأسرة، وأخلاقيات المجتمع، ونقاء الكنيسة، ومستقبل محاولات الوحدة الكنسية، والحركات المسكونية.
 
 وأن من يستندون إلى دعاوی حقوق الإنسان ، في تشجيع الشذوذ الجنسي ، يتجاهلون أنه ليس من حقوق الإنسان ، أن يفسد نفسه، أو أن يفسد غيره، فالحرية الحقيقية لا تدمر طبيعة الإنسان، ولا تتعارض مع الوصايا الإلهية، و الأخلاقيات، والآداب العامة. 3
 
كما نشجع الأصوات الجريئة، داخل وخارج هذه الكنائس، التي تعارض زواج الشواذ أو ممارسته خارج الزواج، أو سيامتهم في رتب الكهنوت أو الرعاية، داعين كل الكنائس ، إلى طاعة كل تعاليم الكتاب المقدس ، دون تغيير أو تنازلات ، فليس من حق أعضائها التصويت، على الوصايا الإلهية التي وردت به .
 
 هذه الممارسة الشاذة ، تعتبر عثرة للآخرين، وقدوة سيئة، وسوء سمعة ، وهي خطرة على مستقبل هذه الكنائس نفسها، وتعرضها للانقسام والتفكك.
 
ونحن اذ ندين الشذوذ الجنسي، ندعو هؤلاء ان بتوبون عن هذه الخطيئة حرصا على مصيرهم الأبدي.
 
 وقد قرر المجمع المقدس ، إعلان هذا البيان ، في كافة وسائل الإعلام المتاحة ، داخل مصر وخارجها ، وإرساله إلى كل المجالس المسكونية ، مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط ، ومجالس كنائس كل من: أمريكا وأوروبا ، وأستراليا وكندا وأفريقيا.
 
 تعقیب :أنني في ذهول وتعجب ، من أن البعض من الناس يحاول أن يعطي شرعية قانونية ، لبدعة المثلية الجنسية ، التي حرمها الله في كتابه المقدس بعهديه ، وأعلن المجمع المقدس قراره النهائي ضدهذه البدعة في السابق عام ٢٠٠٣م .