محرر الأقباط متحدون 
 التربية وأهميتها وضرورة التعاون في ميثاق تربوي..هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس خلال استقباله المشاركين في الجمعية العامة لرهبانية أخوة المدارس المسيحية.
 
  وتابع البابا فرنسيس قائلا لضيوفه إن الطرق الجديدة بالنسبة لهم، وانطلاقا من كاريزما القديس يوحنا دي لاسال، هي في المقام الأول مسيرات تربية في المدارس والمعاهد والجامعات، مسيرات يقومون بها في حوالي مئة بلد يتواجدون فيها. ووصف الأب الأقدس هذا بمسؤولية جميلة، وأضاف أنه يشكر معهم الرب وذلك لأن العمل التربوي هو عطية قبل كل شيء لمن يقوم به، فهذا عمل يتطلب الكثير ويمنح الكثير. وشدد قداسته على أن العلاقات المتواصلة مع المربين والوالدين، وبشكل خاص مع الفتية والشباب، هي ينبوع إنسانية حي دائما رغم كل المشقة والمشاكل التي يتضمنها هذا العمل. وقال قداسته لأعضاء الرهبانية إنهم يقدمون في علاقاتهم هذه قيم تراثهم التربوي الغني، حيث يربون على المسؤولية والإبداع، التعايش والعدالة والسلام، يربون على حياة داخلية وعلى الانفتاح على المتسامي وعلى حس الانبهار والتأمل أمام سر الحياة والخليقة. وتابع البابا فرنسيس أنهم يعيشون هذا كله ويجدونه في المسيح ويترجمونه في كمال من الإنسانية. وذكَّر هنا بحديث القديس يوحنا بولس الثاني في الرسالة العامة "فادي الإنسان" عن كون الإنسان طريق الكنيسة، وقال لضيوفه إنهم يطبقون هذا في رسالتهم التربوية. وتابع أن هذا هو أيضا أسلوبهم في تطبيق كلمات القديس بولس الرسول "حتى يصوَّر فيهم المسيح"، وأضاف البابا أن إسهامهم الخاص قي الكرازة يكمن في إنماء الإنسان حسب يسوع، ومن هذا المنطلق فإن مدارسهم هي مسيحية لا لمجرد تسميتها بذلك.
 
هذا وتوقف البابا فرنسيس في كلمته عند وعينا بأن العالم يعيش حالة طوارئ تربوية تفاقمت حدتها بسبب تبعات الجائحة. وتحدث بالتالي عن أن التحديين الكبيرين في زمننا، أي تحدي الأخوّة وتحدي العناية بالبيت المشترك، لا يمكن لهما أن يجدا إجابات إلا من خلال التربية، فهما في المقام الأول تحديان تربويان. وشكر الأب الأقدس هنا الله على أن الجماعة المسيحية ليست فقط على وعي بهذا بل هي أيضا ملتزمة في هذا العمل، حيث تسعى منذ فترة إلى بناء طرق جديدة من أجل تغيير أسلوب الحياة. وتابع البابا أن ضيوفه من رهبانية أخوة المدارس المسيحية يشاركون في هذه الورشة بل هم في الصفوف الأمامية، حيث يُربون على الانتقال من عالم منغلق إلى عالم منفتح، من ثقافة الاستخدام والإقصاء إلى ثقافة الرعاية، من السعي إلى المصالح الخاصة إلى التطلع إلى الخير العام. وأكد البابا فرنسيس أن هذا التحول يجب أن ينطلق من الضمائر وإلا فسيكون شكليا فقط. أشار قداسته لضيوفه أيضا إلى أنهم لا يمكنهم القيام بهذا العمل بمفردهم بل من خلال التعاون في ميثاق تربوي مع العائلات والجماعات والجمعيات الكنسية والأطراف التكوينية الحاضرة على أرض الواقع.
 
وفي ختام حديثه إلى المشاركين في الجمعية العامة لرهبانية أخوة المدارس المسيحية التي أسسها القديس يوحنا دي لاسال، أكد البابا فرنسيس لهم أنه ومن أجل القيام بشكل جيد بعملهم يجب ألا يهملوا أنفسهم، حسب ما ذكر، فلا يمكنهم أن يعطوا للشباب ما ليس بداخلهم. وقال قداسته إن التربية المسيحية، التربية في مدرسة المسيح، هي في المقام الأول شهادة، ويكون الشخص معلما بقدر ما يكون شاهدا. ثم أكد البابا فرنسيس لضيوفه صلاته من أجلهم كي يكونوا أخوة لا فقط في اسم رهبانيتهم بل أخوة بالفعل، وكي تكون مدارسهم أيضا مسيحية بالفعل لا بالاسم فقط. ثم شكرهم وشجعهم على السير قدما بفرح في الكرازة بالتربية والتربية عبر الكرازة، كما وبارك الجميع وجماعاتهم سائلا إياهم الصلاة من أجله.