ايمن منير
فهل ذات الله [ الاب ] وكلمتهِ [ الإبن ] وروحهِ [ الروح القدُس ] لهُ مشيئة واحدة ..!!
—————————————
الاب والإبن والروح القدس هُم الله الواحد
فالله موجود بذاتهِ [ الاب ] ناطق بكلمتهِ [ الإبن ] حي بروحهِ [ الروح القدس ]
فالمشيئة واحدة ولكن الإختلاف والتمايُز في كل أقنوم ليس في الطبيعة والجوهر الإلهي ولا في المشيئة وإنما في إختصاص كل كيان [ أُقنوم بعمل مُعين يختص به ]
فالذات الإلهية يختص بالوجود والكينونة
والإبن الكلمة يختص بالنُطق والعقل وهو الذي قام بالتجسُّد والفداء وأخلي ذاتهِ خارجاً من الاب مع عدم إنفصاله عنهُ وأتيا إلي الارض مُتجسِّداً
والروح القدس يختص بالحياة فهو حياة الله في ذاتهِ وهو المُذكِّر والمُعلم والمُعزِّي
————————

كما ان كل اقنوم ليس وحدهُ الذي يختص بإختصاصهِ الاساسي ولكن الاقنومان الآخران لهما نفس طبيعة وجوهر كل اقنوم .. اي ان ليس الذات الإلهية وحدهِ مَن يختص بالوجود والكينونة ولكن ايضاً الأُقنومان الاخران لهُما نفس الإختصاص والطبيعة والجوهر
وهكذا الكلمة [ الإبن ] ليس وحدهِ المُختص بالفداء والتجسُّد فالاب ايضا والروح لهُم نفس الإختصاص ضمنيا لوجودهُم لاهوتيا بالكلمة والكلمة فيهما كما قال الرب يسوع انا في الاب والاب فيا ومَن رأني فقد رأي الاب
وكذلك الروح القدس
ليس وحدهِ المُختص بالحياة
لان الإبن ايضا لهُ حياة في ذاتهِ والاب لهُ حياة في ذاتهِ
ولكن المشيئة واحدة
ومِن هنا إذا نظرنا للأمر جيداً سنجد أيضا بناء علي ان الطبيعة والجوهر واحد ليس هُناك إختلاف ولا تمايُز بينهما سوي ان الإبن هو من تجسَّد واخلي ذاتهِ أتياً إلي الارض لأجل الفداء والخلاص
————————

فانت نفس وجسد وروح
حينما تُريد أن تُعطي قراراً في شيئ يُقال لك استفتي قلبك الذي هو الجسد
فأنت تُعطي قراراً واحداً ولا يُعطي جسدك قرار وروحك قرار ونفسك قرار
فالقرار والمشيئة الخارجة منك هو قرار واحد وليس ثلاثة
• حينما نقول ان الشمس لها قُرص بالسماء إختصاصهِ ان يظل قابعاً في مكانهِ فلو تحرك لأحترقنا جميعاً
والنور الخارج من القرص ولم ينفصل عنهُ إختصاصهُ إنارة العالم والحرارة الخارجة من القرص ولم تنفصل عنهُ إختصاصُها تدفئة الكون
———————

فهل يُمكننا القول ان قرار إفتراش الارض بالنور والحرارة اخذه النور بمُفردهِ ..!! كيف والحرارة معهُ وهُما الإثنان خارجان مِن القُرص
وهل نستطيع القول ان الحرارة مَن إتخذت القرار ..!! كيف والنور معها والإثنان خارجان مِن القُرص
وهل يُمكننا ان نقول ان القُرص هو مَن اعطي القرار ..!! كيف والنور والحرارة مُشتركان معهُ وخارجان منهُ
لذلك نقول الشمس تُضيئ الكون
وهي شمس واحدة وليس ثلاثة شموس
سؤال :- هل صُلِّب الاب والروح القدُس مع الكلمة [ الإبن ]
الإجابة :-
عندما نقول ان النور الواحد مع قرص الشمس نزل إلي الارض وفي اتحادهِ بالقُرص لهُ نفس طبيعة الشمس وجوهرها المُلتهب بالنور .. [ اللاهوت لان اللاهوت نار ونور لا يحدهُ مكان ولا زمان ] فهل نزل مع النور القُرص بهيئتهِ وشكلهِ ..!! لا بالطبع ولكن النور واحداً والقُرص لان النور في القُرص والقُرص في النور / فالنور والقُرص طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وجوهر واحد
وهُنا القياس مع الفارق بهذا التشبيه
————————

فالكلمة موجود بالذات الإلهية مُنذ الازل وقبل التجسُّد لانهُ نُطق الله العاقل وعقلهِ الناطق / وبعد التجسُّد أيضا [ نزولهِ علي الارض [التجسُّد] وصلبهِ وقيامتهِ ] فهو واحد أيضا وذاتهِ لم ينفصل عن ذاتهِ / ولكن الذات مع انه واحد والكلمة إلا أن الكلمة هو مَن تجسَّد ومات بالجسَّد الإنساني وقام من بين الاموات في اليوم الثالث / ولذلك نقول ان هُناك تمايُز في عمل كل أُقنوم ولكن الذات وكلمتهِ وروحهِ واحد في الجوهر الإلهي والطبيعة الإلهية والمشيئة أيضا / فاللاهوت الذي في الاب هو الذي في الإبن هو الذي في الروح القدس .. فحينما كان الإبن [ الكلمة علي الصليب ] لم يُصلب معهُ جسدياً الاب ولا الروح القدُس / لان الإبن هو مَن تجسَّد ولكن لاهوتيا اي باللاهوت الإلهي للطبيعة الإلهية الواحدة والجوهر الواحد / فالاب موجود في الإبن دائما وحينما كان علي الصليب وبعد الصلب والموت والقيامة والصعود كذلك الروح القدُس كما أن اللاهوت لا يموت
 أحبائَّنا .. لا يستطيع احد ان يقول المسيح رب إلا بالروح القُدس أو مَن يختارهُ الرب ليكون مِن المُخلصِّين المفديين الوارثين لملكوت السماوات .. ولكن الكتب السمائية واعمال المسيح تشهد لهُ
وكتاب الإخوة المُسلِّمين ايضا شهد لهُ في الخلق الذي لا يُعطيه الله لآخر
 يقول في سورة الحِّجر / لن تستطيعوا ان تخلقوا ذباباً ولو إجتمعتوا لهُ
ويقول الله بالعهد القديم / انا الرب هذا إسمي ومجدي لا أُعطيهِ لاخر ولا تسبيحي للمنحوتات
فالخلق لايُعطيه الله لأحد
 المسيح خالق / فاخلق لكم من الطين كهيئة الطير
اما كلمة باذن الله فلقد أضافها كاتب القرأن / لان الله لو جعل ان احداً يخلق بإذنه حتي ..!! فمن المُمكن ان هذا الذي اعطاه الله سُلطان الخلق يسحب الملك والسجادة من تحت الله نفسهِ ..!! بأن يخلق ملكوتاً وعالماً جديداً يكون هو ايضا الله بهذا العالم وبذلك لايكون الله مُنزهاً حاشا لله ..!!
كما شهد القرأن بلاهوت المسيح شهادة صريحة لا مُنازع لها
حينما قال / إن الله يُبشرُك بكلمة [ منهُ ] [ إسمهُ ] وليس إسمُها .. لكي يعود المُضاف إليه إلي الله نفسهِ .. لان هذا الكلمة هو النُطق والعقل وليست الكلمة المنطوقة التي تقرع الاذان

كذلك قال صراحة / لقد أرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا .. فالله لهُ روح يحيا بها وليس جبريل وبشهادة القرأن أيضاً .. ولكن عُلماء الإسلام فسروه تفسير خاطئ علي انه جبريل مع ان القرأن يوضح الفرق والإختلاف بين روح الله والملائكة / في قولهِ تنزيل الملائكة والروح .. وقال هُنا والروح للفصل بين الملائكة وروح الله وإلا لكان دعي الملائكة دائماً بروح الله ولم يأتي اي ذكر للفظ ملائكة ..!!
كذلك قال / إن المسيح عيسي بن مريم كلمة الله وروحهِ
ليؤكد علي لاهوت المسيح ليس بالكلمة فقط التي هي كلمة الله بل بإنهُ روح الله ايضا
وأما عن أين قال المسيح في الإنجيل لفظيًا انا الله فأعبدوني ..!؟ فكثير جداً وإليكم بعض من الأيات

• ليس كل من يقول ليّ يارب يارب يدَّخُل ملكوت السماوات .. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات." (مت 7: 21)  
• كثيرون سيقولون ليّ في ذلك اليوم يارب يارب أليس بإسمك تنبأنا وبإسمك أخرجنا شياطين وبإسمك صنعنا قوات كثيرة ..؟ " (مت 7: 22).
• ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبُس سأل تلاميذهِ قائلا: « من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان ..؟ » فقالوا:
« قوم: يوحنا المعمدان وآخرون: إيليا وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء » قال لهُم: « وأنتم من تقولون إني أنا ..؟ » فأجاب سمعان بطرس وقال: « أنت هو المسيح ابن الله الحي » فأجاب يسوع وقال له: « طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحمًا ودمًا لم يُعلَّن لك لكن أبي الذي في السماوات .. وأنا أقول لك أيضًا: أنت بُطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها .. وأُعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطهُ على الأرض يكون مربوطا في السماوات .. وكل ما تحلهُ على الأرض يكون محلولاً في السماوات» (مت 16: 13-19).
في ذات يوم جاء احد عمال النظافة [ الذي يعمل  في شركة صغيرة مُتعاقدة مع شركة كبري لازالة القمامة ] وسأل احد موظفي هذه الشركة الكبري  : من هو صاحب هذه الشركة ..؟ فأجابهُ الموظف  إنه ( فُلان ) فسأله الزبال  هل انت متأكد؟ اجابه : نعم . فسأله الزبال هل قال لك ( فُلان ) صراحة  إنهُ صاحب الشركة ..؟ أجابهُ : إنه يتصرف في الشركة كما يشاء .. يتصرف في ميزانيتها المالية وفي تعيين الموظفين وفي تحديد اوقات العمل وفي كمية الإنتاج وفي سلطانهِ كل القرارات الهامة بإدارة الشركة ..  وهو الذي يعطيني  رأتبي .. فسألهُ الزبال متي قال لك ( فُلان ) إنه صاحب الشركة  ..؟ فأجابهُ : لقد صرَّح مرات عديدة إنه هو صاحب الشركة..  فسألهُ الزبال : هذا لا يعني انه صاحب الشركة.. فسألهُ: هل تعرفهُ ..!؟ فأجابهُ الزبال: انا لا اعرف الرَّجُل ولكني سمعت من احد أصدقائي الزبالين أنه ليس صاحب الشركة..!! فقال لهُ الموظف : هل بعد كل ما ذكرت لك من أسباب وحقائق وانت لا تعرف الرجل ومازلت تسألني ما اذا كان هو صاحب الشركة  ..!؟  

هكذا يأتي الإخوة المسلمون بنفس الطريقة ويسألون سؤالهِم الذي حفظوة وإعتادوا ترديدهُ( أين قال المسيح في الإنجيل انا الله فأعبدوني ..؟ ) ..!!
 فنُجيبهُ : لقد عمَّل الرب يسوع أعمالاً تخُص فقط الرب الإله الحقيقي  فقد غفر الخطايا بسُلطانهِ .. وخلق عينان للمولود أعمي .. وكان له سُلطان علي الطبيعة .. ووعَّد بالحياة الأبدية لكل من يؤمن بهِ .. وعلِّم افكار الناس .. وعلَّم بسُلطان مُعطيًا وصايا لكي يحفظها الناس .. وأقام الموتي بكلمته.. و....  وقد قال "  من رآني قد رأي الآب "  و : أنا والآب واحد " و أن كل من يؤمن بي تكون له حياة أبدية  (( وأنا اقيمه في اليوم الأخير )) .. و " انا في الآب والآب في " و ... فيتجاهلون ويتعامون عن كل هذه الأدلة والحقائق ويصرون علي سؤالهِم ..!!
ورغمًا عن ذلك ربنا يسوع المسيح قال أنه الله
مُشكلة إخوتنا المُسلِّمين أنهُم غير قادرين علي إستيعاب ان لفظ الله ليس موجوداً في اللغه العبريه 👇👇👇
= ( أين قال المسيح أنا الربُ فأعبدونى ..؟ )
= عندما سئل فيلبس المسيح قائلاً "يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا " (يوحنا14: 8 )

= فقال له السيد المسيح بضوح شديد " أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟" ( يوحنا 14 : 9 )
= فهل هناك تصريح أوضح من ذلك ؟
= ويكمل المسيح قائلاً  " أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ (الْحَالَّ فِيَّ ) هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ."
= ثم يُكمل المسيح قائلاً "  صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا."  ( يوحنا 14 : 10-11 )
= لذلك يقول فى ( يوحنا 14 : 7 ) " لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ "
= السؤال : كيف رأوا الله وعرفوه ..؟
= الإجابة : لأنهم رأوا المسيح ، وهذا يؤكد أنهُ والأب واحد .. أى أن المسيح هو ( الله الظاهر فى الجسد )
= لذلك عندما قال له فيلبس ( أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا ) فيرد المسيح قائلاً (  أَنَا هو الله الظاهر فى الجسد الذى مكث معكم هذة المدة .. ولم تعرفهُ يا فيلبس )
= وهذا تصريح واضح من المسيح أنهُ الله الظاهر فى الجسد .

= فالمسيح نبى بالجسد من أجل تتميم عمل الفداء وإله لأن كل ماهو للاب هو للأبن الكلمة الأزلية " الحى القيوم " أى القائم بذاته من بين الأموات  وستنظرة كل عين فى مجيئه الثانى لكى يدين الأحياء والأموات .
=   لذلك قال المسيح فى ( يوحنا 10 : 37-38 ) "  إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي * وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ "

 = فأعمال السيد المسيح كلها هى أعمال الله ومنها (( قوة الخلق لله وللمسيح ايضاً / إحياء الموتى لله وللمسيح / علم الغيب لله وللمسيح / علم الساعة لله وللمسيح / الحكم والإدانة لله وللمسيح / الله الحى القيوم لله والمسيح أيضاً / العصمة لله وحده وللمسيح / قدرة الشفاء من الأمراض لله وحدة وللمسيح / إرسال الرسل لله وحده وللمسيح / منح الرزق للبشر لله وحده وللمسيح / السجود لله وللمسيح / العبادة لله وحده وللمسيح / الشفاعة لله وللمسيح / التحريم والتحليل لله وحده وللمسيح )
= فلا توجد صفة من صفات الله إلا وهى فى المسيح يسوع .. فكيف نقول بعد ذلك أن ربنا يسوع المسيح مجرد نبى عظيم فقط ..!!