سليمان شفيق
في هذا التقرير نكشف بشكل أولى عن ملامح السياحة الدينية المسيحية في العالم والتى ترتبط بالمسيح والعذراء وكنائسهما أو ما يمس الإيمان المسيحى من مزارات أو معجزات، لنبدأ بالأراضى المحتلة لأنها «مربط الفرس» من تلك المنطلقات، حيث توجد كنيسة المهد وكنيسة القيامة وغيرهما من الأماكن المقدسة المسيحية.. في ٢٠٠٨، وصل عد السائحين في إسرائيل لأكثر من ٣ ملايين سائح، ويأتى أكبر عدد من السياح من الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، وألمانيا، ومنهم نحو نصف مليون من دول إسلامية، وفق ما نشرت صحيفة هاآرتس، وأغلبهم يأتون من دول غير عربية مثل تركيا وإندونسيا وماليزيا، وعدد أقل من الدول العربية نحو ١٠٠ ألف من المغرب وتونس والأردن ومصر والخليج، وأضافت الصحيفة أن أعداد السائحين من الدول الإسلامية زادت بنسبة ٢٠ ٪ مؤخرا نتيجة فتاوى مجموعة من الفقهاء في دول الخليج منذ ثلاث سنوات، الخلاصة أن إسرائيل، الدولة العدوانية، تستطيع أن تجذب سنويا من ثلاثة إلى أربعة ملايين سائح دينى، نحو نصف مليون منهم من الدول العربية والإسلامية.. لماذا؟ الإجابة لأن إسرائيل تمتلك عددا بسيطا من الشركات السياحية لا يتجاوز الخمسين شركة، ولكن كلها تمتلك فروعا لها في أهم الدول الجاذبة للسياحة الدينية بما في ذلك مصر التى كانت عدوا أساسيا وهناك قرار مجمع مقدس من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولكنها استطاعت أن تجذب شركاء لها في مصر.

فرنسا: تمثل السياحة ثلث الدخل القومى، ووصل عدد السياح عام ٢٠١١ إلى ٧٩،٥ مليون سائح، منهم ١٠ ٪ سياحة دينية، أى نحو ثمانية ملايين، لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة، وأغلبهم من الأمريكتين.. ويزورون كاتدرائية نترودام في باريس، وعذراء لورد وغيرهما.

إيطاليا: يزور إيطاليا نحو ٤٣.٧ مليون سائح سنويا، السياحة هى واحدة من أسرع القطاعات نموا في إيطاليا وأكثرها ربحية مع عائدات تقدر بنحو ٤٢.٧ مليار دولار.. و٢٠ ٪ من هؤلاء يزورون الأماكن المقدسة في إيطاليا والفاتيكان، أى نحو عشرة ملايين يزورونها لزيارة الأماكن المقدسة.

إسبانيا: احتلت إسبانيا المرتبة الثانية بعد فرنسا سياحيا ويزورها ٦٠ مليون سائح سنويا منهم ١٥ ٪ سياحة دينية نحو ٨ ملايين، وتمتلك شركات السياحة الدينية في إسبانيا شركاء وفروعا في كل دول أمريكا اللاتينية.

أمريكا اللاتينية: عدد سكانها يفوق المليار مواطن ٩٥٪ منهم مسيحيون كاثوليك، منهم ١٦٣ مليونا يزورون ١٨ دولة في العالم سياحيا، وللأسف مثلا لم يزرنا في مصر عام ٢٠١٧ سوى ١٣٢٧ سائحا!!
ولا نملك لا شركاء ولا فروعا لشركاتنا السياحية في أى دولة منها.

أيضا إننا ننسى نحو ١٠٠ مليون مسيحى في روسيا، منهم مليونان سنويا يحجون إلى القدس، وإثيوبيا وغيرهما، وأخيرا أتمنى أن نجرى أبحاثا حقيقية وليس كلمات حماسية ووقفات، وكلاما «لايودى ولا يجيب".

إذن نحن أمام ١٠٠ مليون سائح دينى في العالم في نحو عشرين دولة، يشكلون ١٥ ٪ من مجمل السياحة للدول الكبرى في العالم، ولا تملك تلك الدول «باستثناء إسرائيل التى بها القدس وبيت لحم والناصرة»، ولا يوجد في أى دولة أخرى غير مصر وإسرائيل أماكن مقدسة للمسيح والعذراء والعائلة المقدسة، ورغم ذلك هناك أكثر من ٩٠ مليون مسيحى يزورون سنويا آثارا مسيحية مقدسة، ولكنها لا ترتبط بالعائلة المقدسة، ورغم ذلك لا نكتشف ولا نبحث في ذلك.