اعدها لكم : الباحث مجدى سعدالله  
اهم ما يميز الاربعين يوما بين قيامه السيد المسيح وصعوده . ظهوراته لتلاميذه . لقد اكدت هذه الظهورات حقيقه قيامته من بين الاموات بما  لا يدع مجال لاى شك(اع 1 :3 )
 
ورفعت من معنويات الرسل .كما ان هذه الفترة كانت بمثابه فترة تمهيديه لاعمال الخدمه والكرازة فى المستقبل القريب . 
 
لم تكن تلك اللقاءات ظهورات خاطفه . بل امتدت واستطالت . ومن امثلتها الرحله التى صحب فيها الرب تلميذى عمواس وهى نحو سبعه اميال . وخلال هذه الرحله ( ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصه به فى جميع الكتب ( لو 24 : 13)
 
لقد ظل الرب يسوع يظهر لتلاميذه بعد قيامته المقدسه مرات كثيرة . لقد اراهم نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويكلمهم عن كل الامور  المختصه بملكوت السموات . 
 
وفيما هو ياكل معهم اوصاهم ان لا يبرحوا اورشليم بل عليهم ان ينتظروا حلول الروح القدس عليهم . فيلبسوا  قوة من الاعالى وبعد ذلك ينطلقون الى جميع الامم يبشرون بالانجيل ويعمدون المومنين . 
 
و بعد اربعين يوما من قيامته المقدسه. كان صعوده من فوق جبل الزيتون القريب من اورشليم . رفع يديه وبارك تلاميذه والجموع  وفيما هو يباركهم . افترق عنهم وصعد الى السماء فى العلن بمراى من جميع تلاميذه ومعهم جموع كثيره من المومنين . من الرجال والنساء ومن بينهم العذراء القديسه مريم .
 
وبينما عيونهم شاخصه الى السماء والمسيح منطلق الى السماء . اذا سحابه حجبته عن عيونهم . واذا ملاكين قد وقفا عندهم بلباس ابيض وقالا لهم : ( ايها الرجال الجليليون ما بالكم تنظرون الى السماء . ان يسوع هذا الذى ارتفع عنكم الى السماء سياتى هكذا كما عاينتوه منطلقا الى السماء . فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم ( لو 24: 52
 
وفى اورشليم اجتمعوا فى العليه التى كانت فى بيت ام مار مرقس الرسول الكاروز . وهناك كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاه والطلبه مع نساء مؤمنات فى مقدمتهم مريم العذراء . وفى هذه الفترة كان لابد ان يختاروا تلميذا خلفا ليهوذا الخاين . 
 
وفى يوم الخمسين لقيامه السيد المسيح . وفى الساعه الثالثه بالتوقيت العبرى. التاسعه صباحا بتوقيتنا . واثناء احتفالات اليهود فى اورشليم باحد اعيادهم الكبرى . وهو عيد الخمسين . حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ . وجميع الموجودين بالعليه .بينما كانوا مجتمعين بها بنفس واحدة . 
 
اذ صار بغته من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفه . وملء كل البيت حيث كانوا جالسين . وظهرت لهم السنه منقسمه كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم . وامتلا الجميع من الروح القدس ( اع 2 : 1 - 4 )
 
لقد اختار الرب هذه المناسبه عند اليهود موعدا لمولد كنيسته . لذا يحسن ان نتوقف قليلا لنعرف شيئا عن هذا العيد عن اليهود : لهذا العيد اليهودى ثلاث تسميات : عيد الحصاد . وعيد اوائل الثمار . وعيد الاسابيع . واطلق عليه ايضا عيد الخمسين لانه يقع فى اليوم الخمسين بعد الفصح اليهودى . 
 
ويصف يوسيفوس المؤرخ اليهودى هذا العيد ويتكلم عن عشرات الالاف الذين كانوا يجتمعون حول الهيكل فى هذه المناسبه وكان عدد كبير من اليهود الوافدين من بلاد بعيده يحضرون الى اورشليم لحضور عيد الفصح . وكانوا يبقون فى اورشليم حتى يحضروا هذا العيد .
 
كان عيد الخمسين بحسب ما جاء فى الكتب المقدسه هو عيد الحصاد . او عيد اوائل الثمار . او عيد الاسابيع . لكنه ايضا طبقا لتقليد الروبيين فى التلمود . هو عيد الاحتفال السنوى بتذكار تسلم الشريعه فى سيناء . فقد قيل ان موسى النبى استلم الشريعه فوق جبل سيناء فى اليوم الخمسين لخروج بنى اسرائيل من مصر . 
 
لاشك ان الله الذى يتمم كل اموره بحكمه . اختار مناسبه هذا العيد ليجعل منه عيدا لمولد كنيسته على الارض . كانت فرصه هذا العيد اليهودى اكثر ملاءمة لتاسيس الكنيسه المسيحيه من عده وجوه . 
 
كانوا يحتفلون به كعيد لحصاد المزروعات فاضحى عيدا لحصاد الزرع الجيد الذى هو بنو الملكوت ( من 13 : 38 ) وكانوا يحتفلون به كعيد لاوائل الثمار . فغدا فى المسيحيه  عيدا لاوائل الثمار الخلاصيه حين انضم الى الكنيسه فى ذلك اليوم ثلاث الاف نفس .
 
كانوا يحتفلوا به كتذكار لاعطائهم الشريعه المكتوبه على لوحين من حجر . فاصبح عيد الروح القدس . روح الحياه . الذى كتبت به وصيايا الله . ومهما يكن من امر فان حلول الروح القدس على التلاميذ فى ذلك اليوم . لهو اكبر معجزه فى حياة البشر الداخليه . لانهم به نالوا طبيعه جديدة عوضا عن الطبيعه القديمه التى افسدتها الخطيئه . 
 
لقد حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ كالسنه من نار فاشعلهم واشعل العالم بهم بنار ونور الكرازة . وهذه النار الهبت قلوبهم وارواحهم للخدمه ومنحتهم قوة وتحولوا الى شعلات  من نار . انتشرت فى العالم فاشتعل العالم بنار الكرازه ونورها .
 
بركه ابائنا الرسل القديسين الذين حملوا الايمان المقدس الينا تكون معنا . وبمناسب صوم ابائنا الرسل القديسين نتبارك ان نقدم لكم   خلال هذا الصوم المقدس  . بعض نماذج من قديسى المسيحيه تلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر  او السبعين  رسولا . كذلك نرجو ان نتحدث عن تلاميذ الرسل  . بركتهم المقدسه تشملنا جميعا .