سياسى نيجيرى يؤكد ارتفاع عدد الضحايا الى 100 قتيل ومخاوف من عمليات اخرى
نادر شكرى 
مازال المسيحيون فى نيجيريا يعانوا ويلات الارهاب الذى يستهدفهم من حين لاخر عن طريق الجماعات الارهابية ومنهم جماعة " بوكو حرام الارهابية " ،حيث هاجم هاجم مسلحون كنيسة كاثوليكية في ولاية أوندو في جنوب غرب نيجيريا ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 50 مسيحيا واصابة 100 اثناء قداس للصلاة .
 
ووقع الهجوم خلال القداس الصباحي في كنيسة القديس فرنسيس الكاثوليكية في مدينة أوو في جنوب غرب نيجيريا والتي هي بمنأى نسبيا من هجمات الجهاديين والعصابات الإجرامية النشطة في مناطق أخرى من البلاد.
 
صرح الناطق باسم مكتب حاكم ولاية أوندو ريتشارد أولاتوند بأن "مسلّحين استخدموا ديناميت انفجر داخل الكنيسة في بلدة أوو قبل أن يتم إطلاق النار عبر النوافذ أثناء قداس". هذا الهجوم الذي وصفه الرئيس محمد بخاري بأنه "جريمة قتل بشعة استهدفت مصلين" لم تُعلن اي جهة عنه بعد، أدى كذلك إلى إصابة العديد من الأشخاص بحسب السلطات
 
صرح السياسي المحلي بولاية أوندو جنوبي نيجيريا أولوولي أوجونمولاسوي بأن حصيلة ضحايا الهجوم على كنيسة كاثوليكية ارتفع إلى مئة قتيل، مضيفا أن هناك الكثير من الأطفال والسيدات الحوامل بين الضحايا.
 
•  مخاوف من استهداف مسيحيي الجنوب
ونفذت جماعات جهادية وإجرامية العديد من الهجمات على كنائس في شمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة خلال السنوات الماضية، إلا أن مناطق الجنوب ذي الأغلبية المسيحية لم تكن يشهد مثل هذه الهجمات
 
تعتبر الهجمات التي تستهدف الأماكن الدينية حساسة في نيجيريا حيث تندلع توترات أحيانا بين مجتمعات مختلفة، في بلد تسكن جنوبه غالبية من المسيحيين، فيما تهيمن غالبية مسلمة على شماله.
 
وتشهد أجزاء من شمال غرب نيجيريا وشمال وسطها هجمات متزايدة من عصابات مدججة بالسلاح تدهم القرى وتستهدف بلدات ومدارس حيث تنفّذ عمليات خطف جماعي.
 
وينتشر الجيش النيجيري على جبهات عدة في محاولة لوضع حد لانعدام الأمن. ويشهد شمال شرق نيجيريا تمردا جهاديا منذ 12 عاما فيما يتعرض شمال غربها ووسطها لترهيب عصابات النهب والخطف مع بروز حركات انفصالية في الجنوب الشرقي.
 
واستهدفت جماعة بوكو حرام الجهادية في شمال شرق البلاد الكنائس في الماضي في إطار الصراع في نيجيريا الذي أودى بحياة 40 ألف شخص وشرد مليونين آخرين.
 
وتعد عمليات الخطف شائعة في معظم أنحاء نيجيريا لكن الهجمات المسلحة مثل تلك التي وقعت الأحد، نادرة في جنوب غرب البلاد الهادئ نسبيا.
ودعا روتيمي أكريدولو حاكم ولاية أوندو في بيان قوات الأمن إلى العثور على المهاجمين بعد هذا "الهجوم السافر والشيطاني".
 
ويتعرض المسيحيين النيجيريين الذين يمثلون نصف سكان الولايات الشمالية الإثنى عشر، التي تُطبَق فيها أحكام الشريعة الإسلامية إلى شتى أصناف الاضطهاد من قبل قبائل الفولاني وتنظيم بوكو حرام، فهم يُذبحون ويهجرون من أراضيهم وتهدم كنائسهم وتختطف بناتهم ويسبين ويرغمن على الزواج، ويعانون من ظروف معيشية صعبة، فلا يكادوا يجدون مقومات الحياة الأساسية من طعام وملبس ومساكن تأويهم، فقد أُجبروا على هجرة مزارعهم، إلى مدن أخرى لا يملكون فيها شيء.
 
•  البابا فرنسيس يصلى لاجل الضحايا 
وأعرب البابا فرنسيس عن أسفه لمقتل "عشرات المؤمنين" في هذه الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدا أنه يصلي من أجل الضحايا.
 اصدر البابا فرانسيس بيانا اكد فيه "انه تبلغ بالهجوم (الذي وقع) في كنيسة أوندو بنيجيريا ومقتل عشرات المؤمنين بينهم العديد من الأطفال خلال قداس عيد العنصرة". وأضاف "بينما تتضح تفاصيل الحادث يصلي البابا فرنسيس من أجل الضحايا والوطن المتضرر بشكل مؤلم خلال احياء قدا احتفالي".
وفي البرقية التي وقعها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، والموجّهة إلى المطران جود أروغونداد، أسقف ولاية أوندو، جنوب غرب نيجيريا، أكد البابا فرنسيس عن قربه الروحيّ من المتضررين جراء "هذا الهجوم العنيف الذي لا يوصف".
 
جاء في البرقيّة: “ونحن نوكلأرواح الموتى لرحمة الله القدير، ونطلب الشفاء والعزاء للجرحى والحزانى، يصلي ”البابا" من أجل اهتداء أولئك الذين أعماهم الكراهيّة والعنف، حتى يختاروا بدلاً من هذه الأعمال طريق السلام والاستقامة". ورفع قداسته الصلاة لكي يستمطر الرّب من بركاته الإلهيّة التعزيّة والقوّة على الأسقف والمؤمنين في الأبرشيّة "لكي يواصلوا عيش رسالتهم الإنجيليّة بأمانة وشجاعة".
•  ادانات دولية 
 
أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم المروع الذي استهدف إحدى الكنائس بولاية أوندو النيجيرية، جنوب غرب البلاد، وأسفر عن وقوع العشرات من الضحايا بجانب عدد من المُصابين.
 
أعربت مصر، حكومةً وشعبًا، في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية، عن صادق مواساتها وخالص تعازيها لحكومة وشعب جمهورية نيجيريا الفيدرالية الشقيقة ولأسر الضحايا، متمنيةً سرعة الشفاء لكافة المُصابين، ومؤكدةً على تضامنها الكامل مع نيجيريا في مواجهة كافة أشكال العنف ووقوفها بجانبها في هذا الظرف الأليم.
 
و أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة جنوب غربي نيجيريا، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء.
 
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف، والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.

•  الكنائس المصرية تدين 
أدانت  الكنائس المصرية  الهجوم الارهابى على ونعت  شهداء الحادث الإرهابى، مؤكدا أن مثل هذه الأحداث تحركها كراهية آثمة لا تقدس الحياة الإنسانية التى كرمها الله. ورفعت الكنائس الصلاة لأجل عزاء الشعب النيجيرى ولجميع ذوى الشهداء، والشفاء للمصابين، ونتضرع إلى الله من أجل سلام العالم وطمأنينة الشعوب، وسيادة لغة المحبة والعيش المشترك".
 
•  الأمم المتحدة تدين بشدة الهجوم على كنيسة 
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش -بأشد العبارات- الهجوم الشنيع الذي تعرضت له كنيسة القديس فرنسيس الكاثوليكية في مدينة أوو بولاية أوندو النيجيرية، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين أثناء تجمع الناس للاحتفال بعيد العنصرة.
 
وأكد الأمين العام -في بيان نُشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة- أن "الهجمات على أماكن العبادة مقيتة"، وحث السلطات النيجيرية على "بذل قصارى جهدها لتقديم الجناة إلى العدالة".
 
وتقدم جوتيريش بأحر التعازي لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، كما عبَّر عن تعاطفه وتضامنه مع حكومة وشعب نيجيريا.
 
ومن جانبه، أدان الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميجيل أنخيل موراتينوس -بشدة- الهجوم على كنيسة القديس فرانسيس الكاثوليكية.
 
وأشار موراتينوس إلى خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، التي وضعها مكتب تحالف الأمم المتحدة للحضارات، ودعا جميع الحكومات وأصحاب المصلحة المعنيين لدعم تنفيذها، كما دعا الشباب والمجتمعات الدينية العالمية للانضمام إلى دعوة التحالف العالمية للعمل من أجل كفالة عبادة آمنة للجميع، "للمساهمة في الاحتفال بعالمية المواقع الدينية كرموز لإنسانيتنا وتاريخنا وتقاليدنا المشتركة".
 
•  توغل داعش فى غرب افريقيا
قال الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، مصطفى زهران، إن حادث استهداف الكنيسة الكاثوليكية في نيجيريا لا تزال أهدافه غير معلنة حتى الآن.
 
أضاف زهران أن التنظيمات الجهادية، خاصة "داعش"، دأبت في السنوات الأخيرة على استهداف الأقليات المسيحية في البلدان العربية والإسلامية، ثم انتقلت إلى دول شرق وغرب إفريقيا، بالإستراتيجية ذاتها دون تغيير. 
 
وأكد أنه بـ"تتبع الأحداث الإرهابية التي أصبحت شبه دورية في الدول الإفريقية يظهر مدى التهديدات التي تمثلها تلك الجماعات المسلحة حيال المدنيين من المسلمين والمسيحيين، إلى جانب النساء".
 
وتابع: "نيجيريا مثل أغلب الدول الإفريقية، من السهل بث روح العداء بين مكونات شعبها، خاصة أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية، والجماعات الجهادية في معظم دول العالم تلعب على هذا الوتر الطائفي".   
 
وقال زهران إن "الانقسام الذي حدث داخل جماعة بوكو حرام، انتهى بتقوية نفوذ وشوكة الجناح الموالي لتنظيم داعش في شرق وغرب إفريقيا، وهو التنظيم الذي نجح خلال السنوات الأخيرة في تسديد ضربات موجعة للقوات الإفريقية والغربية". 
 
وأكد أن "تنظيم داعش نشط في غرب إفريقيا بقدر كبير بعد فقدانه السيطرة على العواصم الرئيسية في الشرق الأوسط، ما دفعه إلى إعادة تموضعه من جديد في إفريقيا".وأضاف: "دول إفريقيا لا تقوى على مواجهة الإرهاب لعدة أسباب، أبرزها البيئة والحاضنة الشعبية للأفكار المتطرفة والتضاريس الجبلية والصحراوية وانتشار الغابات، لكن أخطر الأسباب على الإطلاق هو غياب الحكم الرشيد".
 
ومضى مفسرا: "الفساد استشرى في الدول الإفريقية، إلى حد تورط بعض المسؤولين في الحكومات بعمليات تهريب وتجارة سلاح وغيرها من الجرائم المنظمة، وهو ما يضعف قوة الدولة على مواجهة الإرهاب".
 
من جهته، قال الباحث في الشؤون الإفريقية عباس محمد صالح  إن نيجيريا لها تاريخ طويل من العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين.
وأضاف صالح: "بجانب العنف الطائفي تبرز العصابات الإجرامية والعنف العرقي بين مجموعات الرعاة المسلمين، والمزارعين المسيحيين في المنطقة المعروفة بـ(الحزام الأوسط للبلاد)".
 
وأكد أن "أسباب العنف الديني والعرقي في نيجيريا معقدة، نظرا لتعدد الجماعات والعصابات المسلحة، وبالتالي لا يمكن الجزم بحقيقة الجهة التي تقف وراء حادث استهداف الكنيسة الكاثوليكية الأخير".
 
وأشار إلى أنه "في ظل استمرار العنف من قبل حركة بوكو حرام، نجد أيضا عودة قوية لجماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان والمعروفة اختصارا بـ"أنصارو" في الآونة الأخيرة". 
 
وأضاف: على ما يبدو أن قدرة أجهزة الدولة، خاصة المعنية بفرض القانون، تتآكل بشكل كبير ولا تستطيع السيطرة على المجموعات الإرهابية المسلحة. 
 
وسجلت وحدة الشأن الإفريقي بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة، أن نيجيريا شهدت خلال إبريل الماضي 11 عملية إرهابية، أسفرت عن قتل 248 شخصًا، وإصابة 77، واختطاف 70 آخرين.