الباحث مجدى سعدالله 
 
الاحباء المباركين : لست اجد  اعظم من تلك الملحمه المقدسه التى نظمها الروح القدس . وكتبها القديس بولس الرسول . وعاشها الاباء الرسل عملا واختبارا وهذه هى كلماتها : 
 
( الذين بالايمان قهروا ممالك ... سدوا افواه اسود .. اطفاوا قوة النار .. نجوا من حد السيف . تقووا من ضعف . صاروا اشداء فى الحرب . واخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة . واخرون تجربوا فى هزء وجلد .. ثم فى قيود ايضا وحبس . . 
 
رجموا  .. نشروا .. جربوا .. ماتوا قتلا بالسيف . طافوا فى جلود غنم وجلود مغزى .. معتازين .. مكروبين .. مذلين وهم لم يكن العالم مستحقا لهم . تايهين فى برارى وشقوق الارض ) عبر 11: 33)
 
ليس هذا تاريخا نحكيه .. وانما هى مواقف تنبع منه ونبضات حيه تجسد لنا الايمان المسيحى .. سلوكا واختبارا .. يتمشى بين الاجيال . اختبارا حيا يعبد طريقا  ملوكيا 
 
رسمه  لنا الاباء بجهادهم . يرفع قلوبنا وارواحنا الى مشارف السماء . ويشد الحاظنا الى الابديه فى نور القديسين
 ..شهيه جدا هى اختبارات القديسين 
 .وشهيه بالاكثر  لمن يذوق حلاوتهم .. 
 
ان كان المؤمنون خاصته . فتلاميذه هم خاصته الخاصه . فى محبته لهم اختارهم . وارسلهم ليحملوا اسمه وينشروا ملكوته على الارض وفى ذلك قال لهم (لستم انتم اخترتمونى  . بل انا اخترتكم . واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم (يو 15 
 
لقد احبهم حتى المنتهى فكشف لهم مشيئته ودعاهم احباء واخوة . وفى محبته لهم ملاءهم من كل معرفه وعلمهم . ومن محبتهم لهم وعدهم بالروح القدس . فقال لهم : ( لا اترككم يتامى فانى اطلب من الاب ان يعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد ) يو 14 : 16 
 
ومن محبته لهم وعدهم ان يكون معهم باستمرار . ووعدهم ان يكونوا معه فى الملكوت فقال لهم : ( انا ماض لاعد لكم مكانا . وان مضيت واعددت لكم مكانا . اتى ايضا واخذكم الى . حيث اكون انا . تكونون انتى ايضا ( يو14 : 2 
 
ومن محبته لهم . ظهر لهم بعد القيامه وازال شكوكهم . دخل عليهم العليه والابواب مغلقه وقال لهم ( سلام لكم ) ولما ظنوا انهم راوا روحا قال لهم : 
( انظروا يدى ورجلى انى انا هو . جسونى وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لى ( لو 24: 37) واراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب . 
 
ومن محبته لهم منحهم زميلا اخر هو بولس الرسول . كان مضطهد الكنيسه ولكن الرب ظهر له ودعاه ليكون رسولا للامم فصار طاقه كبيرة انضمت الى العمل الكرازى . 
 
ومن محبته لهم منحهم القدرة على صنع المعجزات ( منحهم موهبه الالسنه فى يوم الخمسين . وجرت على ايدى الرسل ايات ومعجزات كثيرةً. كان ظل بطرس يشفى الامراض . وكانت المناديل التى على جسد بولس تشفى الامراض وتخرج الارواح الشريرة. ( اع 19 : 12 )
 
وبقوة عظيمه كان الرسل يودون  الشهادة بقيامه الرب يسوع ونعمه عظيمه كانت على جميعهم . وكان الرب فى كل يوم يضم الى الكنيسه الذين يخلصون . يقول الكتاب ايضا عن عصر الرسل ( وكان مؤمنين ينضمون للرب من رجال ونساء )  اع 14:5
 
وكانت للرسل ايضا قوة فى الاحتمال . احتملوا السجن والتهديد . وبعد ان جلدوهم واطلقوهم ( ذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا لاجل اسمه ( اع : 5 : 41
 
وكانت لخدمتهم قوة فى الانتشار  ( واما الكنايس فى جميع اليهوديه والجليل والسامرة . فكان لها سلام . وكانت تبنى وتسير فى خوف الله وبتعزيه الروح القدس كانت تتكاثر . ( اع 9: 31 ) وبسيامه اسطفانوس دخلت قوة اخرى الى الكنيسه 
 
وبايمان بولس ودعوته دخلت قوة كبرى الى الكنيسه . هذا الذى انتشرت خدمته فى كل مكان وشهد للرب فى اورشليم وفى روميه ايضا . كان الرسول بولس مثالا للخدمه القويه . كان شعله متقدة لا تخمد . وغيرة  عجيبه قال فيها :
 
( من يعثر وانا لا التهب) ( باسفار كثيره باخطار فى المدينه باخطار فى البحر . باخطار من اخوة كذبه . فى تعب وكد . فى اسهار مرارا كثيرة فى جوع وعطش . فى اصوام مرارا كثيرة . فى برد وعرى . عدا ما هو دون ذلك : التراكم على كل يوم الاهتمام بجميع الكنايس ( 2 كو 11: 26)
 
اننا كلنا ندين لهم بما نحن فيه من ايمان لقد تعبوا لكى ندخل نحن على تعبهم ونتمتع بثمر عملهم وجهادهم . لقد جاهدوا بكل قوة فى نشر الايمان ولم يبالوا بما لاقوه من اضطهاد . بركه صلوات وشفاعه اباءنا الرسل القديسون  تشملنا جميعا بالنعمه والبركه .