أيمن زكي

في مثل هذا اليوم من سنة 2947 للعالم تنيح الصديق العظيم صموئيل النبي ماسح الملوك وصموئيل اسم عبري معناه "اسم الله" أو "اسمه إيل أي الله"

و هو أول أنبياء العبرانيين بعد موسى وآخر القضاة وكان أبوه ألقانة لاويًا وينتسب إلى صوفاي أو صوف (1 صم 1: 1 أخبار 6: 26: 35). وإلى عشيرة قهات وكان افرايميًا لأن عشيرته قد أعطيت بالقرعة أن تسكن افرايم (يش 21: 5 و1 أخبار 6: 66). وكانت له امرأتان فننة وحنة ولم يكن لحنّة أولاد فصلت إلى الرب بحرارة وطلبت ابنًا ونذرته للرب كل أيام حياته قائلة "ولا يعلو رأسه موسى" (راجع عدد 6: 1-5) فاستجيب دعاؤها وسمت الولد صموئيل وحين فطمته أتت به إلى مقدس الرب في شيلوه إلى عالي الكاهن ليدربه على خدمة الرب (1 صم 1 و2: 1-11). 
 
وكان صموئيل يخدم امام الرب وهو صبي متمنطق بافود من كتان-وهو الثوب الذي يرتديه الكهنة العاديون أثناء خدمة الهيكل وحتى عامة الشعب (1 صم 2: 18). وعاش في الهيكل وكان ينام في غرفة متصلة به ويفتح أبواب الهيكل في الصباح ويساعد عالي في الخدمة (ص 3: 1 و3و 15).
ولم يكن قد تجاوز أول حداثته لما أعلن الله له أنه يقضي على بيت عالي إلى الأبد بسبب الشر الذي صنعه ابناه ولم يردعهما (ص 3: 1-18). يقول يوسيفوس أن صموئيل كان له 12 عامًا من العمر في ذلك الوقت وهذه كانت سنه على وجه التقريب. وكبر صموئيل وعرف جميع بني إسرائيل من دان إلى بئر سبع أنه اؤتمن نبيًا للرب لأن الرب استعلن له في شيلوه (1 صم 3: 20 و21). وبعد هذا بقليل نفذ قضاء الله في عالي وبيته بموت ابنيه في القتال واستيلاء الفلسطينيين على التابوت وموت عالي عند سماعه هذه الأنباء (ص 4: 1-22).
 
وكان صموئيل نبيًا وصار بعد موت عالي صاحب السلطان الديني غير المنازع في الأرض. وأراد أن ينصرف لتقويم الشعب. عشرين سنة فبعد إرجاع التابوت رأى أن وضع الأمة الروحي تحسن فجمع الشعب كله إلى المصفاة بقرب المكان الذي أخذ منه التابوت ليعترفوا بخطاياهم ويصوموا أمام الرب ويسترضوه. فلما سمع الفلسطينيين أن بني إسرائيل قد اجتمعوا في المصفاة صعدوا لمقاتلتهم فصلى صموئيل من اجل الشعب فأرعد الرب بصوت عظيم على الفلسطينيين فانكسروا أمام بني إسرائيل ولم يعودوا للدخول في تخم بني إسرائيل طوال حياة صموئيل (1 صم 7: 3-14).
 
وقد أظهرت هذه النجاة أن الله أقام صموئيل قاضيًا أي مدافعًا ورئيسًا وفي قيامه بوظيفته كان يذهب من سنة إلى سنة ويجول في بيت إيل والجلجال والمصفاة ولكنه كان مقيمًا في الرامة حيث جمع جماعة من الأنبياء ليساعدوه في عمل الإصلاح (1 صم 7: 15-17 و19: 18-20). 
وهناك بنى مذبحًا للرب لأن الله ترك شيلوه وكان التابوت محجوبًا والعهد منكوثًا لأن بني إسرائيل نقضوه بالعبادة الوثنية والرجاسة فكان صموئيل ممثل يهوه. 
 
وفي أيام حكم صموئيل القوي كانت البلاد حرة من الأجنبيين. ولما شاخ جعل ابنيه قاضيين لإسرائيل في بئر سبع ولكنهما لم يكونا جديرين بثقته لأنهما أخذا رشوة وعوجّا القضاء. وكان من سوء تصرفهما هذا أن طلب شيوخ الشعب أقامه ملك عليهم فأمره الله بأن يمسح شاول. ثم بعد رفضه عيّن الله داود. 
ومات صموئيل لما كان داود هاربًا من وجه شاول في برية عين جدي ودفن في بيته في الرامة بعد أن ندبه جميع بني إسرائيل (1 صم 25: 1). وفي الليلة قبل موقعة جلبوع سأل شاول العرافة في عين دور لتصعد له صموئيل (1 صم 28: 3-25). وكان هيمان أحد المغنين الذين أقامهم داود في بيت الرب حفيدًا لصموئيل (1 أخبار 6: 33 راجع عدد 28). وقد عد صموئيل في قائمة العهد القديم الذين سلكوا بالإيمان (عب 11: 32).
بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...