أيمن زكى

في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل مار أقلاديوس الامير  بن أبطلماوس أخي الملك نوماريوس (وابن نوماريوس هو الشهيد يسطس و ابنه أبالي و زوجته ثؤكليا)، وقد وردت سيرته تحت اليوم العاشر من شهر أمشير)
 
و كان محبوبا من جميع أهل إنطاكية لحسن صورته وشجاعته ولمحبتهم له عملوا له صورة وعلقوها علي باب مدينة إنطاكية
لما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين اتفق هذا القديس مع ابن خالته الامير مار بقطر بن رومانوس (تاج الشهداء) أن يقدما حياتهما للسيد المسيح.
وفي الطريق إلى الملك ظهر لهما عدو الخير على شكل شيخ، صار ينصحهما، قائلًا: "يا ولديّ أنتما في سن الشباب ومن أولاد الأكابر، وأخاف عليكما من هذا الملك الكافر، فإن قال لكما اسجدا للأوثان وافقاه، وفي المنزل يمكنكما أن تتعبدا للمسيح خفية". ففطن الاثنان لأمره، فقالا له: "أيها الممتلئ من كل غش اذهب عنا"، وللحال تغير شكله، وقال: هوذا أنا أسبقكما إلى الملك وأحرضه على سفك دمكما.
 
ولما التقى أقلاديوس بالملك الذي صار يلاطفه واعدًا إياه أن يهبه مركز أبيه إن بخر للأوثان، وإذ لم يهتم أشار عليه الوزير رومانوس والد الامير بقطر أن يرسله إلى مصر بعيدًا عن أنطاكية حتى لا يثير استشهاده الشعب. فأرسله الملك مع ستة من جنوده طالبًا من إريانا والي أنصنا أن يلاطفه ثم يؤدبه
فأنطلق أقلاديوس الأمير بحراسة الجند إلى مصر، وقبل خروجه من المدينة اجتمع عدد كبير من الشعب يبكيه إذ كان الكل يحبه، وكان عند باب المدينة رجل أعمى طلب إليه أن يصلي من أجله، وبالفعل رشمه بعلامة الصليب وطلب من السيد المسيح ففتح عينيه... ثم بارك الجمع وودعهم، سائلًا إياهم أن يهتموا بخلاص نفوسهم، معلنًا فرحه بانطلاقه إلى سيده يسوع المسيح. هذا وقد سلم أمواله لزوج أخته "صدريخس" لتوزيعها على الفقراء.
 
ولما وصل أقلاديوس إلى أنصنا، فعلم الجند أن أريانا انطلق إلى تخوم بلاد قسقام والأشمونين وأسيوط يطلب المسيحيين ليعذبهم، فاقلعوا نحو أسيوط، وإذ وصلوا إلى قرية ميسارة جلسوا ليستريحوا.
 
وفي ميسارة التقى أقلاديوس بالشابين "أبامون" و"سرنا"، كانا يطلبان الوالي ليعترفا باسم السيد المسيح ويستشهدوا على اسمه، فظنا أن أقلاديوس هو الوالي... وإذ عرفا شخصه فرحا به جدًا وصار الثلاثة يتحدثون بعظائم الله.
 
وفي مدينة أسيوط إذ قرأ الوالي رسالة الملك قام يقبّل يدي الأمير أقلاديوس وكان يمدحه لكرامته وسموه، طالبًا منه أن يبخر للأوثان، وإذ رفض أمر باعتقاله مع الشابين أبامون وسرنا.
 
و في الصباح صار الوالي يحاكم أبامون، وإذ كان يشهد للسيد المسيح أمر بطرحه على سرير من حديد وإشعال النار تحته. 
 
أما ما أدهش الوالي فإن الجنود الستة الذين جاءوا مع أقلاديوس الأمير فقد تقدموا يعلنون إيمانهم بالسيد المسيح، قائلين: 
"إن سيدنا أقلاديوس قد سلمنا للملك الحقيقي يسوع المسيح، وكانت هذه تقدمة حب قدمها أقلاديوس للسيد المسيح بشهادته له أمام الجند. فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رؤوسهم، 
أما أقلاديوس فكان يشجعهم ويعزيهم، وأما هم فقالوا له: "أننا بسببك نلنا هذه الكرامة". أجابهم: "أمضوا بسلام وكونوا قربانًا وبكورًا للرب"، ثم سلموا حياتهم في يدي الرب في 20 بشنس
وانطلق الوالي نحو الحبس ليسمع بنفسه أقلاديوس وأبامون مع جميع المسجونين من المسيحيين يسبحون الله بنغم جميل كفريقين كل منهما يردّ على الآخر.
وحدث إذ كان بالقرب من مكان تعذيب أبامون كتّاب فشجع المعلم تلاميذه أن ينطلقوا إلى حيث الوالي يشهدون للسيد المسيح ويغتصبون الملكوت. وبالفعل إذ رآهم الوالي، دُهش، وسألهم: أين آباؤكم؟ أجابوا: "أبونا في السماء وأمنا هي الكنيسة".
ولما شاهد أقلاديوس هذا المنظر فسّر قلبه جدًا وصار يشجع الصبية، أما معلمهم فكان يرتل المزمور: 
"سبحوا الله في قديسيه"، 
والصبية يجاوبونه بنغم روحي جميل.
فأثار هذا المشهد الجموع وانطلق الكل يعلن في المدينة ما حدث، 
فجاءت 28 سيدة من أمهات هؤلاء الصبيان، وصرن يقلن لأولادهن: "ماذا أصابكم؟ أتريدون أن تمضوا إلى المسيح وتتركوننا وحدنا في هذا العالم؟"... أغتاظ الوالي للمنظر وألقى بالجميع في أتون النار في 22 بشنس.
 
وبينما كان القديس أبامون على السرير المحمى بالنار، وقد استشهد الجنود الستة والفتيان المائة واثنان وأربعون مع 28 من أمهاتهم، انطلقت تكلا ابنة كاراس المحتسب بمدينة أسيوط بثياب مكرمة إلى حيث ساحة العذاب وصارت تتحدث مع الأمير أقلاديوس وأبامون كأخين لها... فاغتاظ الوالي وأمر أن تُقطع رأسها في باكر النهار، وقد تحقق ذلك في شرقي أسيوط.
 
وبعد قطع رأسها تقدم مقدم القصر إلى الجند المرافقين له في إتمام هذه المهمة وسألهم أن يصفحوا عنه إن كان قد أخطأ إليهم في شيء لأنه ذاهب ليسلم نفسه للاستشهاد، فرافقه بعض الجند واستشهدوا في 23 بشنس.
 
ومع كل ما حدث و كثرة من اسشهدوا على اسم سيدى المسيح بسبب شهادة العظيم فى الامراء مار اقلاديوس أشار أحد جلساء الوالي أن يعجل بالخروج من أسيوط لأن مار أقلاديوس يضل عقول الكثيرين، وبالفعل انطلق ومعه أقلاديوس وأبامون وسرنا وكثيرين.و رفع الوالي أقلاديوس على خشبه ثم ضربه بحربة واكمل شهادته، و نال اكليل الفرح وقد حزن كثيرًا لموته 
 
وأتي قوم من المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه ووضعوه مع جسد القديس مار بقطر الذي كان قد استشهد قبل ذلك بقليل حتى انقضي الاضطهاد فأتت أم بقطر وأخذتهما إلى إنطاكية.
بركه صلاة هؤلاء القديسيين الاطهار تكون معنا كلنا آمين...
ولالهنا المجد دائما ابديا امين...