اعدها لكم : الباحث مجدى سعدالله .
هو سمعان بن يونا . ولد فى قريه بيت صيدا على بحر طبريه . قبل ميلاد السيد المسيح بعده سنوات . كان يشتغل بصيد السمك مثل الكثيرين من سكان قريته . كان لقاءه الاول بالرب يسوع بعد ان اخبره اندراوس اخوه بناء على توجيه يوحنا
( قد وجدنا المسيا )

واصطحبه الى حيث المسيح وفى ذلك قال له الرب : ( انت سمعان بن يونا . انت تدعى صفا ) اما دعوته للتلمذه فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير حينما طمانه الرب بقوله : ( لا تخف . من الان تكون تصاد الناس ) ومالبث  ان شرفه الرب بدرجه الرسولية ودعاه ( بطرس )

كان بطرس احد التلميذين اللذين ذهبا ليعدا الفصح الاخير . واحد التلاميذ الثلاثه الذين عاينوا اقامه ابنه يايروس بعد موتها . كذلكً عاين تجلى السيد المسيح على جبل طابور . وكذلك كان واحد من التلاميذ الذين عاينوا صلاة الرب فى جشيمانى . واحد الاربعه تلاميذ الذين سمعوا نبوته عن خراب اورشليم

حدث ان كانت الجموع تتزاحم حول فادينا لسماع كلمه الله . وكان واقفا عند بحيرة طبريه . وقد امتلا الساحل بالجموع حتى لم يعد من الممكن ان يشاهدوا المسيح وهو يعلمهم . وعندئذ راى المسيح سفينتين عند شاطى البحيرة . وقد خرج الصيادون منها يغسلون شباكهم . فاعتلى السيد المسيح احدى السفينتين .

وكانت هذه السفينه لسمعان بطرس . وطلب منه الرب  ان يبتعد بها قليلا عن البر ليتفادى ازدحام الجموع من حوله . ثم جلس يعلمهم من موضع فوق السفينه . حتى اذا فرغ من الكلام والتعليم قال لسمعان : ( تقدم الى العمق والقوا شباككم للصيد . فاجاب سمعان بطرس :
( يامعلم قد تعبنا  الليل كله ولم نحصل على شىء . ولكننا على كلمتك سنلقى الشباك )

لقد اطاع بطرس وزملاءه الصيادين امر مخلصنا . فتقدموا الى العمق والقوا شباكهم . وعندئذ امتلات الشباك بعدد عظيم من السمك . حتى لقد اخذت شباكهم تتمزق . فاشاروا الى رفاقهم الذين كانوا فى السفينه الاخرى لياتوا ويعاونوهم . واذا ما راى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتى مخلصنا قائلا :
( امض من عندى يارب لاننى انسان خاطىء)

لقد ارتعب بطرس كما ارتعب كل الذين كانوا معه لكثرة السمك . وكان منهم يعقوب ويوحنا ابنا زبدى . اللذين كانا رفيقين لسمعان  . قال الرب يسوع لسمعان : ( لا تخف وانك منذ الان ستكون صياد بشر ) لقد اختاره الرب ضمن تلاميذه الاقربين اليه .

جاء يسوع الى نواحى قيصريه فيلبس سال تلاميذه قائلا : ( من تقول الناس انى هو ) فقالوا : ( ان قوما يقولون انك يوحنا المعمدان . واخرون انك ارميا او احد الانبياء ) فقال لهم ( وانتم من تقولون انى هو ) فاجاب سمعان بطرس وقال :
( انت هو المسيح ابن الله الحى )

 فاجاب يسوع وقال له : ( مبارك انت ياسمعان بن يونا لان ليس لحما ودما الذى كشف لك هذا . وانما ابى الذى فى السماوات . وايضا اقول لك . انت بطرس وانى على هذه الصخرة سابنى كنيستي وابواب الجحيم ان تقوى عليها )
(مت 16 : 13 ) ( لو 9  : 18)

كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبه لكنه كان متسرعا ومندفعا . فهو الاول الذى اعترف بلاهوت السيد المسيح لكنه فى اندفاعه حاول ان يمنع السيد المسيح ان يموت ( مر 8 : 31)

ولما قال له المسيح انه ينكره ثلاث  مرات قبل ان يصيح الديك مرتين . اجاب بطرس فى تحد : ( ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك ) وفى لحظه القبض على المسيح استل سيفه ليدافع عن ذاك الذى مملكته ليست من هذا العالم . ولما قال له السيد المسيح انه سينكره ثلاث مرات قبل ان يصيح الديك مرتين . اجاب بطرس فى تحد
( ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك )

كان بطرس والحال كذلك . بحاجه الى تجربه مرة وتعرفه ضعفه . فكان ان انكر سيده وثاب الى رشده وندم ندما شديدا وبكى بكاءا مرا . وقصد قبر علمه باكرا جدا فجر يوم قيامته . وقد قبل الرب توبته واظهر له ذاته على بحر طبريه بعد قيامته .وعاقبه فى رفق . ورده الى رتبته الرسولية . بقوله ( ارع غنى )

وعقب تاسيس الكنيسه يوم الخمسين بدء خدمته بين اليهود من بنى جنسه فى اليهوديه والجليل والسامرة . وكان الرب يتمجد على يديه ببعض الايات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل ( اع 3)
وشفاء اينياس فى مدينه اللد . واقامه طابيثا . وقد فتح الرب باب الايمان للامم على يديه فى شخص كيرنيليوس عقيد الرؤي التى اعلنت بخصوصه . ( اع 10)

ليس من ينكر الدور الرئيسى الذى قام به بطرس فى تاسيس الكنيسه فى السنوات الاولى . الرسول بولس يذكره مع الرسولين يعقوب ويوحنا على انهم معتبرين اعمدة فى كنيسه الله .

جال الرسول بطرس . كارزا بانجيل  الخلاص فى جهات متفرقه من العالم القديم . كرز فى انطاكيه. لكنه ليس مؤسس كنيستها . طاف فى بلاد بنطس وغلاطيه . وكبادوكيه وبيثينيه . وبعض مقاطعات اسيا الصغرى وهى الاقاليم التى وجه اليها رسالته الاولى .

ويكاد يكون ثابتا ان القديس بطرس ختم حياته فى روما . على ان ذهاب الرسول كان قبيل استشهاده . وهذا ما يؤكده اقوال اباء الكنيسه ومعلميها الاوائل . ولا صحه لما يدعيه البعض من انه اسس كنيسه روما وانه اسقفها الاول .

هناك شواهد كثيره توضح انه ذهب الى روما بعد ان قبض عليه على حدود الامبراطوريه وسيق الى روما . حيث حكم عليه بالموت صلبا فى عهد نيرون الطاغيه بعد يوليو سنه 64 م
بركه  وشفاعه الشهيد القديس بطرس الرسول فلتشملنا جميعا . ( يتبع )
انتظرونا مع القديس يوحنا الرسول .
اعدها لكم : الباحث مجدى سعدالله .