ماهر عزيز
كان وأد البنات في الجاهلية من معالم الشرف ..

ففي الجاهلية القتل شرف ، والإثم فخر ،  والتوحش مجد ، والنجاسة قمة المفاخر ..

ولا نزال ونحن في القرن الحادي والعشرين يقود الرأي والفكر والتوجيه في بلادنا جموع الجهلاء الوحشيين ، دعاة الفجور والإثم والاستباحة ، الذين يعتلون المنابر بجهالتهم ، ويحتلون الشاشات بنجاساتهم ؛  الذين لا شغل لهم إلا تنجيس براءة الناس ،  وتلويث ضمير المجتمع ، و وأد المرأة والتحريض علي قتلها واستباحتها واغتصابها ، والتجرؤ عليها وعلي حريتها ،  وإنكار إنسانيتها وحقها في الحياة ..

ولقد نجح هؤلاء في إمامة الناس وسلب عقولهم ؛ لأن مجتمع الجهل والغيبية والشعوذة والمرض أسلمهم عقله ، ناظرا إياهم  وحدهم مصدر المعرفة والإرشاد والتعليم والهداية .. ذلك لأنهم برعوا في دس لفظ الجلالة بين جهالاتهم ، وغمس ما يقدسه الناس في دماء وحشيتهم وقولهم العربيد ؛ يفتون به صباح مساء فيغلظون  قلوب الذكور ،  ويذكون شهوات قلوبهم ،  ويشعلون وحشيتهم بسعار لا ينقطع لاغتيال المرأة والتجرؤ  عليها ..

فإذا بنا نفتح عيوننا كل يوم علي جريمة استباحة هائلة ، تقتل فيها فتاة بريئة ، لا ذنب لها مطلقا سوي أن حظها العاثر قد أوجدها في مجتمع يقوده أرباب الوحشية والنجاسة ، التي انحدرت من الجاهلية إلي حياتنا البريئة بفعل جهالات ودنس  ووحشية  أولئك  الذين جعلوا من  أنفسهم معلمي الجهال والمغيبين .. وجعلهم الجهال والمغيبون أئمة قيادتهم وتعليمهم..

هؤلاء بجهلهم وفسادهم والتواء ضمائرهم نجسوا حياة الناس ؛ والناس أيضا بجهلهم وشعوذتهم نصبوهم عليهم معلمين وقادة ..

ولقد سرت رياح الجهالة والوحشية التي اغتالت براءة نيرة في المنصورة كالهشيم في  مجتمعات الجهل والوحشية المحيطة بنا ،  فإذا بوحش نجس يغتال براءة أخري في الأردن ؛ كأنما ممارسة الوحشية في جهالة وشعوذة الشعوب المريضة هي طبيعة الحياة الزانية التي يفتخرون بها ليصير دائما فخرهم في خزيهم ونجاستهم ..

وتأتي جريمة الأردن لتكشف فساد المبررات والمعاذير التي ساقها المتوحشون الأنجاس في اغتيال نيرة ؛ وتثبت أن الأصل في المسألة هو شعوب غارقة في الجهل والشعوذة تقبل علي نفسها أن يقودها ويؤمها فريق من الجهال المتوحشين المملوئين قتلا ونفاقا  وشرا .