أمير زخارى
ان أول من أحضر شجرة المانجو إلى مصر لمصر الزعيم أحمد عرابي فقد امضي 21 عامًا في منفاه بجزيرة سيلان، مبتعدًا عن وطنه الذي تعلّق به وناضل من أجله، وهناك عاش أيامًا صعبة سقط فيها رفاقه واحدًا تلو الآخر، إضافةً إلى إصابته بمرضي الملاريا والروماتيزم، رغم ذلك كان يميل إلى إسعاد بني وطنه ولو بأبسط الأشياء.
 
خلال تواجد عرابي بجزيرة سيلان تعرّف على فاكهة لم يرَها من قبل في مصر، وبعد أن استهوته وأُعجب بطعمها عرف أن اسمها «مانجو»، وأرسل إلى أحمد باشا المنشاوي، أحد أعيان محافظة الغربية، بذورها حتى يزرعها، حينها كان أحمد باشا المنشاوي مشهورًا بكثرة أعماله الخيرية، وقدرت ثروته في ذلك الوقت بمليوني جنيه، مما أهله إلى امتلاك أرض مساحتها شاسعة في قرية القرشية بمحافظة الغربية، لاستغلالها في الزراعة، وهو ما دفع صديقه المنفي، أحمد عرابي، إلى إمداده ببذور المانجو.
 
وعن حدائق أحمد باشا المنشاوي، «اشتهرت ثمارها بحلاوتها وجودتها، وذلك على مستوى القُطر المصري كله، حيث لا توجد في مصر أنواع تفوقها جودة ولا حلاوة».
 
وأثناء عودة «عرابي» من منفاه عام 1903، اصطحب معه شجرة مانجو وأهداها إلى صديقه «المنشاوي»، وهي لا تزال موجودة إلى الآن بمحافظة الغربية، وتعتبر الأجود فيما تنتجه حتى يومنا هذا.
 
وبعد ذيوع صيت الفاكهة الجديدة في مصر، التفت إليها الإقطاعيون في العهد الملكي، وتسابقوا على خطفها لمهاداة أحبائهم بها، كذلك ظهرت أنواعٌ أخرى على غرار «شجرة عرابي».
 
حينها لجأ آل تيمور، إلى جلب سلالة جديدة من المانجو وزراعتها بأراضيهم، حتى أطلق عليها «تيمور»، 
وتبعهم الفرنسي «ألفونس» الذي استورد نوعًا جديدًا وأطلق عليه اسمه،
وقام بعد ذلك درانيت باشا، وهو من حاشية الخديوي عباس حلمي، بزراعة وتهجين المانجو بمزارعه فى الإسكندرية وأسماها كبانيه.
أصبحت مصر تمتلك الآن أكثر من 100 صنف من المانجو ...
ومن بعض أصناف المانجو:
صدّيق – عويسي – سكري - قلب الثور - بيض العجل – سنارة – مبروكة – زبدية.....
وعن موضوع دخول الشاي الى مصر:
في احدى الليالي في جزيرة سيلان، التقى أحمد عرابى باشا في منفاه ورفاقه الكبار بالسير توماس ليبتون، وهو اسكتلندى من أصل أيرلندى يملك مزارع للشاى، فدعاهم ليتناولوا معه مشروب الشاي لأول مره، فاستساغوه وأعجبهم
وأصبح الشاي مشروبهم الأول في المنفى، فقرر عرابى أن يرسل بعض هدايا من الشاي الى بعض أصدقائه وأهله في مصر ليجربوه، وعندما أعجبوا به أرسل عرابى إليهم المزيد من الشاي.
 ومع بدايات القرن العشرين زاد اقبال المصريين على المشروب الجديد الذي أرسله أحمد عرابى من جزيرة سيلان ليصبح الشاي المشروب الأول في مصر.
والى اللقاء في مقال جديد وثقافة المعرفة... تحياتي..
د. أمير فهمي زخارى المنيا.