د. مينا ملاك عازر
 
في روما، كان هناك شاب مصري داخل حلبة المصارعة الرومانية يأمل في الفوز بذهبية بطولة إيطاليا الدولية، إحدى بطولات التصنيف العالمي للمصارعين ولم يتحقق الحلم ولم يفز عبد اللطيف منيع بالذهب، واكتفى بميدالية الفضة التي سبق له الفوز بها أيضاً في نفس البطولة العام الماضي، ولكن طموحه أكبر من الفوز بميداليات الفضة حتى لو كانت في بطولات دولية كبرى، فبعد كثير من التدريب والجهد والتضحيات أصبح عبد اللطيف هو المصنف الثاني عالمياً في وزن ١٢٠ كيلوجراما، مرتبة عالمية نالها عبد اللطيف بعد الفوز مرتين ببطولة العالم للمصارعة الرومانية، وسبع مرات ببطولة إفريقيا وفاز ببطولة العالم للقارات.
 
وبات الآن يحلم بميدالية أوليمبية أيضاً له ولمصر في دورة طوكيو المقبلة، وسيخوض عبد اللطيف بطولة إفريقيا في أول إبريل المقبل للتأهل الأوليمبي، ويملك رصيداً من الكبرياء يكفيه ليبقى يحلم ويحاول مهما صادفه من أزمات وأوجاع، فحين توقف النشاط الرياضي في العالم كله بسبب كورونا، لم يخجل عبد اللطيف ابن دكرنس من مساعدة والده في ورشة الخراطة، وكان فخوراً بذلك فقد بدأ مشوار الحياة العملية، يعمل في هذه الورشة، ولم يخجل من العودة إليها بعدما أصبح بطلاً للعالم.
 
وحين عادت الرياضة للحياة من جديد، عاد عبد اللطيف لأحلامه الأوليمبية بمساعدة مدربه الدكتور أشرف حافظ، وسيواصل عبد اللطيف في المجر استعداده لبطولة إفريقيا المقبلة، ومع الامتنان لكل من وقف بجانبه من اللجنة الأوليمبية المصرية واتحاد المصارعة وشركة وادى دجلة، ويشعر عبد اللطيف الآن بأن الميدالية الأوليمبية هي أقل ما يمكن تقديمه لبلد عظيم اسمه مصر.
 
تحية لعبد اللطيف ومدربه العملاق، ولكل من يدعمونه، تحية لصلابته ولوقفته بجوار والده في الورشة وننتظر منه الميدالية.