كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص
كشف القمص يوسف تادرس الحومي، استاذ التاريخ الكنسي،  لبرنامج (من جيل الى جيل) المذاع  على قناة (مي سات) ، سيرة حياة "سلمون" ملك النوبة الذي تنازل عن العرش بمحض ارادته وصار راهبا في عهد البابا كيرلس الثاني.

واوضح الحومي :" ممالك النوبة الثلاثة كانت تخضع لبابا الاسكندرية، وذكر التاريخ ان هناك اكثر من ملك ترك المملكة وسلك في طريق الرهبنة من اجل خلاص نفسه .

مشيرا :"وكان اشهرهم الملك سلمون الذي عاصر البابا كيرلس الثاني، والبابا كيرلس الثاني ابن قرية أفلاقة إحدى القرى التابعة لمركز دمنهور في محافظة البحيرة، ولازالت تعرف القرية بهذا الاسم حتى اليوم.

كما اوضح :" الانبا باخوميس مطران البحيرة اطال الله في عمره بنى كنيسة في قرية افلاقة باسم القديس مارمرقس والانبا باخوميس، وسيم كاهنا للكنيسة في سنة ٢٠١٨ .

وتابع :" الملك سلمون دور على خلاص نفسه فترك الملك لابن اخته وكان السائد وقتها ان يتنازل ملك النوبة عن العرش لابن اخته ولست اعلم سبب هذه العادة وتكررت كثيرا كما جاء في كتب التاريخ .

موضحا :" بعدها توجه الملك سلمون الى دير ابو نفر جنوب اسوان، وهناك جرت طقوس رهبنته في اطار مساعيه لخلاص نفسه.

واستطرد :" تم اصدار قرار بنقله الى القاهرة، ولما وصل الى القاهرة استقبلوه احسن استقبال  وخصصوا له دار وكان ذلك في عهد امير الجيوش والذي كان الحاكم الفعلي في عهد الخليفة المستنصر.

لافتا :" اكرموه اكرام يفوق الوصف، وكانت علاقة الراهب سلمون بالبابا كيرلس الثاني طيبة جدا، وعاش الراهب سلمون في مخافة الله ومات وهو يرضيه.

مشيرا :" حين تنيح دفن  في دير الخندق -الانبا رويس حاليا -، وقرأ الحومي من كتاب تاريخ البطاركة المجلد الثاني صفحة ٢١١ :

وكان سلمون ملك النوبة قد ترك المملكة وعزل نفسه عنها وسلمها لجرجا ابن اخته وانفرض هو للعبادة والنسك .

فلما كان في السنة الثانية من بطريركية الانبا كيرلس (١٠٧٩) مضى سلمون المذكور الى وادي يعرف بوادي القديس ابو نفر ليتعبد هناك .

وكان والي اسوان اسعد الدولة ، زاره شخص مشهور  وقال له : يا مولاي اتريد ان امضي اخذ  سلمون الذي كان ملكا على النوبة واحضره لك؟،  فقال له نعم.
 
ركبوا الاحصنة والخيول والجمال وساروا في خفية حتى وصلوا وكبسوها بغتتا ، اخذوا سلمون واحضروه الى اسعد الدولة فارسله للقاهرة.

 فلما وصل اليها استقبله الرؤساء بالطبول والابواق حيث عرفوا انه راجل ترك الملك ولا حول له ولا قوة،  فاستقبلوه استقبال جيد.

ولفت الحومي :"  يبدو ان والي اسوان تسرع في اتخاذ قرار خطفه، حيث لما دخل القاهرة اكرمه امير الجيوش بدر الدين الجمالي وانزله في دار حسنا وحمل اليه الكسوة والفرش وعاش سلمون في هذا المنزل ناسكا يتعبد.