سحر الجعارة
«هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه».. لماذا ارتبط الناس بهذه الجملة تحديداً وكأنها بطاقة تعريف لوزير الدفاع (رئيس الجمهورية حالياً) وهو يتلو بيان 3 يوليو؟

لقد بدأت العلاقة الإنسانية بين الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وشعبه بشفرة خاصة لخّصت مواجعهم، كل أزمة وكل موقف، كل مؤامرة حيكت لمصر فى الداخل أو الخارج، كانت تلخصها جملة عبقرية من أحد الجانبين.. وربما يكون قلمى طرفاً فى مواجهات وأزمات عديدة خلال سبع سنوات من عمر ثورة 30 يونيو، وثقتها من قبل، واليوم أستدعى بعضها، ربما نكتشف معاً سر صلابة هذا الوطن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة.

«لو لم يكن للسيسى إنجاز إلا تحرير مصر من الإخوان لدخل التاريخ».. هذه العبارة كثيراً ما تتردد، خاصة عندما يجد المواطن نفسه فى أزمة، (تبعات الإصلاح الاقتصادى نموذجاً)، إنه يتذكر فضل القائد الذى حرره من مرتزقة الإخوان، من ميليشاتهم ودستورهم ومرشدهم الملعون.. هذا المواطن يسمع على مدار 7 سنين خطاباً مختلفاً:

«تسلمت مصر أشلاء دولة».. هكذا قالها الرئيس بكل وضوح، ونحن من ضحى بالإصلاح السياسى 30 عاماً ثمناً لفتوحات «مبارك» بفساده واستبداده و«وريثه»!.فإذا بها دولة غارقة فى «مستنقع أنفاق» يطوّق مصر، بعضها مفتوح لتهريب الأسلحة وتصدير الإرهاب لنا.. والآخر يتدفق سيلاً من الفساد والفاسدين: (قسماً بالله ما أسيب لابنى جنيه.. واللى بياخدوا مال الدولة ويروحوا يحجوا «حرام»).. احسب أنت كم تكلفت مصر فى عملية الحرب على الإرهاب من أرواح جنودنا، احسب حجم القضايا التى ضبطتها هيئة الرقابة الإدارية، وكم مسئولاً وقع فى قبضتها.. ومساحة أراضى الدولة المنهوبة التى استردتها.. وساعتها ستدرك صعوبة الحرب على الإرهاب والفساد معاً.

«30/6 يا كامل».. مجازاً يمكنك أن تعتبر هذه الجملة مفتاح عملية التنمية التى غيرت وجه مصر، ضع بين قوسين حجم ما استدانته مصر من قروض، ثم قيّم المشروعات التى تخدمك أنت وأولادك وأحفادك: قناة السويس الجديدة، أنفاق قناة السويس، العاصمة الإدارية الجديدة، المطارات، شبكة الطرق والمواصلات، مدينة جبل الجلالة، المساكن الحضارية لسكان العشوائيات، اكتشافات النفط والغاز، القواعد العسكرية الجديدة، تجديد شرايين القوات المسلحة بأحدث النظم العسكرية.. إلخ حتى تصل إلى المستشفى الميدانى لمصابى كورونا.

قل إنك لن تأكل أو تشرب من الأسفلت.. ستأكل وتشرب وتعلّم أولادك وتداوى نفسك من «الاستثمارات» التى ضاعفت سعر متر الرمل فى صحراء مصر، من «المستثمر» الذى يحتاج إلى عمالة كثيفة، من المشروعات التى توفر الوظائف وتقضى على البطالة.. التقط أنفاسك، فصبراً جميلاً.

«مسافة السكة».. هذه العبارة المختصرة كانت عنواناً للمّ الشمل العربى وتكتله حول مصر، وعد الرئيس «السيسى» بأن تظل مصر درع العروبة وأنه إذا ما تعرضت دولة عربية لخطر ستكون مصر حاضرة «مسافة السكة».

تخيل رئيساً يبدأ عهده بمقاطعة دولية تصف ثورة شعبه بأنها انقلاب، وأطماع عثمانية فى فرض أوهام «الخلافة الإسلامية» على العالم العربى.. ودويلة لقيطة (قطر) تتآمر على مصر وشعبها وتوفر الملاذ الآمن للإرهابيين والدعم اللوجيستى لإسقاط مصر.. ثم تأمّل كيف أدار الرئيس الملف الخارجى ليحظى باحترام المجتمع الدولى بل وتعاونه، ويستطيع توحيد كلمة العرب سواء فى مقاطعة «قطر» أو فى إدانة جامعة الدول العربية لها.. وتصنيف الإخوان «جماعة إرهابية».

من الصعب أن تحسب المكاسب السياسية بكلمات، لكن يمكن أن تقيّمها باجتماع مجلس الأمن الدولى لبحث مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.. أياً ما كانت توصياته.

«محاولة إفشال مصر».. هل رأيت دولة تواجه كل هؤلاء الأعداء دفعة واحدة: تركيا تغزو ليبيا فى أخطر تهديد للأمن القومى المصرى من الغرب، وإثيوبيا تتعجل تعطيش المصريين بملء السد، وكورونا تجتاح الداخل وتوجع الجبهة الداخلية تماماً كما تؤلم العالم!.

أضف إلى ذلك أن ماكينة إرهاب الإخوان أذرعها الإعلامية لم تتوقف لحظة عن حربنا: «إما نحكمكم.. أو نقتلكم».. قالها أحد أكبر قيادات الإخوان يوم 21/6 فى اجتماع بالرئيس «السيسى» -وقتما كان وزيراً للدفاع- وقال الإخوانى القيادى: ستجدون من مختلف أنحاء العالم مقاتلين يقاتلونكم.

«تعبتنا يا فضيلة الإمام».. قل ما شئت عن مشهد 3 يوليو 2013، كان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حاضراً، وكذلك «يونس مخيون»، رئيس حزب «النور» السلفى.. مجرد «صورة للذكرى» فلا الأزهر أغاث الوطن فى حربه على الإرهاب، ولا التيار السلفى تاب عن أفكاره التكفيرية!.

لا يزال فى هذا البلد من يريد أن يقتلنا بـ«تراثه».. من يريد أن نركع لأصنامه.. أن نقدسه بزعم أنه يمتلك صكوك الغفران وأن يكون لهذا الوطن رئيس دينى يحكمنا باسم «الشريعة»!.

هذا الشعب لم يفهمه إلا الرئيس «السيسى».. فك شفرته وأدرك أنك تحكمه بإرادته.. وأن الثورة تعنى له الحياة ولهذا يحارب ويبنى ويغنى.. فتذكروا جيداً أننا بحاجة لما سماه الرئيس «ثورة فكرية» ليستعيد الإنسان المصرى هويته الأصلية التى حاولوا طمسها بتسييس الدين.
نقلا عن الوطن