Oliver كتبها
-أنا لاوى من خدام رئيس الكهنة.كل الحراس من سبط لاوى. عددنا خمسون خادماً نتوزع فى حجرات الهيكل و مناطقه.نعتني بالخزانة و الثلاثة عشر صندوق تبرعات الموزعة على شكل القرن الملتوى, نعتنى بالأبواب و قاعتى السنهدرين الكبرى و الصغرى.المحظوظ منا يعتني بالنار فى فصل الشتاء ليضمن بقاءها مستعرة.نحمى السبعة أمناء و الثلاثة صيارفة الهيكل ونحرس رئيس الكهنة من لا شيء .نتقاسم لحم التقدمات و أرباح الصيارفة و التجار.وقت حراستنا اقتحم المسيح الهيكل مرتين. قلب موائد الصيارفة و طرد  الباعة ولم نجرؤ أن نتدخل.لأن  هيبته قد وقعت علينا. لذلك عزمت أن أنتقم.

-كان شتاءُ و البرد قاس.قرب الفجر أستدفأ.أمرر لظى النار بين أصابعى.أدعك كَفِى بالكف الآخر.ضوضاء الفصح لا تزعجنى.مع رئيس كهنتنا أنتظر موكب المصلوب القادم من دار الولاية. أرقب واحداً منهم يستدفئ علمت أن إسمه بطرس .لم أقترب منه لأنه مسلح .قطع أذن زميلي ملخس الذى وقف  بجوارى يتحسس أذنه كل دقيقة ليتأكد أنها ما زالت هناك.ملخس يترقب بصمت قدوم المعلم الذى شفاه للمحاكمة.أنا أتحين فرصة لأنتقم له.النار مشتعلة و البرد لا يمهلنا.جاء موكب المصلوب.جاء مثل كل فصح.مللت الصلب.مع الفصح  تبدأ تسليتنا.نذبح أحدهم رجماً أو جلداً فإن كان لصاً قاتلاً حاكمه الرومان و نحن نلعنه .يصلبونه فإن لم يمت سريعاً طعنوه و كسروا ساقيه. يملأنى الفراغ.رئيس كهنتنا يقول أننا من أجل الله نقتل و أن الرجم والجلد و التنكيل من جمال الناموس؟مما جعلنا نتفنن فى التعذيب.

- كنت أنتظر أن ينطق فأفرغ فيه إنتقامى من أجل ملخس.لكنه أصر على الصمت فإغتظت أكثر.علمنا كهنتنا أن نبغض المسيح فأبغضته بلا سبب.أغاظنى صمته كما أغاظ رئيس كهنتنا الذى فشل فى إثبات شيء عليه .درت وراءه إلى حنان رئيس الكهنة السابق صاحب النفوذ ثم إلى قيافا رئيس الكهنة الحالى صديق بيلاطس و تبعنا حنان. أنتظرت أن أقف قدامه وجهاً لوجه لأشفى غليلى.سأله حنان عن تعليمه فأجاب أنا علمت العالم علانية فلماذا تسألنى؟صحت فيه أهكذا تجاوب رئيس الكهنة .رفعت يداى إلى أبعد نقطة وتركتها تهوى بقسوة على وجهه فكان نصيبى منه عبارة قالها.إن كنت قد تكلمت ردياً فإشهد على الردى و إن حسناً فلماذا تضربنى.أخذوه بعدها من قدامى.لكن شيئاً داخلى ضاع منى.صوته  فى أذنى لا يغادرنى.بالليل و النهار يرن فى عقلي سؤاله: لماذا تضربنى؟لماذا تضربنى؟

-أعادوه منهكاً قدامنا فما قدرت أن أقف قدام عينيه.تواريت خلف ملخس.وقف قدام رئيس كهنتنا كالذبيحة.أتوا بشهود زور أعرفهم فلم يفلح أحدهم فى تلفيق أى تهمة. صارقيافا يستحلف المسيح كي ينطق فما نطق. جاء أحدهم يتهمه أنه ينوى هدم الهيكل؟ماذا يبقي لنا لو هدم الهيكل؟ سأله رئيس الكهنة فلم يجب.فأصدر على الصامت حكم الموت بغير تهمة.كانت صيحته أن المسيح مستوجب الموت تعد تصريحاً للكل بالإعتداء.فإنطلق الحراس كالثيران الهائجة تضرب و تلكم و تبصق.و أنا أسير عبارته.

-أخذوه نحو الجلجثة.لم أكن قريبا منه.نبه علينا قيافا ألا نتنجس بموته.فوقفت من بعيد لكن عيناه فى عينى لا تفارقنى.صوته يحاصرنى.لم أجد إجابة حتى أقولها لنفسى.لماذا كرهته؟لماذا لطمته؟لقد شفى ملخس و لم يؤذه فلماذا رغبت فى الإنتقام؟ألف ألف لماذا بلا إجابة و صوت الحشود تهتف أصلبه.بقيت حتى مات.لعل موته ينزع صوته من عقلى لكنه ما غادرنى.ما عدت أسمع غيره.يكلمنى الناس فلا أسمعهم.صوته يرن فوق كل الأصوات.لاحظت ملخس بجوارى ينظر نحو بطرس الذى غادر مسرعاً.

- كنت أريد أن أسأله .من هو هذا الناطق فى داخلى؟ ما هذا الصوت و كيف يسكت؟يرطب نفسى التى تعتصر داخلى.تهزمنى بلا مبارزة لعل عند تلاميذه إجابة؟هم ساروا وراءه و هم يعرفونه أكثر.ما أن تحركت خطوة حتى سقطت من الزلزلة.إنشق حجاب الهيكل.هل سيهدم الهيكل و هو ميتاً على الصليب؟ من أنت أيها المسيح.لماذا أنا لطمتك؟هل تقصدنى بهذه الزلزلة المخيفة؟ أنت أجبنى لأن كل الإجابات ماتت على الصليب.قمت مغموساً بتراب الجلجثة.مزيج من تراب و دم متناثر.صوته ما زال يسألنى لماذا تلطمنى؟ نظرت إلى ملخس فرافقنى.كأنما نعزم  نفس العزم.سعينا بخطوات متوازية.

- إندفعت كالتائه نحو النار حيث كان بطرس يستدفئ .وجدت النار و لم أجد بطرس الذى لمحته يهرول بعيداً .ينظر خلفه مسرعاً بخطوات خائفة نحو بيت عنيا.أردت أن أصيح عليه بأعلى صوتى لكن الصوت الهاتف لماذا تلطمنى كان كالسيف داخلى. يمزق كيانى فخرجت الكلمات كالهمهمة.كفحيح الأفاعي.الصوت يشطر الكلمات و يبتر الحروف .ما كنا نقصد ببطرس شراً.لقد فعلنا الشر كله و إكتفينا.كنا نريد أن نسأل تلميذ المسيح لعله ينقذنى.ليت عنده إجابة لى. ماذا أفعل بعدما لطمت سيده.