د.ماجد عزت إسرائيل
  نظمت السفارة المصرية في برلين، يوم الأثنين الموافق(11 يوليو ۲۰۲۲)، فعالية بمناسبة مرور سبعين عامًا على قيام ثورة(23 يوليو1952).وأيضًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا. وبدعوة كريمة من السفير خالد جلال سفير جمهورية مصر العربية في ألمانيا، لصاحب النيافة الأنبا دميان أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيدة العذراء والقديس موريس بهوكستر بألمانيا. وقد حضر نيافته وبرفقته القمص جرجس المحرقي والمهندس هاني عازر والمهندس فؤاد خليل وآخرون. وأيضًا حضر وفداً ممثلاً عن الأزهر الشريف الشريف. وكان محور هذه الاحتفالات الوطنية ثلاثة محاور رئيسة وهي: 70 عامًا على مرور ثورة 23 يوليو 1952 أو ثورة الضباط الأحرار،والجمهورية الجديدة أي في ظل حكم الرئيس الحالي"عبد الفتاح السيسي" (2014-2022). أما المحور الأخير فتناول تطور العلاقات الدبلوماسية ما بين مصر وألمانيا (16 أكتوبر 1952- حتى الآن).    
 
  ومن الجدير بالذكر،أن قيام ثورة (23 يوليو 1952) أو ثورة الضباط الأحرار غيرت الكثير من سمات المجتمع المصرى. ولذلك دار أحاديث هذه الاحتفالات عن العديد من العوامل التي أدت الى تخمر الفكر الثوري داخل المجتمع المصري وخاصة بين قطاع من ضباط الجيش– ليس هنا مجالها– ولكن كان تردى الأوضاع في مصر وخاصة حالة الجيش من أهم هذه العوامل، فعندما دخل الجيش حرب فلسطين عام 1948 تكشفت المعارك عما كان يجرى داخل إدارة الجيش من خيانة ورشوة وفساد في التسليح والتموين وصفقات الأسلحة والذخائر الفاسدة. فاستفزت هذة الأوضاع فئة من ضباط الجيش عرفت باسم "الضباط الأحرار"كان على رأسها اللواء "محمد نجيب" (1901-1984)، أول رئيس جمهورية لمصر(18 يونيو 1953–25 فبراير 1954)، وأيضًا الزعيم "جمال عبد الناصر" ـثاني رئيس لمصر (1956-1970) وجعل هؤلاء الضابط هدفهم انقاذ البلاد بواسطة الجيش. وكانت فكرة هذة الجماعة موجودة خلال الحرب العالمية الثانية، على أنها لم تدخل في دور التكوين إلا في حرب فلسطين(1948) وبدأ التنظيم في عام 1949. وقد تحقق حلم الضباط الأحرار في(23 يوليو 1952) ونجحوا في إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا. وحل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في ديسمبر 1952. وتأميم قناة السويس، وتوقيع إتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عاماً من الاحتلال. وبناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.
 
 وقد دار الحوار في احتفالات السفارة المصرية بذكرى ثورة 23 يوليو 2052م عن الجمهورية الجديدة التي يتولي فيها رئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسي-  منذ 8 يونيو 2014 وحتى الآن- والتي شهدت تغيراً بشكل عام في شتى مناحي الحياة،وكان أحد مظاهر هذه التغيرات هو إعادة بناء الجمهورية الجديدة التي ضمت كل طوائف المجتمع المصري؛ وحقاً هذه الجمهورية الجديدة نجحت في القضاء على الإرهاب وبناء الاقتصاد المصري، وتشيد الطرق والكباري ومد السكك الحديدية. بالإضافة إلى الاهتمام بقطاع الصحة والتعليم والتكنولوجيا، وأيضًا بناء المدن الجديدة، وعلاج المناطق العشوائية والبطالة وتوفير فرص العمل لآف من الشباب.و كذلك إعادة وضع مصر على خريطة السياحة العالمية بتشيد العديد من المتاحف والمزارات وتطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش ومسار العائلة المقدسة.
 
 وقد احتفلت السفارة المصرية في برلين بالتنسيق مع الحكومة الألمانية بمرور سبعين عامًا على العلاقات الدبلوماسية ما بين مصر وألمانيا (16 أكتوبر 1952- حتى الآن). وقد أطلقت وزارتا الخارجية المصرية والألمانية شعاراً مشتركاً للاحتفال بمرور ٧٠ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذي يوافق يوم ١٦ أکتوبر ١٩٥٢، وجاء إطلاق الشعار قبل ستة أشهر من هذا التاريخ ليكون بمثابة إشارة البدء لعدد من الفعاليات التي تعتزم سفارتا البلدين تنظيمها خلال الفترة المقبلة. وقد سبق وصرح السفير خالد جلال، سفير مصر في ألمانيا، بأن الشعار تم تصميمه بالتعاون بين السفارة المصرية في برلين ووزارة الخارجية الألمانية بما يعكس العلاقة الوطيدة بين البلدين.وأضاف السفير المصرى بأن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الفعاليات الثقافية المصرية في برلين ومدن أخرى بألمانيا، وبما يعزز أيضاً من جهود الترويج السياحي المصري في السوق الألماني. وحقاً جاء يوم 11 يوليو 2022 ليتوج هذه الاحتفالات الدبلوماسية بالتزامن مع احتفالات مصر بثورة 23 يوليو 1952.