محرر الأقباط متحدون
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الإثنين 18 يوليو، بعيد الـ68 لرهبنة البابا شنودة الثالث، في دير العذراء السريان بوادي النطرون تحت اسم "الراهب أنطونيوس السرياني" في 18 يوليو 1954.

فالبابا الذي ولد باسم "نظير جيد، في أسيوط عام 1923، توفيت والدته بعد أيام من ولادته بحمى النفاس، فتولت شقيقته الكبرى رعايته، قبل أن ينتقل مع شقيقه الأكبر روفائيل جيد إلى مدينة دمنهور في البحيرة حيث حصل على تعليمه الابتدائي هناك، وفي الثانوية العامة تعلم "نظير" الشعر وتنظيم أبياته، قبل أن يبدأ في عام 1939 بالخدمة في مدارس الأحد بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا وكان عمره 16 عاما.

وفي عام 1947 التحق بالكلية الإكليريكية القسم المسائي وكان في السنة النهائية بكلية الآداب قسم التاريخ، قبل أن يحصل على بكالوريوس اللاهوت عام 1950 ويكون الأول على دفعته ويعين مدرسا بالكلية الإكليريكية نظرا لنبوغه وتفوقه.

سيم الأنبا تيوفيلي أسقف دير العذراء السريان بوادي النطرون، نظير، راهبا عام 1954، واهتم بعدها بمسؤولية مكتبة الدير وطبع ونشر مخطوطاته وشرح الدير للسائحين الأجانب وخدمة الرهبان من كل ناحية وكان مسؤولا عن المرضى وتضميد جروحهم، قبل أن يخرج من الدير ويعيش في مغارة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من الدير لعدة سنوات.

 وعن دخوله لعالم الرهبنة قال البابا الراحل في كتاب «خبرات في الحياة»: «نبتت فكرة الرهبنة في قلبي في شبابي المبكر، وكتبت في ذلك قصائد وأنا طالب في الجامعة، منذ سنة 1945، وكانت أمامي ثلاث نقاط تشغل ذهني وقلبي».

وأضاف: «أثرت فيَّ كثيرًا الآية التي تقول: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك»، وقُلْت في نفسي: كيف يمكن عمليًا، إنسان يعيش في العالم، أن يعطي لله كل القلب وكل الفكر؟! ما أسهل أن تحاربه محبة العالم، أو تشغله محبة الذات ومحبة القريب.. بينما العالم يبيد وشهوته معه، وكيف يمكن أن يعطي لله كل الفكر؟! في العالم أمور كثيرة لابد أن نفكر فيها.. وقد ننشغل بها عن الله».

وتابع: «النقطة الثانية التي شغلتني هي الأبدية، فالتركيز في الأبدية، الذي جعلني أشعر بأن الحياة في العالم هي فترة غربة، وقد كثرت عبارة «غربة» و«غريب» في قصائدي الرهبانية، مثل: غريبًا عشت في الدنيا نزيلًا مثل آبائي».

وأردف: «النقطة الثالثة التي دفعتني هي الحرية، ففي العالم قيود كثيرة، من جهة الوظيفة، والوقت، والأسرة، والمسئوليات، أما الرهبنة فهي الحياة التي كنت أرى فيها الحرية الكاملة والانطلاق، كما في قصيدة «سائح».

وعن حياة الوحدة في الرهبنة، قال البابا الراحل في عظة له في أوائل يوليو 1954: «كما قال مار اسحق:  تبدأ براهب يعيش في مجمع الرهبان بالدير إلى مُبتدئ في الوحدة، إلى راهب يحتفظ بصمت الأسابيع أي أنه يعتكف في قلايته طول الأسبوع، ثم يتقابل مع الرهبان في قداس الأحد، تلي ذلك درجة متوحد في مغارة، ثم متوحد لا مغارة له، وهكذا يصل محب الوحدة أخيرًا إلى درجة سائح، وهذه الأبيات تتحدث عن الدرجة الأخيرة.