جمال طه يكتب تركي آل الشيخ والسطو على قوة مصر الناعمة
كتب الدكتور جمال طه كاتب وباحث فى شئون الأمن القومى على صفحته الشخصية مقال بشأن مغادرة ترك ال الشيخ لمصر

وقال فى مقاله تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية شرع في بيع ممتلكاته وتصفية أعماله في مصر.. وهو إجراء يحركه قرار سياسي ملفت للنظر، لأن المذكور ومن خلال منصبه الرسمي المعادل لمنصب وزير، كان يحاول السيطرة على قوة مصر الناعمة ونقل أدواتها الى المملكة، غير أن هذه المهمة، ورغم ما تم وضعه تحت يده من تمويل ضخم، تعرضت للفشل نتيجة رعونته وتسرعه في تحقيق الهدف المكلف به، وطبيعته الشخصية التي تتميز بالاستفزاز، والتي تسببت في موجة عامة من النفور من وجوده بالبلاد، فضلا عما واجهه من اشكاليات في حياته الخاصة والعائلية، ومحاولته معالجتها بالعنف وممارسة ما اكتسبه من نفوذ.

*   البداية كانت في النادي الأهلي، حيث سعى للسيطرة عليه، بكل ماله من شعبية جماهيرية على مستوى المنطقة العربية وافريقيا... ضخ استثمارات كبيرة وقدم مجاملات سخية، حتى حصل على منصب الرئيس الشرفي للنادي، لكن تدخلاته في صلب العمل المؤسسي للنادي أفشل مهمته، وقام النادي بطرده وتجريده من اللقب الشرفي.

*   المذكور نقل دعمه الى نادى الزمالك نكاية في الأهلي، ولكن ذلك لم ينطل على رئيس النادي ومجلس إدارته، الذين استفادوا منه في تمويل بعض الأنشطة والانشاءات، قبل ان يلقى نفس مصير علاقته بالأهلي.

*   أسس نادى بيراميدز، وضخ فيه استثمارات ضخمة حتى يتمكن من هزيمة الأهلي والزمالك، ويسحب البساط من تحت أقدامهما، لكنه فشل واضطر للتصرف في النادي.

*  آل الشيخ أصبح مكروها على الصعيد الشعبي، وكان من المعتاد ان نستمع للسباب الموجه لشخصه وللسخرية من تصرفاته، من جانب جمهور الكرة داخل الملاعب، وعلى الهواء مباشرة خلال المباريات.

*  أثار المشاكل مع طليقته، وترددت شائعات عن استغلال نفوذه ضدها لمنعها من الغناء، وانطلقت حملة شعبية ضخمة لدعمها في مواجهته، انتهت بعودتها للغناء رغم ارادته.

*   وفى الوقت الذى فرضت فيه مصر قيودا على مطربي المهرجانات، من أجل الحفاظ على المستوى الراقي للفن المصري، فتح لهم أبواب المملكة على مصراعيها للعمل والغناء، ما أثار غضبا ضده.

*   وجد ان أعداد الحضور في حفلاته الأخيرة بالغة المحدودية، فأدرك ان الفن قد ارتقى بمصر بفعل تشجيع جمهور زواق، فقرر تصدير جمهور مصري لحفلاته بالمملكة، ونظم رحلات مدعومة يسدد المشارك فيها 5000 ج فقط إضافة الى 2000 ج تذكرة طيران، مقابل الذهاب وحضور الحفل والعودة، وبالفعل أقبل الجمهور على شراء كل التذاكر، لكن ما صدمه أن أحدا منهم لم يحضر الحفل!!، بل توجهوا جميعا لآداء العمرة التي كان من الممكن ان تكلفهم 30 الف ج... جمهور حفلاته ضحكوا عليه، واستغلوا عدم فهمه لطبيعة الشعب المصري.

*   وفى قضية مقتل الصيدلي المصري بالمملكة هاجم الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق ما أسمّاه “إعلام العار” الذي لم يفصح عن هوية القاتلة السعودية، ونوه الى ان وزارة الداخلية السعودية كانت أكثر احتراما من هذا الإعلام وأعلنت أن القاتلة هي شقيقة تركي آل الشيخ بكل رزاياه في مصر سواء ما تعلق منها بالرياضة أو الفن.

بعد هزيمته المهينة على كل الأصعدة في كافة تكليفاته، وتجذر مشاعر الكراهية والغضب من وجوده، كان قرار سحبه من مصر مسألة وقت، وواضح انه قد صدر أخيرا.

سعيد بتلك النتيجة التي تؤكد ان القوة الناعمة لمصر لا يمكن سرقتها، وان تأسيس مصادر للقوة الناعمة يحتاج طبيعة شعب مؤهل لذلك، وموهوبين فى مختلف مجالات الفنون والرياضة، واستثمارات عبر عقود من الزمن.

سأكون سعيدا لو نجح في تأسيس مثل هذه القوة الناعمة بالمملكة، بدلا من التفكير في نشلها من الآخرين.