مَحصت هيئة محكمة جنايات جنوب القاهرة، أوراق القضية وأحاطت بظروفها وبأدلة الثبوت التي قام عليها الاتهام، ثم قضت حكمها بمعاقبة «سلمى جمال» بالإعدام شنقًا لاتهامها بقتل والدتها عمداً مع سبق الإصرار والترصد.

 
كما قضت بمعاقبة شريكها في ارتكاب الواقعة بالسجن المؤبد، وحبس متهم آخر لمدة سنة، كان بصدد نقل الجثة من المنزل لإخفاء الجريمة.
 
كواليس مقتل سيدة على يد ابنتها المدمنة طمعًا في ممتلكاتها
تعود تفاصيل الحادث الأليم عندما تجرد قلب فتاة تدعى «سلمى جمال» من كل معاني الإنسانية وسيطر عليها الجشع والطمع في ممتلكات والدتها لتقتلها دون شفقة أو رحمة لتتحصل على أموالها لشراء المواد المخدرة التي تقبل على تعاطيها وإدمانها.
 
أعدت تلك الشيطانة مخططًا إجراميًا للتخلص من والدتها داخل مسكنها فعلى مدار يومين أذاقتها كل أنواع العذاب: ضرب مبرح بالأيدي والأرجل وطعن بالسكين وحتى إنها منعت عنها الطعام والشراب حتى غابت عن الوعي ولفظت أنفاسها الأخيرة غارقة في دمائها، إلا أن قطعة من القماش مدممة سقطت سهوًا أمام شقة المجني عليها كانت سببا في اكتشاف الجريمة.

التقرير الطبي يكشف تفاصيل ارتكاب الجريمة
وكشف تقرير الطب الشرعي الذى تسلمته نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، أن سبب الوفاة جاء نتيجة ما يسمى بتسمم دموي نتيجة الجروح التي ألحقتها بها نجلتها أثناء التعذيب وعدم تطهيرها أو تضميدها، وأيضا الإهمال بالترك دون رعاية أو مأكل ومشرب، مما أسفر عن وفاتها.
 
مفاجآت مُدوية بتحريات المباحث حول الجريمة البشعة
وجاء في أمر الإحالة للقضية، أن المتهمة «سلمى» مقيمة بمفردها مع والدتها وكانت مدمنة للمواد المخدرة، حتى بدأت في بيع عفش منزلهما لتوفير النقود، ثم قررت بيع شقتهما، لكن والدتها رفضت، فبدأت في معاملتها معاملة سيئة ومحاولة تطفيشها من المنزل للاستيلاء على الشقة وبيعها.
 
وحينما فشلت كل طرقها في إخراج والدتها من الشقة، بدأت في تعذيبها وضربها ضربًا مبرحًا على مدار عدة أيام، حيث استخدمت كل أدوات المنزل من أوانٍ وسكاكين وعصى وغيرها من الآلات الحادة، لضرب والدتها، وتركتها دون مداواة الجروح أو حتى تقديم الطعام لها.
 
الابنة تستعين بآخرين لقتل والدتها وإخفاء الجثمان
ثم استعانت بـ«الديلر» الذى كان يجلب لها المخدرات لكى تتخلص من والدتها، وكانت تعذبها على مرأى ومسمع منه، حتى ماتت كما استعانت بمتهم آخر وهو صديق المتهم الثاني، للتخلص من جثة الأم بعدما قامت بلفها داخل بطانية ووضعها داخل «سحارة» كنبة بالشقة.
 
وأضافت التحقيقات أنهما اتفقا مع المتهم الثالث على نقل أثاث المنزل كأنها في طريقها لبيعه ووالدتها داخله في غفلة من الجيران، ولكن قبل حضورها كان أحد الجيران يمر من أمام الشقة ووجد قماشة عليها آثار دماء، فارتاب في الأمر واتصل بالنجدة كونه على علم بسوء سلوك المتهمة وكثرة اعتدائها على أمها.
 
قطعة قماش مدممة تكشف لغز الجريمة للجيران
كما أنهم سمعوا قبل أربعة أيام من اكتشافه الواقعة صوت الأم وهى تستغيث ثم اختفت ولم يرها أحد أو يسمعها، فقام بإبلاغ النجدة وبالحضور وتفتيش الشقة عثروا على جثة الأم، وتم ضبط المتهمة التي كانت ما زالت داخل الشقة بصحبة المتهم الثاني.
 
بداية الواقعة جاءت بتلقي قسم شرطة السيدة زينب بلاغا من شرطة النجدة يفيد بالعثور على جثة سيدة مسنة مقتولة داخل مسكنها بدائرة القسم، بالانتقال تبين صحة الواقعة، وأن ابنة المتوفاة قامت بتعذيبها حتى الموت داخل مسكنها وأخفت الجثة داخل أثاث الشقة.