كتب - محرر الاقباط متحدون 
وجه القمص يوحنا نصيف، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في ولاية شيكاغو بالولايات المُتحدة الأمريكية، رسالة عبر حسابه على فيسبوك، حملت عنوان "بين يوسف والمسيح"، نصها : 
 يوسف الصِّدّيق ابن يعقوب وراحيل، كان مثالاً للمسيح في جوانب عديدة جدًّا.. في العهد القديم، نجد ثلاثة أنواع من النبوّات عن السيّد المسيح؛ الأولى نبوّات نصيّة، والثانية إشارات ورموز (خروف الفصح - البقرة الحمراء - الحيّة النحاسيّة...)، والثالثة بعض الشخصيّات.
 
 كثيرون في العهد القديم كانوا مثالاً للسيّد المسيح، مثل إسحق وموسى وداود.. لكن ليس في كلّ جوانب شخصيّتهم، كما يقول ق. كيرلّس الكبير.
 
مبدأ عام: على قدر ما يسير الإنسان في حياته بحسب مشيئة الله، على قدر ما تظهر صورة الله فيه.
 
 يوسف كمثال للمسيح:
  أودّ أن أعرض في هذا المقال، خمسة وثلاثين وَجْه شَبَه، بين يوسف والسيّد المسيح:
1- يوسف كان راعيًا، والمسيح هو الراعي الصالح.
 2- يوسف كان محبوبًا من أبيه، هكذا المسيح هو الابن الوحيد المحبوب من الآب.
 3- كان يوسف يعيش مكرّمًا مع أبيه قبل ذهابه إلى أرض مصر كعبد، وهكذا الابن كان منذ الأزل مع أبيه قبل أن يأخُذ شكل العبد وينزل متجسِّدًا إلى أرضنا.
 4- يوسف أرسله أبوه ليسأل عن سلامة إخوته، والآب أرسل الابن ليرد إليه الخراف الضالّة، ويصنع سلامًا بين الله والبشر، مصالحًا العالم لنفسه بواسطته.
 5- إخوة يوسف تآمروا ليقتلوه، وهكذا تآمر اليهود لقتل ربّنا يسوع المسيح.
6- رأوبين كان لديه خطّة لإنقاذ حياة يوسف، وهكذا بيلاطس حاول إنقاذ المسيح من الموت.
7- يوسف خلعوا عنه ثوبه الملوّن، والمسيح نزعوا عنه ثيابه.
 8- يوسف أخرجوه من البئر حيًّا (ليبيعوه)، والمسيح صعد من الهاوية وقام حيًّا من القبر.
9- بيع يوسف بعشرين من الفضّة كعبد، والمسيح بيع بثلاثين من الفضّة؛ والتي كانت ثمن العبد في ذلك الوقت.
10- صار يوسف عبدًا عند فوطيفار في أرض مصر بينما هو الابن المحبوب، والمسيح أخلى ذاته وأخذ شكل العبد بينما هو الابن الحبيب.
11- كان يوسف عبدًا ناجحًا، وهكذا كان السيّد المسيح أيضًا ناجحًا في خدمته.
12- اجتاز يوسف تجربة صعبة مع امرأة فوطيفار ولم يسقط في الخطيّة.. هكذا اجتاز المسيح تجارب صعبة مع عدو الخير ولم يسقط أبدًا في الخطيّة، بل تألّم مجرّبًا كي يقدر أن يعين المُجَرَّبين (عب2: 18)، وصار مجرّبًا في كلّ شيء مثلنا بلا خطيّة (عب4: 15).
13- اتُّهِم يوسف ظُلمًا، واتُّهِمَ المسيح ظلمًا.
14- لم يحاول يوسف أن يدافع عن نفسه، ولم يحاول المسيح أن يدافع عن نفسه.
15- تم رمي يوسف في السجن بينما هو بريء، وهكذا تمّ تسليم المسيح لحكم الموت بينما هو بريء، ولم يجد فيه بيلاطس أيّة عِلّة للموت.
16- وُضِع يوسف في السجن وسط المجرمين، وصُلِب يسوع بين لصّين فاعلي شرّ.
17- كسب يوسف احترام رئيس بيت السجن، وكسب المسيح احترام قائد المئة الذي كان يُشرِف على عمليّة الصلب.
18- حُسِب يوسف ضمن المذنبَيْن، رئيس السقاة ورئيس الخبّازين، فكان سبب بركة ورجاء بالحياة والمجد لواحد، ومُخبرًا بهلاك الآخَر.. هكذا المسيح أُحصِيَ مع أثمة، عندما صُلِبَ بين لصّين، فكان سبب بركة وحياة لواحد منهما.
19- تمّ إنقاذ يوسف من السجن بقوّة وتدبير إلهي، هكذا قام المسيح من القبر بقوّة الله.
20- يوسف كشف أسرار الله وترتيباته لفرعون، وهكذا فإنّ ربّنا يسوع هو الذي يكشف الحقّ لنا ويعرّفنا أسرار الله الآب.
21- حَذّر يوسف فرعون من خطر قادم، وأوصاه بتدابير معيّنة للاستعداد لهذا الخطر.. وهكذا يحذّرنا المسيح من أزمنة صعبة قادمة، ويوصينا كيف نستعدّ بالصلاة والسهر..
22- كان يوسف مشيرًا ممتازًا يقدّم النصائح الحكيمة لفرعون، بينما المسيح هو حكمة الله الأزليّة، والمُدّخَر فيه جميع كنوز الحكمة والعِلم (كو2: 3).
23- تمّ رفع يوسف فوق كلّ أرض مصر، وهكذا قيل عن السيّد المسيح "رفّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كلّ اسم، لتجثو باسم يسوع كلّ ركبة، ممّن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض..." (في2: 9-10).
24- دعا فرعون اسم يوسف "صفنات فعنيح" أي "مخلّص العالم"، وهذا هو اللقب الذي دُعِي به المسيح أيضًا.
25- كان عُمر يوسف ثلاثين سنة حينما بدأ عمله الرسمي كمسؤول عن تدبير مصر، وهكذا بدأ السيّد المسيح خدمته الكرازيّة الرسمية في سنّ الثلاثين.
26- قام يوسف بتوزيع الخبر على العالم الذي كان يهلك جوعًا، وهكذا المسيح هو الخبز النازل من السماء الواهب الحياة للعالم.
27- صار يوسف سبب حياة ونجاة لكلّ الناس، بينما المسيح هو مخلّص العالم كلّه، ولا حياة للعالم إلاّ فيه.
28- كان لدي يوسف رصيد هائل من القمح ليسدّ احتياجات الناس، هكذا المسيح لديه قدرة وغنى غير محدود لإشباع الجميع.
29- أشبع يوسف احتياجات إخوته، وأشبع المسيح كلّ النفوس والجموع الجائعة.
30- كشف يوسف نفسه لإخوته في مجيئهم الثاني، وهكذا الربّ يسوع سيكشف نفسه لإسرائيل ويكشف مجده لكلّ العالم في مجيئه الثاني.
31- سامَحَ يوسف إخوته وصار لهم مُخَلِّصًا، هكذا يسامح المسيح ويخلّص كلّ الخطاة التائبين.
32- في البداية لم يصدّق يعقوب عندما سمع أنّ يوسف حيّ، وهكذا لم يصدّق التلاميذ في البداية عندما جاءتهم الأخبار أنّ المسيح حيّ وقام من القبر.
33- أنقذ يوسف إخوته وشعبه، وهكذا يقدِّم المسيح خلاصًا لشعب إسرائيل ولكلّ العالم.
34- ابنا يوسف منسّى وإفرايم جاءا من نسل امرأة أمميّة (مصريّة)، ولكنّهما دخلا في عضويّة شعب إسرائيل.. هكذا من خلال المسيح آمن الأمم، وانضمّوا وحُسِبوا في عضويّة كاملة مع شعب الله.
35- عزّى يوسف الذين خانوه وسلّموه للموت، هكذا عزّى المسيح تلاميذه الذين أنكروه وتركوه وقت الصليب.